أكد الكاتب مراد يتكين في صحيفة حريت ديلي نيوز التركية, أن التوتر لم يعد محصوراً بين تركياوروسيا، وإنما توسع ليصير بين حلف شمال الأطلسي وموسكو، مع مناشدة الجمعية البرلمانية للناتو أعضاءها ال 28 الوقوف في وجه "الجزم" العسكري الروسي، وتوفير ضمانات للحلفاء الذي يشعرون بأن أمنهم مهدد، وخصوصاً على الضفتين الشرقيةوالجنوبية للناتو. وأوضح أن هذا التركيز يعني خصوصاً الضغط الروسي على دول البلطيق مثل إستونيا وليتوانيا ولاتفيا في الشمال (مع أثره الواسع على الدول الاسكندينافية) وعلى تركيا في الجنوب، القريبة من كل من سورياوأوكرانيا اللتين تشهدان انتشاراً عسكرياً روسياً كبيراً. كذلك، طلب الناتو من أعضائه زيادة ميزانياتهم الدفاعية من أجل تعزيز إجراءات الردع التقليدية والنووية، ورفع جهوزية الناتو العسكرية وتقوية التعاون بين الدول غير الأعضاء في الناتو مثل السويد وفنلندا، المجاورتين للبلطيق. ووصف الأمين العام للحلف الجنرال ينس ستولتنبرغ الوضع الراهن بأنه "أكبر تعزيز لدفاعنا المشترك منذ نهاية الحرب الباردة". ومن المتوقع مناقشة العلاقات مع روسيا مجدداً في قمة الحلف في وارسو في الثامن والتاسع من يوليو. وتستضيف بولندا المجاورة لدول البلطيق حالياً صواريخ نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الذي يديره الناتو، فيما تنشر في تركيا رادارات للإنذار المسبق. وتنظر روسيا بقلق إلى كلا الأمرين. وتبدلت العلاقات بين روسياوتركيا جذرياً بعد تدخل موسكو عسكرياً في سوريا دعماً للنظام السوري. وأثار إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية انتهكت المجال الجوي التركي، أزمة كبيرة بين البلدين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الإثنين في أثينا إن العلاقات يمكن أن تعود إلى طبيعتها إذا اتخذت أنقرة خطوة، وهو يعني الاعتذار والتعويض عن الحادث. ورد أردوغان في اليوم التالي بأنه لم ير أي خطوة إيجابية من موسكو، مثل وقف السلاح إلى الإرهابيين. وهو ربما كان يشير إلى الهليكوبتر التركية التي أسقطت بصاروخ روسي الصنع أطلقه أخيراً ناشط من حزب العمال الكردستاني المحظور في جنوب شرق تركيا. وقد طلبت موسكو من أنقرة تقديم دليل على ذلك. وفي 31 مايو ، اتهمت تركياروسيا والنظام السوري بقصف مستشفى في إدلب، وهو ما نفاه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وقال إن القوات التركية المنتشرة في العراق لمواجهة حزب العمال الكردستاني وداعش تشكل تهديداً ويجب سحبها. وفي اليوم نفسه، يضيف يتكين، قال رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هولوسي أكار في اختتام مناورات عسكرية استمرت أسبوعاً في محافظة إزمير إنه يجب التزام الوعود التي تعطى في الناتو، مشيراً إلى توقعات تركيا من الناتو وواشنطن تحديداً في المعركة ضد الإرهاب. ويشار إلى أن مناورات "أفسس 2016" كانت الأولى من نوعها تجمع قوات من ثماني دول من الناتو وخارج الناتو معاً، وهي تركيا والسعودية وبريطانيا وألمانيا وبولندا والسعودية وقطر وأذربيجان تصعيد خطير للتوتر بين روسياوتركيا. وفي تطور آخر، تحدث أردوغان أمس عن "خطأ الطيار" في إسقط المقاتلة الروسية. ولم يفصح عن أي طيار ولا عن أي خطأ كان يتحدث. وفي أي حال، يختم يتكين، أن الأزمات في أوكرانياوسوريا طويلة والتوتر بين روسيا والناتو لن يتراجع على الأرجح. وبذلك، ستبقى تركيا على خط المواجهة وهدفاً لتهديدات إرهابية.