ترأس الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، اليوم في الدوحة حفل افتتاح كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، بحضور الدكتور رشيد حسن الدرهم رئيس الجامعة، والدكتور يوسف محمد الصديقي عميد الكلية، وأعضاء هيئة التدريس. وألقى الدكتور عبد العزيز التويجري، كلمة بالمناسبة أبرز فيها الأهداف المتوخاة من إنشاء كرسي الإيسيسكو، وهي تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وترسيخ التعايش الديني، وتأصيل الحوار بين الثقافات والحضارات فكراً ومعرفةً وتربيةً وتعليماً، ومُحاربة الكراهية، ومُعالجة الصور النمطية عن الآخر في المناهج والمقررات الجامعية والمنشورات والوسائل الإعلامية في العالمين الإسلامي والغربي، وتشجيع الدراسات التي تُعنى بالاستشراق والاستغراب وفق مناهج موضوعية بما يساهم في تعزيز التفاهم والتعايش الحضاري، وتخريج أجيال تمتلك آليات متطورة في الحوار ومعالجة التعصب والتطرف الديني والثقافي، ودعم البحث العلمي والدراسات المعمقة التأصيلية في مجالات اختصاص الكرسي، وإبراز مناحي التميز الحضاري الإسلامي والإشعاع الثقافي والفكري الذي ساهم في ازدهار الإنسانية واستثمار ذلك في تكامل الحضارات وتحالفها. وقال إن هذه الأهداف العلمية المدروسة جيداً، والمخطط لها بدقة من خلال رؤية شمولية إلى مثل هذه القضايا، هي التي ستكون محاور لهذا الكرسي ليكون أداة من أدوات التعاون بين هذه الجامعة وبين الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي الذي يعمل في إطارها، وليقدم الخبرة الأكاديمية والحصيلة المعرفية إلى الطلاب والطالبات الذين يرغبون في دراسة هذه القضايا ذات العلاقة الوثيقة بالوضع الدولي العام، بغية اكتساب المعرفة والتعمق في الدراسة، ومن أجل تأهيل كفاءات شبابية تمتلك مناهج البحث وأدوات العمل لنشر ثقافة الحوار والتحالف بين الحضارات. وقال إن الاهتمام العالمي بقضايا الحوار الثقافي والتحالف الحضاري، تولد عنه تخصّصٌ أكاديميٌّ حول قضايا تحالف الحضارات، له منهجُه، وقواعدُه، وتتفرع عنه موضوعات بحثية تتطلب المعالجة العلمية، وجديرة بأن تكون محوراً للدراسة الجامعية. وقدم تحليلاً للمتغيرات على الساحة الدولية التي اقتضت إنشاء هذا الكرسي، فقال إن المرحلة التاريخية الحرجة التي يمر بها العالم، حيث تَتَفَاقَمُ الأزمات الإقليمية، وتتَزايَدُ المشاكل الدولية، تؤكد الحاجة إلى تعزيز قيم الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، سعياً لإزالة أسباب التوترات والتخفيف من حدة النزاعات وإقامة علاقات دولية على أسس ثابتة من المساواة والاحترام المتبادل والتعاون، وبناء نظام عالمي إنساني الروح تَتَعَايَشُ فيه الأمم والشعوب في أجواء من الوئام والتسامح وفي ظل الأمن والسلم. وذكر أن منذ إطلاق الجمعية العامة للأمم المتحدة السنة الدولية لحوار الحضارات عام 2001، ثم إطلاق مبادرة تحالف الحضارات عام 2004، وجعلت لها مفوضية سامية، والاهتمام العالمي بقضايا الحوار الثقافي والتحالف الحضاري لا يتوقف، حيث سيعقد منتدى الأممالمتحدة لتحالف الحضارات، دورته السابعة في باكو عاصمة جمهورية آذربيجان يومي 26-27 أبريل الحالي، وأعلن الدكتور عبد العزيز التويجري أنه سيشارك في هذا المنتدى العالمي، كما شارك في دوراته السابقة، حيث قدم من فوق منبره، رؤية العالم الإسلامي إلى تحالف الحضارات، انطلاقاً من تعزيز قيم الحوار بين الثقافات.