أوضحت' صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية, أن الأمر فى سوريا معقد للغاية, وأنه حتى الاتفاقيات الدولية لا يتم الالتزام بها , وقالت الصحيفة: يفترض أن يفضي اتفاق مدعوم أمريكياً لوقف "العمليات القتالية" في سوريا، نهاية الأسبوع الجاري، إلا أنه ليس هناك ما يشير إلى تباطؤ القتال، إن لم يكن وقفه، فعلى النقيض، صعدت القوات الجوية الروسية، والقوات البرية السورية، وحتى تركيا المجاورة، هجماتهم على معارضين فترت انتفاضتهم ضد الأسد، التي بدأت قبل خمس سنوات. وتلفت الصحيفة إلى أنه حتى لو طبقت اتفاقية "هدنة"، فإن روسياوسوريا أكدتا من قبل أنهما ستواصلان الهجمات ضد كل من تعتبرانه "إرهابياً"، وهو الوصف الذي تطلقانه على كل من يعارض النظام. وبناءً عليه، يجدر القول بأن محاولة وقف الحرب فشلت، رغم مفاوضات مكثفة أجراها أخيراً وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وأطراف أخرى في ميونيخ. وتعتبر الصحيفة أنه ما لم تغير سورياوروسيا مسار الحرب، فإن جيش الأسد سوف يطوق حلب، وسيعزل المدينة ويقطع عنها المؤن، ولأن أنصار المعارضة وأسرهم يخشون الاعتقالات والملاحقات الأمنية، فإنهم سوف يتجهون نحو الحدود التركية كلاجئين بأعداد أكبر مما كانت في أي وقت مضى. وبالفعل، هرب في الشهر الماضي أكثر من 50 ألف شخص من المنطقة المحيطة بحلب، كما حذّر مسؤول تركي من أسوأ سيناريو، وهو أن يصل عدد اللاجئين الجدد إلى 600 ألف شخص. وتلفت "لوس أنجليس تايمز" إلى إصابة تركيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي بحالة رعب حيال احتمال تدفق مزيد من اللاجئين نحو أوروبا، حيث ضغطت تركيا، منذ بعض الوقت، لإقامة منطقة آمنة تمتد على طول حدودها مع سوريا، ليستطيع اللاجئون اتخاذها مأوى، وتتمكن قوات المعارضة من إعادة تجميع صفوفها. وخلال الأسبوع الجاري، قالت أقوى زعيمة في أوروبا، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولأول مرة، إنها تفضل تطبيق هذا الاقتراح. وصرّحت ميركل لصحيفة ألمانية: "سيكون من المفيد إنشاء منطقة لا يسمح فيها لأي طرف بشن هجمات جوية، ونأمل أن توافق حكومة الأسد على المقترح". وحتى تاريخه، تشير الصحيفة، إلى رفض الرئيس أوباما فكرة المنطقة الآمنة، والتي تتطلب نشر قوات برية، وتوفير حماية جوية، ويمكن أن يشكل الأتراك معظم أفراد القوات البرية، لكن تركيا أصرت على مشاركة أمريكا في تلك القوة، من خلال تغطية جوية، على الأقل، ولكن ذلك قد يرفع مخاطر وقوع اشتباك بين طائرات حربية أمريكية وأخرى روسية. لكن إن كانت ألمانياوتركيا تضغطان على أوروبا من أجل تنفيذ الفكرة، فما زال أوباما يرفضها. وفي ميونيخ، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مطمئناً القادة الأوروبيين: "نحن في الولاياتالمتحدة لا نعتقد بأننا إلى حد ما منيعون من التأثر بأزمة اللاجئين، ونفهم ونقدر طبيعة هذه الأزمة على السياسات والنسيج الاجتماعي في أوروبا". وفي لقاء مع "واشنطن بوست"، أعطى كيري مؤشراً غير ديبلوماسي بشأن الخطوة القادمة، قائلاً: "ما نقوم به حالياً، هو اختبار جدية الروس والإيرانيين، وإن لم يكونوا جديين، فسنلجأ لخطة بديلة، فإنك لا تستطيع الوقوف متفرجاً على ما يجري". وتشير الصحيفة إلى أن ما قاله كيري، كرره عدة مرات رئيسه أوباما عندما صرّح: "قد نحتاج لتجريب شيء جديد". وباختصار، يمكن القول بأن الأمريكيين يأملون في أن يؤدي "وقف العمليات القتالية"، وإن كان محدوداً، لمساعدة الأممالمتحدة على إيصال الأغذية والأدوية لمدن سوريا محاصرة منذ أشهر، حيث أشار فريدريك هوف، وهو ديبلوماسي أمريكي سابق دأب على انتقاد ديبلوماسية كيري: "إن نجحت مساعي كيري، فإنه يستحق الإشادة لإنقاذه حياة بعض السوريين". وفي الوقت الحالي، يتطلع كيري لبدائل، من ضمنها إنشاء منطقة آمنة، وبالطبع لن تنهي منطقة آمنة الحرب الأهلية في سوريا، ولكنها ستوجه ضربة لداعش، والذي يسيطر على قسم من المنطقة الحدودية، وربما يدفع سوريا نحو إجراء محادثات سلام جادة.