ليست قصة من قصص الخيال ..قد تقترب مشاهدها من الأساطير المخيفة لكنها من دفاتر الاجرام وسجلات الحياة لاناس لا علاقة لهم بعالم الاجرام لكنهم تحولوا الى مجرمين مع سبق الاصرار والترصد وكلمة السر العفاريت والسحر الأسود ..هى مشاهد رعب استيقظ عليها أهالي منطقة الدقي بعد مشاجرة نشبت بين شاب وابن عمه داخل أحد الجراجات .ووسط حالة هرج ومرج حاول سكان المنطقة معرفة سبب المشاجرة لكنهم فشلوا لأن الجراج يوجد داخل أحد العقارات ، دقائق وخرج شاب من الجراج وملابسه ملطخة بالدماء ويمسك بيده سكينة كبيرة الحجم مرددا كلمة " الحمد لله قتلته " .. وفجأة غافل الجميع وتمكن من الهرب ، وبعد هذا المشهد تجمع الاهالي داخل الجراج مسرح الجريمة لمعرفة ما حدث ليجدوا شابا في بداية العقد الثاني من عمره ساقط على الأرض وغارق في دمائه ومصاب بعدة طعنات لدرجة ان جميع أحشائه خارج جسده .وعلى الفور هرول عدد من أهالي المنطقة الذهاب إلى قسم شرطة الدقي والتقوا المقدم مصطفي خليل رئيس المباحث وقاموا بإبلاغه بجريمة القتل فانتقل الى مكان الحادث رئيس المباحث برفقة النقيب محمد مختار معاون المباحث وبمناظرة الجثة تبين ان المجني عليه مصاب بعدة طعنات بمنطقة الصدر والبطن .فأمر المقدم مصطفي خليل رئيس مباحث قسم شرطة الدقي بنقل المجني عليه الى مشرحة مستشفي 6 اكتوبر لحين وصول النيابة لمناظرة الجثة واخطار اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي امر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد عبدالتواب رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة تحت إشراف اللواء رضا العمدة مباحث المباحث الجنائية لكشف غموض الحادث وسرعة القبض على المتهم . حاول رجال المباحث معرفة ملابسات الحادث من شهود العيان لكن لم يكن أحد يعرف الحقيقة خاصة ان المجني عليه ليس من أهالي المنطقة ، لكن القاتل معروف للجميع ويدعي حسين وشهرته " سحس " لانه يعمل سايس بالجراج الذي شهد الجريمة . الخيط الرفيع الاول فى القضية كان أحد شهود العيان الذي أكد ان المتهم هو سايس الجراج والمجني عليه ابن عمه وأكد ان الجريمة وقعت بسبب خلافات بينهما لكنه لا يعلم طبيعة وسبب هذه الخلافات . وبتكثيف جهود فريق البحث وبسماع أقوال أصحاب السيارات وعلاقتهم بالمتهم قال أحدهم ان المتهم كان دائما يتهم نجل عمله بإنه وراء ارتكاب أعمال سحر له بهدف الانتقام منه . قام فريق البحث بمعرفة الاماكن التي يتردد عليها المتهم تمهيدا لاقتحامها في ساعة متأخرة من الليل بالإضافة إلى وضع عدة أكمنة ثابتة ومتحركة بمداخل ومخارج الدقي على مدار ال24 ساعة للقبض على المتهم . وبعدها بساعات وصلت معلومات للمقدم مصطفي خليل رئيس المباحث من احد المخبرين السريين تفيد بتواجد المتهم المطلوب ضبطه بمنطقة بين السريات عند أحد اصدقائه . وعلى الفور تم رصد ومراقبة المنزل الذي يختبئ فيه المتهم وتحديدا الساعة الثانية والنصف فجرا تم اقتحام المنزل والقبض على المتهم واقتياده الى قسم شرطة الدقي لتسجيل اعترافاته بقتل ابن عمه في محضر رسمي تمهيدا لاحالته إلى النيابة لسماع أقواله . داخل قسم شرطة الدقي جلس المتهم يتمتم بكلمات غير مفهومة لكن توحي انه مريض نفسيا بالإضافة الى أنه يفعل اشياء غريبة من حركات وهمسات لا يفعلها إلا مختل نفسيا . وبمناقشته اعترف قائلا : اسمي سحس اعمل سايس بأحد جراجات الدقي منذ عدة سنوات ، أحوالي تبدلت إلى النقيض أصبحت افعل اشياء لم افعلها من قبل مثل ضرب زوجتي واهانتها وسط افراد اسرتها وكأني معمول لي عمل ، للاسف ذهبت الى الكثير من رجال الدجل والشعوذة ومعهم ضاعت باقي حياتي الى الأبد واحدهم اخبرني ان ابن عمي هو اللي عمل لي " عمل سفلي " بهدف تدمير حياتي وقتها ايقنت ان هذا الدجال كذاب خاصة ان علاقتي بنجل عمي فوق الممتازة ولم يحدث في يوم من الايام خلاف بيننا . واضاف المتهم قائلا : مرت الأيام وحياتي مرت معها إلى الأسوأ وأصبحت افكر في كلام هذا الدجال لدرجة انني في أحد المرات ذهبت إلى منزل ابن عمي وتشاجرت معه بدون سبب حتي اهانتني مراته وقال لي " انت مجنون ولازم تتعالج " وقتها قررت اقتله حتي استريح من حياتي التي تحولت إلى جحيم بسببه جلست افكر في كيفية ارتكاب جريمة قتل ابن عمي بعد ان تحولت حياتي الى حجيم بسبب العمل السفلي حتي خرجت بفكرة الاتصال به وطلب حضوره الى مكان عملي بأحد جراجات الدقي وبالفعل في الميعاد المحدد حضر المجني عليه وبدون اي مقدمات قمت بتسديد ما يقرب من 18 طعنه ولم اتركه الا وهو جثة هامدة حتي يستريح المجتمع من ظلمه . وأمر اللواء أحمد حجازى مدير أمن الجيزة بأحالة المتهم الى النيابة التي امرت بحبسه 4 ايام على ذمة التحقيقات بعد ان وجهت له تهمة القتل العمد