اختتم المؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، دورته الثامنة مساء اليوم في باماكو. وألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو-، كلمة في الجلسة الختامية، أعلن فيها أن القرارات التي خرج بها المؤتمر جاءت ملبيةً للحاجات الملحة التي يفرضها على الدول الأعضاء العمل الإسلامي المشترك الذي تنهض به في إطار هذا المؤتمر، مشيراً إلى أن هذه القرارات وفرت للإيسيسكو وثائق ذات أهمية تأصيلية وتوجيهية عالية، تعزّز الجهود لتحقيق الأهداف التعليمية العليا وبلوغ الغايات العلمية التي من شأنها ضمان الجودة والملاءمة لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي في العالم الإسلامي. وأوضح أن المشروعين الاستراتيجيين اللذين اعتمدهما المؤتمر، يستجيبان لضرورة استكمال الإطار الأكاديمي العام والمتكامل للعمل الإسلامي المشترك في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وذكر أن إنشاء مرصد العالم الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، سيكون تفعيلاً للاستراتيجية القطاعية الخاصة بهذا المجال، وأن إحداث منصة رقمية متكاملة للنهوض بالجودة والاعتماد والتبادل والتعاون بين جامعات الدول الأعضاء في الإيسيسكو، سيعطي دفعة للتعاون والتكامل والتنسيق بين جامعات الدول الأعضاء، مما ستكون له آثاره الإيجابية على الجهود المبذولة من أجل ضمان الجهود والاعتماد باعتبارهما شرطين أساسَيْن لتطوير هذا القطاع الحيوي، والارتفاع بمستوى مردوديته وتقوية تأثيره في دعم التنمية الشاملة المستدامة. وأشار إلى أن المناقشات التي جرت في المائدة الوزارية المستديرة حول التكنولوجيا الحديثة من أجل النهوض بالتعليم العالي والبحث العلمي، أكدت أن الإرادة الجماعية المشتركة مصممة على تدارك النقص وتلافي القصور اللذين يعاني منهما هذا القطاع في غالبية الدول الأعضاء، ومصرة على تجاوز المرحلة الحالية حيث تَتَدَنَّى مؤشرات النهوض بالتعليم العالي والبحث العلمي، بالانتقال إلى المرحلة الأوفر حظاً من النموّ والأكثر قابليةً للتقدم في هذه المجالات كافة. وبيَّن أنَّ إطلاقَ البوابة الإلكترونية للشبكة الإسلامية للبحث والتعليم، الذي تمّ في هذا المؤتمر، يُعدُّ خطوةً مهمةً على طريق فتح القنوات الواسعة للبحث العلمي بغية تطويره، في موازاة مع تحديث المنظومة التعليمية في مرحلتها العليا. وأكد المدير العام للإيسيسكو أن هذه القرارات البالغة الأهمية التي اعتمدها المؤتمر، يمكن اعتبارها من الوسائل الداعمة لإقامة جسور التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في مجال التسويق وتعليم ريادة الأعمال، وهو المشروع الذي تقدمت به دولة ماليزيا إلى المؤتمر، والذي من شأنه إذا ما استكملت دراستُه، أن يمهد السبيل إلى الولوج لحقل مهم من حقول الدراسات العلمية الميدانية ذات المردودية العالية، والتي قال عنها إننا في حاجةٍ ماسَّةٍ إليها.