فى تونس قررت حركة النهضة التونسية التحول إلى حزب سياسي، من خلال تخليها الكامل عن النشاط الدعوي الديني، والتفرغ للنشاط السياسي فقط، وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي في تصريح صحفي على هامش انطلاق فعاليات الدورة ال 46 ل "مجلس شورى حركة النهضة": "نحن بصدد التحول إلى حزب يتفرغ للعمل السياسي، ويتخصص في الإصلاح انطلاقا من الدولة، ويترك بقية المجالات للمجتمع المدني ليعالجها، ويتعامل معها من خلال جمعياته ومنظومة الجمعيات المستقلة عن الأحزاب بما في ذلك النهضة". كما أوضح عضو شورى الحركة، زبير الشهودي، في تصريحات صحفية، أن قرار تحول حركة النهضة إلى حزب سياسي بالمعايير التي حددها الدستور التونسي وقوانين الدولة، أمر تم حسمه وحظي بموافقة أغلبية قيادات الحركة خلال المؤتمرات المحلية والجهوية، بانتظار المصادقة عليه بشكل قانوني خلال انعقاد المؤتمر العام للحركة يومي 21 و22 مايو الجاري. يذكر ان حركة النهضة قد نشأت في بداياتها تحت مسمى "الجماعة الإسلامية" وتركّز عملها في الفترة ما بين نهاية الستينات إلى بداية الثمانينات على العمل الدّعوي المقتبس من جماعة التبليغ، والمتأثر بالحرك الإخوانية، كما وصفها الغنوشي وغيرها من الحركات الإسلامية. وفيما بعد أدركت قيادات الجماعة الإسلامية ضرورة العمل السِّياسي، فأسست ما أطلقت عليه حركة الاتجاه الإسلامي سنة 1981 لتعلن بذلك عن توسيع مجال عملها؛ ليتعدى العمل الدّعوي إلى العمل السّياسي. بعد سقوط الرئيس التونسى زين العابدين بن علي دخلت حركة النهضة مرحلتها الرابعة، وهي مرحلة الممارسة السياسية التي لطالما نظَّرت لها فأعادت صياغة القانون الأساسي سنة 2012، وشاركت ببرنامجها في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لتفوز بالأغلبية وتقود حكومتين متتاليتين، ثم تحل في المرتبة الثانية بعد حزب نداء تونس في الانتخابات التشريعية نهاية 2014، لينتهى بها الحال باعتزال العمل الدعوى نهائياً والتفرغ الكامل للنشاط السياسي.