كشف المُحلل العسكريّ روني دغوني، من صحيفة (غلوبس) الإسرائيليّة- الاقتصاديّة، كشف النقاب عن أنّ شعبة التخطيط في الجيش أعدّت سلة مشتريات عملاقة، استعدادًا لاستئناف المباحثات بشأن حزمة مساعدة جديدة لإسرائيل. ونقل عن مصادر أمنيّة رفيعة، قولها إنّه من المتوقع أنْ تطالب تل أبيب بأنْ تكون هي الوحيدة في المنطقة التي ستُزوّد بطائرات إف-35، والتي سيبدأ تسليمها إلى سلاح الجو في السنوات القريبة المقبلة. علاوة على ذلك، زادت المصادر عينها قائلةً، إنّ وزارة الأمن الإسرائيليّة تصبو إلى رفع حزمة المساعدة السنوية التي تُقدّمها الولاياتالمتحدة من المستوى الحالي البالغ 3،1 مليارات دولار، إلى ما يقارب 5 مليارات دولار، أيْ بزيادة نسبتها 61 بالمائة، على حدّ قولها. ويأتي هذا الكشف متزامنًا مع بداية زيارة وزير الأمن الإسرائيليّ، موشي يعلون إلى واشنطن، في أول جولة جديّة لمناقشة التعويضات التي تريدها إسرائيل من الإدارة الأمريكية بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران. ومن نوافل القول إنّ القضايا المدرجة على طاولة الحوار بين يعلون ونظيره الأميركي أشتون كارتر لا تنحصر فقط في التعويضات، وإنما أيضًا بمجمل العلاقات العسكرية والأمنية الإسرائيلية التي أثبتت صلابتها حتى في ظل أشد الخلافات والتوتر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية. ونقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن وزارة الأمن في تل أبيب قولها إنّ يعلون سيبحث مع كارتر قضايا إستراتيجية تتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط، وفي تعزيز التعاون والعلاقة بين المؤسستين الأمنيتين، بالإضافة إلى مواصلة الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي وأذرع الأمن على دول المنطقة. وقال يعلون، قبيل سفره، إنّ أمريكا هي الركيزة الإستراتيجية لدولة إسرائيل ولا نملك صديقًا أكبر منها. وأضاف أنّ العلاقات بين وزير الدفاع أشتون كارتر وبيني، كما بين المؤسسات الأمنية، والجيشين وأجهزة الاستخبارات في الدولتين قوية وعميقة جدًا. ولفت إلى أنّ التطورات في الشرق الأوسط تُشكّل تحديًا لتل أبيب وواشنطن، وفي محادثاتي مع وزير الدفاع كارتر، سنبحث في القدرات المطلوبة للجيش الإسرائيلي لمواجهة ما يجري حولنا، وعواقب ذلك من ناحية استمرار تفوقنا النوعي، واستمرار المساعدات الأمريكية لإسرائيل في السنوات المقبلة، حسبما قال. وترى الأوساط الأمنية الإسرائيلية في زيارة يعلون لواشنطن في هذا الوقت مسألة حاسمة، بسبب أنها تتعلق بحجم المساعدات العسكرية والأمنية التي ستنالها إسرائيل عمومًا، وبالخصوص كتعويض عن عواقب الاتفاق النووي مع إيران. وقد قامت الإدارة الأمريكية في السابق بتسريب أنباء حول عروض مغرية لإسرائيل إنْ هي أقدمت على التفاوض بشأن التعويضات. ومن غير المعروف ما إذا بقيت هذه العروض قائمة بعد إبرام الاتفاق النووي والمصادقة عليه. ومع ذلك هناك قناعة في أوساط مختلفة بأن أمريكا، حتى وإنْ أبدت تمنعًا ما في الفترة القريبة، فإنّها في نهاية المطاف ستمنح إسرائيل زيادة في حجم المساعدات العسكرية تتناسب مع طبيعة الالتزام بالحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. ومعروف أن التعويضات لا تتصل جوهريًا فقط بالاتفاق النووي مع إيران، وإنما أيضًا بمبيعات السلاح الأمريكية والغربية لدول عربيةٍ، وبشكلٍ خاصٍ لدول الخليج. ويسود أن زيارة يعلون الحالية، والتي سيجتمع فيها مع كارتر وعدد من كبار المسؤولين الأميركيين، تمهد للزيارة التي سيقوم بها نتنياهو لواشنطن، ولقائه مع أوباما في الشهر المقبل. وكانت صحف إسرائيلية قد أشارت إلى أن واشنطن وتل أبيب بدأتا قبيل زيارة يعلون في جس النبض بشأن حجم المساعدات. وأشارت "هآرتس′′ حينها إلى أنّ إدارة أوباما معنية بأن تمنح إسرائيل، كتعويض عن الاتفاق النووي مع إيران، بين أمور عدة أخرى، مزيداً من طائرات "اف 35′′ وأيضًا المزيد من البطاريات المضادة للصواريخ. ومعروف أن الإدارة الأمريكية تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لإسرائيل في إطار قانون خاص أقره الكونغرس، ويتفق بشأن طبيعته كل 10 سنوات. واتفاق المساعدات الحالية متفق عليه من العام 2008 وينتهي في العام 2017، ولذلك فإن إسرائيل معنية بالاتفاق حاليًا على المساعدات للعقد المقبل. وتمنح أمريكا لإسرائيل رسميًا مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.1 مليارات دولار، عدا عن المساعدات غير الرسمية من ذخائر وفائض أسلحة ومعدات موجودة في مخازن هائلة للجيش الأمريكي في إسرائيل. وعدا ذلك تقدم واشنطن لتل أبيب مساعدات خاصة بمئات ملايين الدولارات لتطوير منظومات دفاع ضد الصواريخ، وأحيانًا لتمويل إنتاج مثل هذه المنظومات ونشرها في مناطق مختلفة في إسرائيل. وتحدثت صحف إسرائيلية عن أن حكومة نتنياهو تتوقع أن تزداد المساعدات الأمريكية لإسرائيل في المرحلة المقبلة بمليار دولار سنويًا لتزيد عن أربعة مليارات كل عام. من جهة أخرى، وفي ظل الاتفاق النووي مع إيران، وافقت أمريكا للمرة الأولى على التعاون علنًا مع إسرائيل في ميدان الذرة لأغراض سلمية. وكانت أمريكا تمتنع عن ذلك في الماضي لأسباب تتعلق بعدم توقيع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ورفضها إخضاع منشآتها للرقابة الدولية. وقد جاء الإعلان الأمريكي الجديد على لسان وزارة الطاقة الأمريكية، وهو ما يمثل تغييرًا جوهريًا في السياسة العلنية الأمريكية تجاه إسرائيل في هذا الشأن، على حدّ قول المصادر في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن. في السياق عينه، أشارت معطيات إسرائيلية إلى أنّ قيمة المساعدات التي قدمتها أمريكا لإسرائيل حتى عام 2012 بلغت 233.6 بليون دولار، وهي تشكل 4% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإسرائيليّ. وبحسب "هآرتس′′ فإنّ المساعدات الأمريكية لإسرائيل كانت في البداية، عام 1949، فقط لأهداف أساسية، مثل شراء المواد الغذائية واستيعاب اللاجئين اليهود، وتوسعت عام 1959 لتشمل مساعدات عسكرية لترتفع تدريجيًا. وكانت القيمة الأكبر بين الحروب 1967 و1973 ثم عند توقيع اتفاقية السلام مع مصر. وعام 1976 تلقت إسرائيل دعمًا سخيًا بقيمة 9.6 بليون دولار.