البرنامج مصمَم وفق المعايير العالمية.. وتكلفته فى الخارج 100 ألف دولار الروتين والأجور أهم العقبات التى واجهتنا.. والمستبعدون لهم فرصة فى الانضمام للدفعات القادمة المسئولون سيتخطفون شباب بعد انتهاء تدريبهم.. وهذه حقيقة وجود برنامج آخر للتعليم الفني وذوى الاحتياجات الخاصة أكد خالد حبيب مصمم البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب أن البرنامج حقق جزءً كبيراً من أهدافه وذلك رغم العقبات التى واجهت القائمين عليه. وقال "حبيب" في حواره مع "الموجز" إن البرنامج مصمم وفق المعايير العالمية بل ويضاهى البرامج الأخرى المقدمة فى جامة هارفارد.. مشيراً إلى أن المسئولين فى الدولة وفى القطاع الخاص سيتخطفون شباب البرنامج بعد انتهاء تدريبهم نظراً لامتلاكهم أفكاراً رائعة من الممكن أن تسهم فى الرقي بالعملية الإنتاجية داخل الدولة. وألمح إلى أن المستبعدين من البرنامج سيكون لهم فرصة الانضمام للدفعات القادمة.. وإلى نص الحوار.. بعد مرور نحو أربعة أشهر على بدء البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب.. ما الذي تحقق حتى الآن ؟ حققنا 80% من أهداف البرنامج وهي نسبة جيدة جداً في ظل المعوقات الطبيعية الناتجة عن الظروف الاقتصادية والسياسية التي مرت بها البلاد والتى تتمثل في عدم القدرة علي الاستعانة بالكفاءات العليا جدا التي تتناسب مع أهمية البرنامج والتى تتطلب أجوراً عالية جداً لا تناسب الوضع الاقتصادي. من المعوقات أيضا الروتين الذي نصادفه من الرقابة المالية علي كل جنيه يتم صرفه مما يضيع وقتاً ومجهوداً حتى الأماكن التي نحتاجها لتقديم التدريبات يحتاج الحصول عليها إلي موافقات وتصاريح ووقت وجهد ودائما ما يكمن الشيطان في التفاصيل الصغيرة. نحن أيضاً نفتقر إلي الهيكل التصاعدي للإدارة مثل الذي يميز القوات المسلحة ويجعلها الأسرع إنجازاً مما يجعلنا نلجأ إلي الإدارة الموازية كأحد الحلول في غياب المنظومة الأصلية. و أين دور الرئاسة والبرنامج يحمل اسمها ؟ مؤسسة الرئاسة لا تتأخر في تنفيذ ما نطلبه ولولاها لما تقدمنا تلك الخطوات التي وصفتها بالجيدة وتحمينا من الذين يعرقلون جهودنا والرئيس السيسي عكس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اختار الطريق البطيء للتغيير والإحلال والتبديل وهو الطريق الأصعب والأطول لكنه الأنسب في الوقت الحالي لذلك أري أن ما حققناه من نتائج حتى الآن مناسب جدا رغم أننا كان من الممكن يمكن أن نحققه في شهر واحد. ما هى الخطة التي اعتمدت عليها في تصميم البرنامج ؟ البرنامج تم تصميمه بأعلى المعايير العالمية وهو يضاهي ما تقدمه البرامج المماثلة في جامعة هارفارد, ويكفي أن أقول إنني التقيت أستاذا أمريكيا قدم برنامجا مماثلا للحكومة الأمريكية لكي نتبادل الخبرات فاكتشفت أن ما صممته لا يقل عن برنامجه ولم أستفد من لقائه شيئا. وأنا أعتبر هذا البرنامج كأنه ماجستير مصغر فهو يتيح للدارس خلال ثمانية أشهر مكثفة تلقي كل أساسيات العلوم المختلفة التي ذكرتها سابقا, ولا يكتفي بالجانب النظري بل يعتمد علي تطبيق كل المحاضرات بشكل عملي في الشركات والهيئات والمؤسسات حسب التخصص, كما أنه يشترط علي الدارسين قضاء 30 ساعة في عمل تطوعي وخدمي وإبداعي خلال الدراسة مثل المعمول به في النظام السويسري, وسيتم خلال الدراسة تقديم نماذج ناجحة لهم في كل المجالات ليتعرفوا علي أسباب نجاحهم كنوع من التعليم غير المباشر, وفي النهاية يقدم كل شاب مشروع تخرج يكون قابلا للتطبيق، ولا يفوتني هنا أن أنوه إلي أن هذا البرنامج المكثف يكلف الطالب الواحد في الخارج 100 ألف دولار بينما نقدمه نحن بالمجان بدعم من الدولة. ما هي متطلبات نجاح المرحلة الأولي من البرنامج؟ نجاح المرحلة الأولى يتطلب النوايا الصادقة, وبالفعل فإن كل الجهات القائمة علي هذا المشروع متحمسة جدا, ومن ثم تضافر جهود جهات كثيرة من الدولة, فكل جهة تبذل ما في وسعها لإتمام المشروع بدون مصروفات , مع العلم بوجود ميزانية من أول يوم لبدء المشروع ولكن نحن في محاولات دوما لتقليل أي تكلفة علي الدولة, لكي نترك لها أن تضع هذه المبالغ في مشروعات أخري, مع العمل علي تكوين قاعدة للمدربين, لأهمية العنصر البشري الذي يقوم بالتدريس للشباب, وحثهم علي العمل بالتجربة, بأن يعتادوا المدربين علي هذه الطريقة وتنفيذها بعد ذلك في حياتهم وسوق عملهم وفي أي مكان آخر ليس فقط بالبرنامج, ومن ثم تفعيل سلطة وصلاحية الفريق التنفيذي, لكي يستطيع أن يدير المنظومة بأكملها. وبعد انتهاء الشباب من مشروعات التخرج سيتم عرضها بملفاتهم كاملة, علي القطاع العام والمحافظات والمجالس المحلية والمدن والوزارات وشركات القطاع العام لتوفير فرص العمل. إلى أى مدى يمكن أن ينافس البرنامج المصري البرامج فى الدول الأجنبية ؟ أتمني ذلك لأن البرنامج يعمل علي تخريج شباب حاصلين علي ماجيستير مصغر في إدارة الأعمال, ونحن نتحدث علي عدد قليل جدا وهو 500 شاب أو طالب ولذلك نحن بحاجة أن يكونوا نموذجاً يصلح للتكرار والتطبيق في كل الجهات التعليمية بمصر, وبدء تبني مدارسنا لهذا الأسلوب حيث التعليم بالطريقة التجريبية, فالتعليم فى العالم كله يسير وفقاً لمنظومة 10% محاضرات و20% متابعة للعمل والتصحيح, و 70% في الموقع ومجال العمل, وذلك هو التعليم الفعلي الذي نسعي جميعا إلى تفعيله, و خلال الأسابيع المقبلة سنوفر تدريباً للمدربين كورشة عمل لأنهم إذا تفهموا هذه الطريقة وتبنوها تلقائيا سيتم وضعها بعد ذلك في المادة العلمية التابعة لهم, فعند وجود هذه النظم الحديثة إلي جانب المادة العلمية الخاصة بهم سنرتقي إلى الأمام. ماذا عن مصير الشباب الذين لم يصلوا الى التصفيات النهائية؟ الباب مفتوح للكل, والقاعدة تقول أنه من ال 60 ألف الذين مروا علي المراحل الكثيرة ولم يصلوا للمرحلة النهاية ستكون لديهم فرصة كبيرة للانضمام للمرحلة التالية, وذلك بإدخال دفعة كل شهرين تستمر 8 شهور, والهدف من العدد المحدود هو أننا بحاجة لعمل نموذج صغير, وقد تحدث أخطاء ومشاكل نتعلمها ونحسنه ونجوده, وبعد ذلك من الممكن أن ينتشر بشكل أكبر وباستدامة وليس فقط تلك المرحلة, وهذا ما نأمل به جميعا. ما تعليقك علي عدم السماح للموظفين بالدخول في البرنامج نظرا لتعيينهم بالفعل وإتاحة هذه الفرص للشباب العاطل فقط؟ في هذا البرنامج تكافؤ فرص, مما يتيح لأي مواطن خوضه, لأنه ببساطة مر علينا أشخاص بدون وظيفة ولكن نجحوا لآخر مرحلة, وذلك يعني أنه مفتوح للكل, وليس له علاقة بأن الشاب يعمل أم لا , والفرصة مفتوحة للطرفين, وإذا كنت لا تعمل حاليا ولكن إمكانياتك المستقبلية والحالية أحسن سوف تدخل بالفعل. كم أنفقتم من الميزانية التى تم رصدها للبرنامج من صندوق "تحيا مصر" والمقدرة ب 20 مليون جنيه؟ ما أنفقناه حتي الآن ونحن علي وشك بدء التدريب هو رقم يكاد لا يذكر وهذا يرجع إلي أن الجزء الذي أنجزناه في معظمه يعتمد علي فريق المتطوعين الذين يعملون علي هذا البرنامج بدءا من المشرف العام الدكتور طارق شوقي ودينا برعي مسئولة التقييم ومني الطوبجي المسئول التنفيذي والدكتورة هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأنا مصمم البرنامج. ما هي المؤسسات والجهات التي يمكن أن توفر فرص عمل للشباب بعد انتهاء هذا البرنامج؟ كل الجهات ستوفر فرص عمل فعلي سبيل المثال يوجد في البرنامج أطباء ومن ثم يقوم طبيب منهم بعمل منظومة كاملة لإدارة الإسعاف لأنها تعاني من مشكلة في الفترة الأخيرة وهذا بوزارة الصحة, والآخر من أسوان, وهذا مكان جذاب ولكن تسويق المنتج صفر, فيأتي الشاب هنا بعد التخرج نابغ في التسويق, فيذهب إلي هيئة تنشيط السياحة هناك ويختص بملف تطوير المنتجات السياحية, داخل محافظته, ويعني هذا أنه يجب علي كل شاب أن ينبغ في مجاله ومكانه ويكمل الأدوار لتوافر الفرص. بعد التدريب.. هل سيتم تعيين الشباب للعمل والقيادة في مؤسسات الدولة بالفعل؟ سيتم عرض مشروعاتهم بملفاتهم كاملة, علي القطاع العام والمحافظات والمجالس المحلية والمدن والوزارات وشركات القطاع العام, ومعنى أن المشروع تحت المظلة الرئاسية,فإن يجب الاستفادة منهم من هؤلاء الشباب فى المواقع القيادية, وكل ما سبق يعتمد علي الشباب فإذا أخذوا المشروع بالجدية الكاملة, مع قضاء ال 8 شهور بهذه القوة التي تم تنقيذها بالتصميم الكامل, فإنني أجزم أنهم سيكونون أفضل من 90% من الموجودين بالسوق, فمن الطبيعي إذا كنت مسئولاً أو محافظاً, وشاهدت مشروعات التخرج من هؤلاء الشباب بالشكل التفصيلي هذا "لازم أخطفهم" , لأن كل من المسئولين أصحاب أزمات أو مشاكل في الحوافز أو التسويق أو خدمة العملاء أو إدارة الأزمات أو إدارة المشروعات, ولا يوجد جهة بالدولة إلا وبحاجة لكل ما سبق. لماذا لم يتم إعداد برامج خاصة لخريجي التعليم الفني؟ ليس لدي معلومة حاليا بوجود برنامج لخريجي التعليم الفني, ولكني كنت في حديث مع شباب بوزارة التخطيط, في مجال العمل الإداري, ولديهم أفكار رائعة بما أننا نملك مدارس فنية كثيرة تخرج عمالة ليست مؤهلة, ولا تستطيع المصانع الحصول عليهم لرفضهم العمل, فهؤلاء الشباب نفذوا مشروع بفكرة ذكية وهي الربط بين الشركات والمدارس الفنية, لتقليل الفجوة بين الجبهتين, مع التعرف علي الاحتياجات والمهارات والخبرات المطلوبة والأعداد المسموح بها, ومساعدة المدارس في تغيير وتطوير مناهجها لكي تلبي احتياجات سوق العمل، وهؤلاء الشباب لديهم قاعدة معلومات لكافة المدارس الموجودة في مصر حاليا, وهذا الشئ بالنسبة لي رائع, لأنه نفس النظام الذي يُطبق في ألمانيا منذ سنوات طويلة, وهو "النظام التعاوني", ويعني أن الجامعات تقوم بتخريج العمالة الفنية مباشرة لشركات تتكفل بتكاليف التعليم الخاص بهم. هل من الممكن تصميم برنامج خاص لذوي الاحتياجات الخاصة؟ هذه فكرة ممتازة, وهذا قصور منا فلم نضعه في البرنامج, وكان يجب أن ينفذ شئ مثل هذا, "وكنت في قمة أحرجاي عند سؤالي من أحد الإعلاميين من قبل عن إمكانية حصول ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لديهم قصور في السمع أو النظر وغيره علي البرنامج وقتها شعرت بضرورة وجود برنامج لهم.