فجر كتاب "كيف صلي يسوع كيهودي" جدلاً كبيراً داخل الكنيسة الارثوذكسية .و هاجمه عدد من الرموز والقيادات الكنسية بدعوي أنه يضم مخالفات صريحة للتعاليم المسيحية يبثها مجموعة من المهرطقين والذين يطلقون علي أنفسهم "المستنيرين الجدد" بقيادة الراهب سيرافيم البراموسي . ووصف رجال دين الكتاب ب"الهرطوقي" ، وطالبوا المجمع المقدس بالتحرك سريعاً لوقف الفتنه التي تسبب فيها هذا الكتاب مناشدين البابا تواضروس بضرورة حماية إيمان الكنيسة الذي أؤتمن عليه وتوقيع العقوبة على أي "مهرطق" يفسد التعليم الكنسى علي حد تعبيرهم. استنكر القس لوقا راضي بالقوصية على صفحته في الفيس بوك ما جاء في هذا الكتاب من معلومات تخالف المسيحية وتشبيهات مسيئة متسائلا "كيف يخرج مثل هذا الكلام من مرتدي جلباب أسود كنسي كما أصدر القس مرقوريوس صموئيل من القاهرة بيانا يهاجم فيه بشدة هذا الكتاب ووجه رسالة إلى اباء المجمع المقدس قائلا "نأسف بشدة لما يحدث في أيامنا بصدور كتب كهذه، تصدر عن مؤسسة تحمل لقب واسم، مدرسة الأسكندرية اللاهوتية العريقة التي أسسها مار مرقس الرسول،الذي بشر بالمسيحية في مصر" . وتابع "كتب كهذه تضع المؤسسة عليها صورة واسم بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس (المنوط به حماية الإيمان من الهرطقة)،ليوهم القارئ أنها أرثوذكسية العقيدة والمذهب والإيمان. وهى بعيدة كل البعد عن هذا الإيمان القويم المستقيم الفكر. وأضاف هذه الكتب تخدع البسطاء من الشباب ليقرءوها وهم لا يعرفون أن فيها سُمًا مميتًا، يبعدهم عن إيمانهم السليم الذي مات من أجله الشهداء في المسيحية وقبلوا الاضطهاد متمسكين به واستطرد القس مرقريوس قائلاً : الكتاب مترجم من مسيحي يهودي لا نعرف له مذهبا وتواجد فجاة في مكتبات الكنائس وحذر القس ممن اسماهم الأنبياء الكذبه وثياب تاتي في ثوب حملان -على حد تعبيره وطالب المجمع المقدس بسرعه اتخاذ قرار ضد من سمح لهذا الكتاب بالتواجد. من جانبه قال مينا أسعد مدرس اللاهوت الدفاعي بالكنيسة الارثوذكسية إن كتاب "كيف صلى المسيح كيهودي" ترجمه راهب من البرية الشرقية وصادر عن مدرسة الإسكندرية, يحتوي الكثير من الأخطاء التي تخالف الايمان الارثوذكسي حسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فيتعامل مع أحداث حياة المسيح في قالب قصصي مغرق في الخيال بدرجة دفعت خيال الكاتب أن يتخيل أحداث لم تحدث وتخالف التي حدثت بالفعل ، ويصف تعبيرات غريبه تحتوى على إهانات للعذراء مريم والمسيح يسوع أيضا قدم الكتاب عدة عقائد تناقض العقيدة الارثوذكسية القبطية . وتابع : الكتاب تحدث عن "التناول" - أحد الشعائر المسيحية والتي يطلق عليها عمل سرائري - وتؤمن الكنيسة القبطية الارثوذكسية أنه لا يجوز ممارسته مع طوائف من غير الكنائس الارثوذكسية الشرقيه ، بينما يقلل من شأنه الكتاب ويراها متساويه رغم أن الكتاب يخرج من الكنيسة القبطية والمفترض ان يلتزم بإيمانها. وأضاف أن الكتاب يهين السيد المسيح في اكثر من موضع فيقول مثلا ان الله لا يستجيب لصلاة المسيح وهو أمر يخالف الكتاب المقدس والايمان المسيحي القبطي الارثوذكسي ، يطعن الكتاب في عقائد المسيحيين تجاه لاهوت المسيح ويقدم مغالطات تاريخية وعقيدية كثيرة تكاد تكون في كل صفحه من صفحات الكتاب يستخدم الكاتب تعبيرات مهينه كوصفه لله أنه يخفي زجاجة خمر في القبو ليفتحها عند الفجر فيجد فيها يسوع ! وهو بالتأكيد أمر يرفضه كل قارئ للكتاب المقدس ومؤمن بالمسيحية. واستنكر أسعد ، تجاهل القيادات الكنسية لبعض المؤلفات الدينية التي صدرت مؤخراً وتضم مخالفات صريحة للإيمان المسيحي –علي حد قوله. وقال أسعد لاحظنا في الفترة الماضية ظهور إصدارات تحمل تعاليم تخالف الايمان المسيحي القبطي الارثوذكسي تنتشر في الكنائس تحت مسمى مطبوعات " مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية" يقودها راهب يدعى الراهب القس سيرافيم البراموسي. وتابع : تقدمنا بعدد من الشكاوى للجنه الايمان والتعليم والتشريع وهي الجهه الكنسية العليا المنوط بها فحص التعاليم وتحديد صحتها من خطأها ، وتقدم بالشكوى عدد كبير من ابناء الكنيسة القبطية ورجال الكهنوت ضد إصدارات هذه المدرسة . وأشار أسعد إلي أن لجنة الايمان والتعليم عقدت بضعة اجتماعات وانتهت إلى وجود اخطاء في اصدارات تلك المدرسة وكتابات الراهب سيبرافيم البراموسي ورفعت تقريرا للبابا والمجمع المقدس يحوي تلك الأخطاء وأصدرت بيانا رسميا بذلك. وقال مدرس اللاهوت الدفاعي إن البابا تواضروس وجه مشكورا بتشكيل لجنه لإعادة الفحص تمهيداً لعرض تقريرها على المجمع المقدس في دورته القادمة كما سبق وأعلنت الكنيسة. ولفت إلي أن أنصار تلك المدرسة بعد قرار البابا بالتطاول على لجنه الايمان والتعليم والتشريع وعلى المجمع المقدس وعلى الكنيسة بأكملها ، ووصل الأمر الي تهديدات منهم للذين تقدموا بتلك الشكاوي. وقال أسعد إن أنصار تلك المدرسة قادوا هجوماً حاداً عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ضد الكنيسة وللبابا والمجمع المقدس الأمر الذي دفع بعض اساقفة الكنيسة الكبار في التصدي لتلك الأخطاء ومنهم نيافة الانبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ الذي أصدر كتابا يرد فيه على بعض تعاليمهم الخاطئة ، كما ألمح نيافة الانبا رافائيل الي اخطاء يتداولها اتباع المدرسة واصفا اياهم بالأقزام ، متسائلا بتعجب أين كان هؤلاء ايام البابا شنودة . ونوه أسعد الي أن اتباع مدرسة الأسكندرية يطلقون علي أنفسهم لقب المستنيرين الجدد وأن الكنيسة كانت في ظلام قبل ظهور الراهب سيرافيم البراموسي .