يقيم مركز المصطبة للموسيقى الشعبية لحفل فرقة "الوزيري" وهي نفس الفرقة التي كان الوزيري ملك السمسمية عضوا بها قبل رحيله (رحمه الله) وهي نفس الفرقة التي تضم حاليا احفاد الوزيري ... فاصل اسماعالاوي مختلف على سلك السمسمية وذلك ب "قاعة الطنبورة" يوم الخميس القادم الموافق10 مايو فرقة الوزيري تتميز مدن القناة الثلاث (بورسعيد - الإسماعيلية - السويس) بوجود تراث موسيقي غنائي متشابه، ومع ذلك فله في كل مدينة ملامحه الخاصة. وفي مدينة الإسماعيلية التي تتوسط القناة توافدت عليها هذه الفنون من ثلاثة روافد: الأول هو التأثير السوداني المتواجد في أقدم أحياء المدينة "عرايشية العبيد" منذ بنائه في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر؛ والثاني هو ما انتقل إ ليها من بورسعيد أو السويس من خلال تفاعل الفنانين الشعبيين مع بعضهم البعض، وأيضا عبر حركة الملاحة في القناة، وهو ما تولد عنه انتقال آلة السمسمية للمدينة في نهاية الثلاثينيات من القرن العشرين؛ أما الثالث فقد أتى من الشواطئ الأخرى لبحيرة المنزلة، التي تقع الإسماعيلية نفسها على أحد أطرافها، وخاصة مع عائلات الصيادين الذين سكنوا "عزبة البهتيني" وحملوا معهم أغاني الصيد وأغاني الضمة. وفي شوارع المدينة اختلطت هذه الروافد لتكوّن ما يمكن أن نسميه "الفن الشعبي الإسماعيلاوي"، الذي أخذ في الازدهار منذ أوائل الخمسينيات حتى حرب يونيو 1967. كان على السكان بعد الحرب أن يهاجروا من المدينة إلى المحافظات المصرية الداخلية البعيدة عن أرض المعركة. وفي المهجر: في المدن والقرى ومعسكرات التهجير واصل شعب الإسماعيلية، مشاركا المهاجرين القادمين من بورسعيد والسويس، غناءه عبر آلة السمسمية التي لعبت دورا هاما في إحداث التواصل فيما بينهم من خلال الأغاني التي عبرت عن همومهم المشتركة. مع انتهاء الحرب وعودة المهجرين إلى مدنهم كانت الأحوال في المدينة، كما في مصر عموما، قد تغيرت عن السابق: فمع تبني سياسة الانفتاح الاقتصادي اختلفت منظومة القيم الاجتماعية، ومع نهاية السبعينيات بدأ الميل التجاري يغزو الفن التراثي القديم واشتدت المنافسة على مكاسب سوق الأفراح مما أدى إلى انفضاض الفنانين الأصلاء عن هذا المجال ومات من مات وتقاعد الآخرون. شخص واحد فقط من هؤلاء، هو الفنان "محمد الوزيري"، رفض أن ينزوي بعيداً وظل محتضنا آلة السمسمية الخاصة به ولم يكن يدري في الوقت نفسه ماذا يستطيع وحده أن يفعل بها. حتى التقى "الوزيري" في عام 1994 مع زكريا إبراهيم مؤسس ومدير مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية، وبدأ في الارتباط بتجربة فرقة "الطنبورة" في بورسعيد، التي مثلت محاولة لتجميع موسيقى وأغاني بورسعيد من خلال تجميع قدامى الفنانين، الذين كانوا هم أيضا قد تقاعدوا كما فعل أقرانهم في الإسماعيلية. وأصبح هناك أملا جديدا في أن يحدث في الإسماعيلية ما حدث في بورسعيد حتى تمكنا معا في نفس العام المذكور من الشروع في تأسيس فرقة "الصحبجية" بتجميع قدامى الفنانين الشعبيين بهدف حماية هذا التراث من الضياع.