يبدو أن خطة اصطياد القطط السمان اوشكت على الانتهاء بنجاح فالقطط السمان فى الإخوان يتساقطون واحدا تلو الاخر .. بينما لم يعد إلا محمود عزت كأبرز القيادات الهاربة حتى الآن. تقول الأسطورة الإخوانية عن عزت، أنه قادر على الإقامة والعيش فى غرف ضيقة ولو كانت مظلمة لشهور طويلة دون الحاجة للخروج منها، طالما توافرت له سبل الحياة من ماء وطعام.. صراع السلطة فى الإخوان انتقل إلى السجن.. والكل فى انتظار أن ينهى الشاطر الأزمة من يعرفه، أو شاركه فى احتفال أو ظهور أو مناسبة إخوانية أو عامة، يلحظ من الوهلة الأولى أنه لا يتكلم.. فقط يرمق بعينيه ونظراته كل من حوله فى صمت.. ربما ضعف أسلوبه الخطابى، فضلًا عن قناعاته الظلامية المحافظة، سبب انزوائه فى الكواليس لإدارة شؤون الجماعة بعيدًا عن الأعين.. هو الآن يغرد وحيدًا طليقًا، بينما تتضارب الأنباء عن مكان اختبائه، هل فى غزة أم داخل مصر؟، فيما صار الغموض الذى يكتنف قدرته على الإفلات من قبضة الأمن حتى الآن، إلى ما يمكن اعتباره نوعًا من القدرات الخارجة، التى ربما تكون الصدفة والحظ قد لعب دور البطولة فيها.. فلا شك أن واقعة سقوط قياديى الإخوان الهاربين، محمود غزلان وعبد الرحمن البر، وقبلهما محمد طه وهدان، فى قبضة الأمن، فى أقل من أسبوع، بعد حوالى عامين من الاختفاء التام، وفى وقت تشهد فيه الجماعة أحد أخطر صراعات القيادة فى تاريخها، بينما تمثل الأسماء ال3 المقبوض عليها أبرز أطراف تلك المعركة، بينما لا يزال عزت طليقًا، إنما تحمل الكثير من الإشارات والدلالات وربما علامات الاستفهام أيضًا.. لعل أبرزها أن "خناقة" القيادة ومحاولة الهيمنة على السلطة فى الإخوان، قد انتقلت رسميًا من الفضاء الإلكترونى، عبر البيانات والبيانات المضادة الموجهة للقواعد، إلى داخل السجن، بما يؤشر إلى إمكانية تدخل أطراف قوية وفاعلة فى التنظيم، وعلى رأسها خيرت الشاطر نفسه، وربما المرشد محمد بديع، على خط الأزمة، سواء بتبنى حل نهائى ينهى المشكلة قبل أن تتفاقم إلى حد يصعب معه احتواءها، أو بترجيح كفة طرف على آخر.. محمود غزلان وكانت الأمور تعقدت بشدة خلال الأيام القليلة الماضية، بل وقبل ساعات من إلقاء القبض على غزلان والبر، وخاصة مع ظهور الرجل الحديدى للجماعة، نائب المرشد، محمود عزت "أصبح الآن القيادة الهاربة الأهم من بين الرؤوس الكبيرة فى الإخوان"، ببيان مفاجئ، وقعه بصفته قائمًا بأعمال المرشد، فى إعلان واضح من جانبه بأنه لا يزال القائد الفعلى للتنظيم، وفى انحياز تام لفريق مكتب الإرشاد القديم، الذى يمثله إلى جانب غزلان والبر كل من الهارب محمود حسين، وقيادى التنظيم الدولى إبراهيم منير، وذلك فى مواجهة مكتب إرشاد "فبراير 2014" بقيادة وهدان وعضوية حسين إبراهيم وسعد عليوة وعلى بطيخ ومحمد كمال وآخرين من بينهم أحمد عبدالرحمن مسؤول ما يعرف ب"مكتب إخوان الخارج".. قيادات الجماعة فى المحكمة وبينما يتهكم البعض أو حتى يقولها قصدًا، سواء فى أوساط الجماعة، أو حتى عبر تسريبات أمنية، لتصعيد نيران العداء بين مكاتب الإرشاد المتناحرة فى الإخوان بأن وهدان هو من وشى بعد سقوطه فى قبضة الأمن بمكان غزلان والبر، لضرب تحركات فريقهما ضد فريقه، فإن المنطق يقول أن واقعة القبض عليهم الآن، تبدو أقرب إلى خطأ جسيم ارتكب كأحد توابع صراع القيادة.. القادة ال3 المقبوض عليهم مؤخرًا ربما كان قد طال أمد اختفائهم أكثر من ذلك، لو لم تضطرهم صراعات حكم الجماعة على الظهور والتنقل وعقد اجتماعات، ومن ثم تم رصدهم واصطيادهم.