ألقى الدكتور خالد قاسم مساعد أول وزير التعليم العالى و البحث العلمى للتخطيط الاستراتيجى و دعم السياسات كلمة نيابة عن الوزير فى منتدى التعليم الفنى الذى أقيم بالأكاديمية البحرية بالأسكندرية وجاء نص الكلمة كالتالى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأسعد الله صباحكم بكل خير يسعدني ويشرفني أن أشهد مع حضراتكم فعاليات منتدى التعليم الفنى فى دورته الثانية .. الذي تقيمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.. في البداية أود أن أنقل لحضراتكم أطيب تحيات وأمنيات معالى الأستاذ الدكتور/ أشرف محمد الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي.. الذي كان حريصًا على الحضور ومشاركتنا هذا الاحتفال .. لولا ارتباطات عمل مسبقة تصادف ذات الموعد.. كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير لأسرة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.. الحضور الكريم إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. هي إحدى مؤسسات الدولة التي تضطلع بمهمة أساسية وهى تكوين وتنمية رأس المال الفكري الذى هو عصب اقتصاد المعرفة الذى يتيح للدول أن تنتقل إلى تصنيفات أكثر تقدماً في ظل التحول من اقتصاد الموارد إلى اقتصاد المعرفة. وإذا كان المردود الاقتصادي للاستثمار في التعليم العالي على المستوى الكلى هو تقليل التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية بين طبقات المجتمع بما يكفل تماسك بنية المجتمع واستدامة النمو الاقتصادي، فضلاً عن تحقيق الاستقرار السياسي وتوفير قاعدة عريضة من رأس المال البشري تتسق ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يكفل مستويات مقبولة من الاستدامة وجودة الحياة. فإن التعليم العالي يعد رافدا مهما لتحقيق هذا الهدف وذلك حينما يتم تطوير التعليم الفني ليصبح أداة فعالة في تحقيق النمو والرخاء، ويحتل المكانة الصحيحة له بين القضايا ذات الأولوية، وأيضاً حينما تكون هناك ملاءمة بين التخصصات وسوق العمل وهذا هو التوجه الذى يعكسه مسار تنمية الكليات التكنولوجية والتعليم التقنى فى استراتيجية تطوير التعليم العالي في مصر 2030. السادة الحضور الكرام لقد توقفت عند الخطوط العريضة لمحاور مؤتمركم هذا فوجدت أنها ترصد مشاكل التعليم الفني وكذلك الحلول ولعلني أركز على قضية تحسين صورة التعليم الفني بكامل عناصره في عين المجتمع، فرغم أن الدولة تضع الآن هذا النوع من التعليم على رأس قضاياها إلا أن نظرة المجتمع في معظم الأحوال تضعه في المصاف الأخير من أنماط التعليم المختلفة. وللحق فإن معطيات تغيير هذه النظرة المجتمعية لهذا النوع من التعليم بين أيدينا وأيديكم جميعا. إننا نَنشُدُ تعليماً فنياً يحقق تغطية احتياجات سوق العمل ويقدم معالجة حقيقية لمشكلة البطالة ويزيد من معدلات الإنتاجية ويرفع القدرة التنافسية للفنيين المصريين , ويعزز روح الأبتكار والإبداع وهو الأمر الذي لن يتم على سبيل القطع إلا بتكامل مراحل التدريب والتعليم الفني بأنماطه ومستوياته المختلفة. لقد قامت وزارة التعليم العالي بخطوات فعالة بما تملكه من أدوات بفتح المسار التعليمي في التعليم الفني فأصبح لدينا الآن نظام تعليمي جامعي بنظام 2+2 سيتم تطبيقه في الكليات التكنولوجية الحكومية في كليتين جديدتين أحدهما بالتجمع الخامس والأخرى في قويسنا يحصل فيها خريج المرحلة الأولى على الدبلوم التكنولوجي وخريج المرحلة الثانية على البكالوريوس التكنولوجي في التخصص. وسيكون أمام الخريجين فرصة استكمال الدراسة لمن يرغب منهم للحصول على أعلى الدرجات العلمية في التعليم الفني. أن فتح المسار التعليمي سيحقق دون أدنى شك تحسين كبير للصورة الذهنية لدى المجتمع عن التعليم الفني . أن دور التعليم العالي لن يقف عند افتتاح هذه الكليات والمعاهد والاكتفاء بتطوير منظومة التعليم الفني بفتح مسارات التعليم به, بل أيضا من خلال تطوير شكل التعليم ذاته ليعتمد على نظام الكفاءات Competency Based Education فأصبح تطوير مناهج التعليم الفني مبنيا على هذه الجدارات التي يحددها ويطلبها سوق العمل وأصبحت عملية تطوير المناهج في الأساس هى عملية مشاركة تامة مع أرباب الأعمال ليتيح سد احتياتهم الفعلية من الفنيين ذوي الكفاءة. الأمر الذى يتيح التعلم بهذه الطريقة للخريج فرصة الانتقال السلسل إلى سوق العمل وكذا سيتيح له سهولة العودة للمؤسسات التعليمية لاستكمال تعليمه بعد الانخراط في سوق العمل. للحصول على البكالويوس التكنولوجي وستمكنه خبراته المكتسبة في مجال عمله من انهاء بعض الوحدات المبنية على الجدارة بالامتحان فيها دون دراسة فهذا النظام أيضا يعترف بالتعليم المسبق كأحد اهم الأدوات في تحسين شكل التعليم الفني ورفع مستواه وتقليل تكلفته. أيها الجمع الكريم إن وزارة التعليم العالي لم تكتفى بذلك فقط ، بل اتخذت قرارات من شأنها تقديم التعليم الفني لخدمة المجتمع والبيئة المحيطة. لقد تضمنت الخطة الاستراتجية للوزارة فتح عدد من الكليات المجتمعية كأساس لنهضة مجتمعية شاملة وتطوير جذري في شكل التعليم الفني ليصبح أداة في التطوير من جهة وتقليل البطالة من جهة أخرى. لذا كلفت الوزارة المسئولين عن التعليم الفني للتواصل التام مع سائر الوزارات والهيئات المماثلة لتحسين الحوكمة من خلال أقصر الطرق عن طريق الاشتراك في تقديم نظام تعلم مميز مبني على الجدارات. ذات المعاييرالقياسية التى تصف شكل كل وحدة تدريبية وترتبط بالإطار القومي للمؤهلات من جهة وبإطار المهارات من جهة أخرى ويتم استخدامها في العملية التعليمية من كافة الجهات سواء التابعة للتعليم العالي الجامعي أو التعليم قبل الجامعي. الحضور الكريم فى النهاية أتقدم بمزيد من الشكر والتقدير لأسرة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.. وأطيب التمنيات لحضراتكم بدوام التوفيق والسداد.. وللمنتدى كل التوفيق في الخروج بخلاصات وتوصيات ، تشكل منهجا نحو تطوير التعليم الفني وتقليل الفجوة بين الواقع والمأمول .. ولوطننا العزيز كل تقدم ورخاء وازدهار.. والله الموفق والمستعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,