أصبحت مشكلة فقدان السمع عند الأطفال من أكبر المشاكل التى تواجه مجتمعنا فى ظل اختفاء التوعية الكافية للمواطنين، حيث تشير الأحصائيات التى أجرتها شركة MED-EL بأن مشاكل الصمم والإعاقات السمعية لا تحظى بالاهتمام المطلوب في منطقة الشرق الأوسط، وأكدت الأحصائيات بأن هناك شخص على الأقل من كل 25 في المنطقة يعاني من صعوبات سمعية، أي ما يعادل 4 %، وهي نسبة تتجاوز المعدل العالمي الذي بلغ 3 % بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2012 حول المشاكل السمعية. ويرجع الفضل فى انتشار المرض الى بعض العادات والتقاليد الموروثه الخاطئه التى يتبعها الآباء ويحصدها الأطفال. ومن أكثر العادات الخاطئة والشائعة بين المصريين زواج الأقارب ، وهو من العناصر الأساسية فى انتشار المرض بشكل كبير، وتشير الأحصائيات التابعة لشركة MED-El بأن متوسط نسبة زواج الأقارب فى مصر وخاصة الأقارب من الدرجة الأولى يصل الى 11% مقارنة بالنسب العالمية، فهى نسبه عالية بشكل كبير. ومن العادات الخاطئة أيضاَ تناول معظم الأمهات الأدوية بشكل عشوائى أثناء فترة الحمل دون الرجوع لأستشارة الطبيب المختص، فهذه المفاهيم العشوائية دون التوعية الكافية تقوم بتدمير مستقبل أطفالنا، وتشير الاحصائيات بأن نسبة الامهات التى تتناول الادوية اثناء فترة الحمل دون الرجوع للطبيب تعادل 60% مما يعنى ارتفاع فى قلة التوعية بخطورة هذا. ويجب التخلى عن هذه العادات حفاظاَ على صحة اطفالنا، ومن الضرورى أيضاً تكثيف حملات التوعية من قبل الحكومة للمواطنين بشدة خطور هذه العادات على مستقبل أطفالنا. وعندما نتحدث عن العادات التى تحدث بعد ولادة الطفل فلا يمكن أن ننسى الاحتفال بالمولود عن طريق اقامة حفلة مليئة بالضوضاء والتى من الممكن أن تكون سبب رئيسى فى ضعف سمعه او فقدانه بالكامل. هل من الضرورى أن نترك عادات وتقاليد قديمة تتحكم فى مستقبل أطفالنا؟؟ كيف لنا أن نترك أفكار غير صحيحة تتسبب فى حرمان أطفالنا من الاستمتاع بحياتهم؟؟ ويرى الدكتور/ محمد الشاذلى - أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة، أن نسبة كبيرة من الأطفال التى تعانى من فقدان السمع هم ضحية زواج الاقارب، وأضاف أيضاً أن نسبة كبيرة من الأباء يبحثون عن العلاج وهم لا يشعرون بأنهم السبب الرئيسى وراء فقدان الابن لسمعه. وعلى صعيد آخر صرح الاستاذ/ أشرف ابراهيم والد أحد الاطفال زارعى قوقعة الاذن، أن التجربة قاسية على الأسرة بالكامل فالوعى بالمشكلة ضرورى لتجنب المرض والحفاظ على مستقبل أطفالنا، وأن الاستغناء عن مثل هذه العادات الخاطئه تضحية لا تذكر للابتعاد عن هذه التجربة. وقد كشفت دراسة طبية حديثة أجرتها MED-El أن الصمم والمشاكل السمعية واحدة من المشاكل الصحية الخمس الأولى الأكثر تأثيرا على صحة المصريين والعرب بجانب السكر والسمنة والتهاب الكبد الوبائي هذا وتضمنت الدراسة التأكيد على أهمية علاج المشاكل السمعية والصمم عند الأطفال حديثي الولادة، وهو ما يحدث غالباً متأخرا في الدول العربية. ويؤثر هذا التأخير في التشخيص والعلاج بشكل سلبي جداً على تطور قدرات النطق والتواصل لدى الأطفال المصابين، كما على تحصيلهم التعليمي واندماجهم مع مجتمعهم، مطالبة بضرورة تنظيم حملات توعية عامة للتصدي لهذه المشكلة الكبيرة. لذلك ففقدان التوعية الأجتماعية ويتمثل فى العادات الأجتماعية الخاطئة كزواج الأقارب وفقدان التوعية الصحية منما يجعل الأم تهمل فى صحتها أثناء فترة الحمل من العناصر الأساسية التى تجعل مستقبل وصحه أطفالنا فى خطر دون التركيز على النتائج المترتبة على أفعالنا ولذلك لابد من بدء تكثيف حملات التوعية لضمان حياة أفضل وحياة صحية سليمة لأطفالنا وبدء التخلى عن عاداتنا الموروثة الخاطئة ولا نترك تصرفاتنا الموروثة تتحكم فى صحة أطفالنا.