كان النصف الأول من عام 2016 مكللا ً لمجهود و محاولات الجمعية المصرية الأوروبية للموسيقى المعاصرة في العمل على تدعيم مشهد موسيقي معاصر يليق بمحطة فنية كبيرة مثل القاهرة، و قد تمكنت الجمعية من تقديم أعمال ألفت خصيصا ً للمناسبات المقامة في القاهرة و بتكليف من الجمعية حيث تخطى عدد التكليفات الجديدة ال 10 أعمال و كلهم تم عرضهم في عروض عالمية بالقاهرة. و قد عملت الجمعية على الترويج لهذه الأعمال في الخارج للمشاركة في مهرجانات عالمية و أولهم مهرجان جاودياموس للموسيقى المعاصرة في سبتمبر بهولندا و الذي سيشارك فيه الأنسمبل المصري المعاصر بقيادة الليتواني فيكنتاس بالتاكاس و يعد المهرجان هو أول محطة لعرض النتاج الفني للملتقى الدولي للتراث و الحداثة الذي أقيم في الفترة من الحادي عشر و حتى الرابع عشر من إبريل الماضي. و قد بدأ الموسم الموسيقي لهذا العام بحفل البورترية الهولندي و قد عزف الأنسمبل المصري فيه أربع أعمال لمؤلفين هولنديين و هم: بارت دو فريز و مايكي ناس و فلبرت بولسنك و ميشيل فان دير آآ و كان الحفل بقيادة الهولندي العالمي إد سبينيارد و بمصاحبة صوليست الهارب الهولندية ميريام أوفرلاخ، و قد خرج الحفل بصورة مشرفة لذلك تشكر الجمعية تعاون القسم الثقافي بسفارة المملكة الهولندية في القاهرة و التي لطالما كانت داعم مستمر و هام للموسيقى المعاصرة و للجمعية. تعاون مصري-هولندي أثمر عن علامة فارقة في الموسيقى المعاصرة المصرية وقد تم استثمار نجاح الحفل الأول والثقة التي بنتها الجمعية بينها و بين الجمهور في حفل نجميات الذي اقيم في قصر المانسترلي في القالث من مارس بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية و سفارة المملكة الهولندية بالقاهرة و الصندوق العربي للفنون و الثقافة، و قد كان الحفل هو الأكثر ثراءاً و تنوعاً بين كل العروض التي قدمناها حيث كلفت الجمعية لفيف متميز من المؤلفين الموسيقيين المصريين بتأليف ستة أعمال معاصرة مستوحاه من أشعار الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، و بهذا خرج المؤلفين راجح داوود و عمرو عقبة و أحمد مدكور و محمد سعد باشا و حسن خان و شريف محي الدين بموسيقى معاصرة و أعمال تحمل معاني و مضامين من كلمات الفاجومي، و قد نجح الحفل في جذب جماهير كبيرة حيث قد كانت الحفلة ممتلئة عن آخرها بجمهور واعي و مثقف نفخر بحضوره الحفل. و من الجدير بالذكر أن نجميات هو أحد مشروعي "في الحاضر" الذي يحتفى فيه بقوة الكلمة و تأثيرها الإيجابي على المجتمع. تجمع عالمي ناجح للمؤلفين المعاصرين بالقاهرة يمتد أثرة للسنين القادمة عملت الجمعية على جلب 40 مؤلف موسيقي معاصر من ذوي الخبرات و الكوادر الشابة للمشاركة في فاعليات "الملتقى الدولي للتراث و الحداثة" الذي أقيم بالتعاون مع أيام القاهرة للموسيقى المعاصرة و قد استمر الملتقى لأربع أيام مكثفة و متواصلة من ورش العمل و المناقشات و المحاضرات و الريستال و الحفلات الموسيقية المختلفة، و قد جاءت فكرة الإعداد للملتقى في العام الماضي أثناء التحضير لحفل كابريس الذي أقيم خلال ثاني أيام المؤتمر هذا العام و قد تراءت لنا فكرة و أهمية المساهمة في وضع مصر على الخارطة العالمية للموسيقى المعاصرة بجعلها محطة هامة يجتمع فيها المؤلفين و الفنانين و العلماء، و قد أسعدنا حضور لفيف متميز من المؤلفين المعاصرين الشباب الذي قارب عددهم الخمسة و عشرون مؤلف ممن سيشكلون مستقبل الموسيقى المعاصرة في بلادهم و في العالم أجمع و قد حضر المؤلفين من أكثر من عشرون دولة من 4 قارات و قدموا أعمالهم و نظرتهم للموسيقى و تطويرها و انعكسوا على الثقافة المصرية مما سينتج عنه مؤلفات موسيقية ، و قد حاولنا تقديم موسيقيين مصريين و آلات مصرية و عربية و شرقية أصيلة من خلال استضافة عازفين متمكنين على القانون و العود و الناي و الربابة و الطبلة عملوا على تقديم الآلات في أُطر متنوعة أبرزت قدراتهم. و حرصنا أيضاً على أن نعرض الجانب الحديث و المعاصر للثقافة و الفن المصري من خلال حفل الفنان حسن خان. حفل كابريس أبرز حفلات الملتقى الدولي و في حفل كابريس السابق ذكره تم تقديم أعمال للمؤلفين الموسيقيين زيد جابري و أوسكار بيانكي و فلبرت بولسنك و كان العود هو نجم الحفل حيث تم تقديمه في إطار جديد، مبتكر و معاصر أدهش الحضور و كان الحفل أيضاً متضمناً أعمال عالمية تعزف في القاهرة لأول مرة مثل فلوكتوس للمؤلف الموسيقي زيد جابري و عمل لعودين للمؤلف الموسيقي أوسكار بيانكي و عمل فلبرت بولسنك للأنسمبل و الإيقاع. معربين عن الشكر لدور الجامعة الأميريكية الشريك الأساسي و الدائم طوال مشوار الجمعية الذي تم نكليله بالنجاح الساحق و لم يكن كل هذا ليتحقق بدون دعم الجامعة وتوفيرها لقاعاتها و مقراتها في التحرير و القاهرة الجديدة و تسخير عامليها لتسهيل مهمة الجمعية للخروج بهذه النتائج المشرفة.