ذكر حسن البنا في (مذكرات الدعوة والداعية) ما كان بينه وبين الطريقة الحصافية الصوفية التي انضم إليها، فقال: "توطدت العلاقة بيني وبين الحصافية، وواظبت على أوراد الوظيفة الرزوقية صباحا ومساء، وحين حضر السيد عبد الوهاب الحصافي – نفع الله به- إلى دمنهور كنت شديد الفرح بهذا النبأ، وبدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي "جمعية الحصافية الخيرية". مضى حسن البنا في هذا الطريق التزكوي التربوي الرباني، حتى أنشأ جمعية الإخوان المسلمين، وعرض الأمر على شيخه الشيخ عبد الوهاب الحصافي، الذي يصفه البنا بأنه: " امتاز في شخصيته وإرشاده ومسلكه بكثير من الخصال الطيبة: من العفة الكاملة عما في أيدي الناس، ومن الجد في الأمور، والتحرر من صرف الأوقات في غير العلم أو التعلم أو الطاعة أو التعبد، ومن حسن التوجيه، وصرف عمليا إخوانه إلى الإخوة والفقه وطاعة الله". فلما عرض البنا على الشيخ الحصافي فكرة تأسيس جمعية الإخوان، رفضها الشيخ، ونصحه ألا يمضي في هذا الطريق، لكن البنا أبى الأخذ بنصيحة شيخه مع إقراره بأن شيخه ذا حكمة ورأي سديد.، يقول البنا: "واستمرت صلتنا على أحسن حال بشيخنا السيد عبد الوهاب حتى أنشئت جمعيات الإخوان المسلمين وانتشرت، وكان له فيها رأي، ولنا فيها رأي، وانحاز كل إلى رأيه، ولازلنا نحفظ للسيد – جزاه الله عنا خيرا- أجمل ما يحفظ مريد محب مخلص لشيخ عالم عامل تقي، نصح فأخلص النصيحة، وأرشد فأحسن الإرشاد".، وعلى ذلك فإن الشيخ الأزهري الجليل السيد عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية - التي كان البنا واحد منها- هو أول من نصح البنا بعدم المضي فيما مضى فيه من إنشاء جماعة الإخوان، وأن البنا مع ثقته في علم الرجل وعقله وإخلاصه وورعه وتقواه إلا أنه رفض النصيحة، واستمر في تأسيس الجماعة، فكان ما كان.