ظهر تنظيم الإخوان المسلمين في الكويت في عام 1950، وتمتع في البداية بعلاقات جيدة مع الأسرة الحاكمة، وحاول التنظيم أن يقوم بدور على صعيد الأنشطة الاجتماعية، فيما قام بدور سياسي محدود، فبحسب الدراسة ظهرت بصمة التنظيم في كل من وزارتي التعليم والشئون الإسلامية، فتم تمرير عدة تشريعات مثل حظر الكحول في عام 1965, بالإضافة إلى قصر الجنسية الكويتية على المسلمين، حيث تنص المادة 4 من قانون الجنسية الكويتي على أنه "يجوز بمرسوم، بناء على عرض وزير الداخلية، منح الجنسية الكويتية لكل شخص بلغ سن الرشد إذا توافرت فيه الشروط الآتية: أن يكون مسلمًا بالميلاد أصلا، أو يكون قد اعتنق الدين الإسلامي وأشهر إسلامه وفقًا للطرق والإجراءات المتبعة، ومضت على ذلك خمس سنوات على الأقل قبل منحه الجنسية الكويتية، وتسقط عنه هذه الجنسية بقوة القانون، ويعتبر المرسوم الصادر بمنحه إياها كأن لم يكن بارتداده عن الإسلام أو سلوكه مسلكًا يقطع بنيته في ذلك. ويترتب على سقوط الجنسية الكويتية عنه في هذه الحالة سقوطها عمن يكون قد كسبها معه بطريق التبعية". كما حاول الإخوان أن يقوموا بإيجاد دور لهم، لا سيما في وزراتي التعليم والأوقاف والشئون الإسلامية، ومع بداية التسعينيات والغزو العراقي للكويت سعى التنظيم لتقديم خدمات في ظل انشغال الدولة بالحرب مع العراق. وفيما يتعلق بالنشاط السياسي للجماعة فإنه مع بداية الثمانينيات تم تأسيس "الحركة الإسلامية الدستورية" التي تصنف الآن بمثابة الذراع السياسية للتنظيم، وهي ذات توجه معارض وتنادي بمطلب أساسي هو تكريس الشريعة كمصدر رئيسي للتشريع في الكويت، ومن أجل اجتذاب تأييد بعض الطوائف الأخرى هناك مجموعة من المطالب أيضًا مثل: رئيس وزراء منتخب، ودائرة انتخابية واحدة، والسماح بالأحزاب السياسية، وتحويل النظام إلى ملكي دستوري. وبصفة عامة، يتميز منهج التنظيم في الكويت بالتدرج، حيث يسعى لإحداث إصلاحات سياسية ولكن دون الخروج على نظام الحكم أو معاداة الأسرة الحاكمة، وإنما يسعى لذلك من خلال النظام ذاته، والملاحظ أنه بالرغم من دخوله الانتخابات البرلمانية فإنه لم يسعَ لأغلبية برلمانية، وإنما قام بالدخول في تحالفات مع تكتلات سياسية أخرى لممارسة تأثير أكبر على العملية التشريعية تحت غطاء سياسي ذو طبيعة علمانية. ويتم توصيف تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في الكويت على أنه تنظيم ليبرالي على المستوى السياسي ومحافظ على المستوى الاجتماعي، وفيما يتعلق بعلاقة التنظيم مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر فإن الدراسة تشير إلى أن انتماء أعضاء الإخوان المسلمين هناك إلى الجنسية الكويتية أولا ثم إلى الجماعة، وقد قللت الجماعة الارتباط بينها وبين الجماعة في مصر منذ الغزو العراقي للكويت، وعلى الرغم من ذلك فإن الجماعة لا تؤيد نظام الحكم الحالي في مصر.