مشروع قانون الأحوال الشخصية يلائم جميع الطوائف المسيحية.. والأرثوذكس" يعترضون عليه لأسباب خاصة بهم ننتظر قانون بناء الكنائس منذ 30 عاما واعتراض السلفيين عليه بعد صدوره من البرلمان القادم أمر طبيعى لقاء السيسى بالبابا فرنسيس أعاد العلاقات بين الأزهر والفاتيكان.. وهذه هى حقيقة احتفال جميع كنائس العالم بعيد القيامة فى يوم واحد أكد الأب رفيق جريش، المتحدث الأعلامى باسم الكنيسة الكاثوليكية، أن كنيسته لن تلتفت للتهديدات الإرهابية وستحتفل بأعياد الميلاد مشيرا إلى أن الكنيسة لن ترسل دعوات للمسئولين لحضور قداس العيد. وأوضح أن الكنيسة ترعى بشكل خاص هذا العام المسيحيين الذين تعرضت بلدانهم للإرهاب مثل العراق وسوريا وليبيا، حيث تعد الكنيسة كميات كبيرة من المعونات والملابس ستقوم بإرسالها لهم قبل العيد. وأضاف جريش فى حواره مع "الموجز" أن المسيحيين ينتظرون قانون بناء الكنائس منذ 30 عاما وأن اعتراض السلفيين عليه بعد صدوره من مجلس النواب القادم أمر طبيعى.. وإلى نص الحوار.. في البداية.. كيف ستحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد المجيد؟ هناك احتفالات روحانية تكون عن طريق الصلوات والطقوس التى نقوم بها كل عام، وتنتهى هذه الطقوس بعدد من الاحتفالات يستمتع بها الجميع خاصة الأطفال، وهناك جانب إجتماعي من الاحتفالات يتمثل في قيام كل كنيسة باستقبال رعاياها وتوزع الهدايا والمعونات من اجل الفقراء والمحتاجين، إضافة الى أن الكنيسة تحرص في هذه المناسبة علي التواصل مع أبناء الكنيسة في الخارج الذين تركوا بلادهم نتيجة العمليات الإرهابية حيث نقدم لهم الدعم والمعونات اللازمة. هل تقصد المسيحيين في العراق وليبيا؟ هذا العام هناك وضع خاص للمسيحيين الذين تعرضت بلدانهم لعمليات إرهابية مثل العراق وسوريا وليبيا , حيث تستعد الكنيسة بإعداد كميات كبيرة من المعونات والملابس لنقوم بإرسالها لهم قبل العيد، ومن المقرر أن يسافر وفد من الكنيسة مع هذه المعونات لكى نسعدهم قبل العيد. لماذا تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر بينما تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية فى 7 يناير؟ هذا الأمر يتعلق بالتقويم، فالكنيسة الكاثوليكية تتعامل بتقويم معين والكنيسة الأرثوذكسية تتعامل بتقويم آخر، والفارق بينهما 13 يوما، ورغم ذلك فهناك مجموعة من الأقباط الكاثوليك فى الصعيد يحتفلون فى 7 يناير وذلك بسبب وجودهم مع الأرثوذكس فى بلد واحد ووجود صلة قرابة بينهم. ما هو رأيك في الدعوات التي يطلقها البعض لتوحيد الأعياد بين الكنائس؟ هذه الدعوات تتعلق بتوحيد الاحتفال بعيد القيامة وليس عيد الميلاد، وهناك مناقشات مستمرة حتى الآن ولا يوجد جديد فى هذا الأمر، ولكن لابد أن نعلم أن هذا الأمر يحتاج إلى إرادة من الجميع فهناك أكثر من 185 كنيسة على مستوى العالم فى حاجه لأن يتحدوا لتطبيق هذا الأمر، وأتوقع أن يستغرق ذلك وقتا كثيرا لتطبيقه وهناك جهود يبذلها مجلس الكنائس العالمى لتحقيق هذا التوافق . نعود مرة أخري للاحتفالات.. ماذا عن تأمين الكنائس خلال الاحتفالات.. وهل تتوقع استهدافها هذا العام؟ نحن نتلقى تهديدات كل عام منذ عهد مبارك، حيث كانت تحدث عمليات إرهابية تستهدف المسيحيين في الأعياد وفي كل عام تقوم أجهزة الأمن بدورها الكنائس ومع التغيرات التي شهدتها الدولة واستقرار البلاد أعتقد أن هذه التهديات لن يٌكتب لها النجاح. كيف ستستقبل الكنيسة المهنئين من المسئولين.. ومن الذين ستوجه إليهم دعوات القداس؟ أبواب الكنيسة مفتوحة للجميع فنحن نتلقى الكثير من الزيارات والتهاني فى هذا اليوم، ولكننا لا نرسل دعوات لأحد عكس ما تقوم به الكنيسة الأرثوذكسية التي تحرص علي إرسال الدعوات للمسئولين كنوع من البرتوكول ,أما بالنسبة لنا فليس من المنطقي أن نرسل دعوات لأحد كى يهنئنا بالعيد، ومع ذلك فإن مؤسسة الرئاسة ترسل لنا مندوبا كل عام إضافة إلى الوزراء للتهنئة بعيد الميلاد. في رأيك .. لماذا لم يلتق الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبطريرك إبراهيم اسحق حتي الآن رغم لقائه بالبابا تواضروس في أكثر من مناسبة؟ نحن نتمنى هذه الزيارة ولكن نتفهم المهام التى تقع على عاتق الرئيس كما أننا نعلم جيداً أن الكنيسة الأرثوذكسية هى الكنيسة الأم ومن الطبيعى أن يزور الرئيس البابا تواضروس ويلتقي به باعتباره ممثل عن الكنائس. قانون الأحوال الشخصية للأقباط من أهم القضايا المطروحة على الساحة الآن.. كيف تري هذا القانون؟ لم اشترك إلا فى جلسة واحدة فقط من جلسات مناقشة هذا القانون، وكنا نرفض رفضا تاما إضافة الزواج المدنى إلى هذا القانون وبالفعل لم يضف هذا الجزء، ونحن على رضا تام بهذا القانون فى هذه الصورة. إذا كان الأمر كذلك.. فكيف تفسر موجة الغضب التي يشنها بعض الأقباط تجاه هذا القانون والاعتراض علي مواده؟ هناك كثير من المشكلات بين الكنيسة الأرثوذكسية ورعاياها، ولا يستطيع القانون المطبق حاليا حلها ، وعلينا أن نعترف أن القانون الجديد يناسب الجميع بشكل كبير، فهناك توسع فى أسباب الطلاق إضافة إلى أن المادة 91 و92 تفتحان المجال للتبنى، ومن ثم فهذا القانون مناسب لجميع الطوائف. ماذا عن موقف الكنيسة الكاثوليكية من الطلاق خاصة أنها لا تعترف به؟ هناك ثلاثة بنود خاصة بالكنيسة الكاثوليكية، في المواد التي تتعلق بالطلاق وبطلان الزواج وهي استثناء الكنيسة الكاثوليكية من أسباب الطلاق لأننا لا نعترف به حتي ولو "لعلة الزني" وإنما يكون هناك إنفصال جسدي بين الزوجين فقط ، وعلينا أن نعرف أن هذا القانون لن يفهمه عامة الشعب فهم فى حاجه إلى شخص قانونى يستطيع تفسير مواده، وعلينا أن نعترف انه لا يوجد قانون يلقى تأييد الجميع وبالتالى من المنطقى أن يكون هناك خلافات حول هذا القانون. لماذا لا يثير الأقباط الكاثوليك مشاكل خاصة بالأحوال الشخصية مثل الأرثوذكس ؟ هذا يرجع إلي أن هناك تحضيرات تتم قبل الزواج فى الكنيسة الكاثوليكية ومنها دورة مدتها ثلاثة أشهر للمقبلين على الزواج، يتم تدريب الطرفين على كيفية حل المشاكل عقب الزواج والتعامل الصحيح بينهما، ولا يمكن أن يتم عقد الزواج قبل إتمام هذه الدورة، وتقوم الكنيسة الأرثوذكسية الآن بتطبيق هذه الدورات للتقليل من مشكلات ما بعد الزواج. متي يظهر قانون الأحوال الشخصية الجديد للنور؟ نحن لا نعرف شيئا حول هذا الأمر، ولا نعرف ما إذا كان الرئيس سيصدر القانون أما سينتظر مجلس النواب لكى يصدره، وفى كل الأحوال دورنا انتهى فى هذه القضية. لماذا لم يصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قانون الأحوال الشخصية خاصة وأنه يمتلك سلطة التشريع؟ لان القانون مازال فى مرحلة الدراسة القانونية من قبل وزارة العدالة الانتقالية، كما أن بنوده فى حاجه للمراجعة بشكل دقيق لكى تتناسب مع قوانين الدولة. ماذا عن قانون بناء الكنائس.. وهل تتوقع أن يصدره مجلس النواب القادم؟ بالتأكيد, فالمادة " 235 " بالدستور نصت على إلزام مجلس النواب في أول انعقاد له بعد إقرار الدستور بإصدار قانون لتنظيم بناء وترميم الكنائس يكفل حرية ممارسة المسيحيين شعائرهم الدينية, ونحن ننتظر هذا القانون منذ أكثر من 30 عاما، وسنشعر بفرحة كبيرة حين يصدر. هل تتوقع أن يواجه هذا القانون اعتراضا من قبل التيار السلفى ؟ نحن لا نستبعد شيئا، فمن الممكن أن يعترض التيار السلفى على القانون خاصة وأن أساس الفتن الطائفية تشتعل مع اعتراض المتشددين والمتعصبين علي بناء دور العبادة ، ولكن هنا سيكون دور الدولة في تطبيق القانون ولن يكون لنا دور في هذا الأمر. قانونا الأحوال الشخصية وبناء الكنائس سيتم عرضهما علي مجلس النواب.. في رأيك أيهما سيثير جدلا تحت قبة البرلمان ؟ هناك اختلاف كبير بين القانونين، وكل قانون له حالته وظروفه ونحن فى حاجه إليهما، وأتوقع أن يثير كل قانون منهما جدلا كبير سواء بين الأقباط والكنيسة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية أو بين الدولة تيار الإسلام السياسي في قانون بناء الكنائس. كيف ترى زيارة الرئيس السيسى للفاتيكان ولقائه ببابا الفاتيكان؟ كان لقاءا مميزا جدا، فالشخصان متواضعان ومحبان للسلام، ومن المؤكد أن هذا اللقاء سيعود برد فعل قوى بين الطرفين. البعض يقول أن هذا اللقاء أعاد تقارب العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية فى مصر وبين الفاتيكان؟ هذا الأمر غير حقيقى فالعلاقة بيننا جيدة من البداية، ولكن هذا اللقاء سيعيد تقارب العلاقات بين الفاتيكان والأزهر، فالحوار بينهما كان متجمدا ومن المؤكد أن هذا اللقاء سيفتح نافذة حوار بينهما فى كثير من المجالات.