مجلس الأمن الدولي يقرر عقد قمة عاجلة لاتخاذ موقف حاسم ضد تنظيم "داعش" وكيفية القضاء عليه وزير الدفاع الأمريكى: تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل أكبر تهديد تواجهه الولاياتالمتحدة في السنوات الأخيرة أوباما يصف التنظيم ب "السرطان" ويؤكد : لايوجد إله عادل يرضى بما يفعله "داعش".. والقضاء عليه مستحيل حالة استنفار وترقب عام تعيشها الإدارة الأمريكية خوفا من دخول تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام والمعروفة اختصار ب "داعش" أراضيها خصوصا أن هناك العديد من المؤشرات تؤكد قرب قيام التنظيم من ارتكاب عمليات انتحارية فى مدن الولاياتالمتحدة ردا على هجمات الطيران الأمريكى على أعضاء التنظيم فى العراق.. مازاد مخاوف الولاياتالمتحدة هو الطريقة التى تم بها قتل الصحفى الأمريكى جيمس فولى على يد أعضاء التنظيم كأول رد فعل انتقامى ل "داعش" ضد بلاد العم سام. فى هذا الإطار قالت صحيفة وورلد تريبون الأمريكية أن هناك قلق شديد في الولاياتالمتحدة من إمكانية تعرضها لاختراق من قبل "داعش" الذي قد يحقق تهديده بمهاجمة بلادنا ، حيث يعتقد أن التنظيم قد أقام علاقات مع الجماعات الإسلامية في أمريكا الوسطى والجنوبية والمكسيك. وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تخطط لعقد اجتماع قمة في مجلس الأمن الدولي بشأن داعش في الفترة من 24 وحتى 27 سبتمبر المقبل، حيث ستسلط الضوء على التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب في العراق. وربما قد يكون هناك شعور لدى المسئولين الأمريكيين بأنهم لن يستطيعوا رغم كل قوة أسلحتهم هزيمة هذا التنظيم ،حيث وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما داعش ب "السرطان" مشككا في استطاعة بلاده القضاء على التنظيم المتشعب في عدة أماكن بسهولة لكنه أكد أنه يجب علينا القضاء على تنظيم (الدولة الإسلامية)، ومحاسبته على أفعاله مشيرا إلى أن أمريكا ستواصل ما يتعين عليها فعله لحماية شعبها. وأضاف إنه لا إله عادل يرضى بما فعلته الدولة الإسلامية مع الصحفي الأمريكي موضحا ان أيديولوجيتهم "مفلسة". وكان البيت الأبيض قد اعتبر ذبح الصحفي الأمريكي هجوما إرهابيا على الولاياتالمتحدة ، وعبر عن قلقه الزائد من تكرار هذا الأمر إلا أنه لم يعلن عن وقف الهجمات الجوية وحذر أيضا وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل من أن تنظيم "داعش" بات يشكل أكبر تهديد تواجهه الولاياتالمتحدة في السنوات الأخيرة. وأثنى هيجل على الضربات الجوية التي قامت بها القوات الأمريكية مؤكدا أنها ساعدت في كسر شوكة تقدم مسلحي التنظيم في العراق، ولكنهم سيعيدون تنظيم صفوفهم. فيما أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي على استحالة القضاء على "داعش" دون مهاجمة قواعدها في سوريا ويبدو أن الخوف من التنظيم الجديد سيلقي بظلاله أيضا على الانتخابات الأمريكية على جميع مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل ،حيث يتنافس كل من الحزب الجمهوري والديمقراطي على التهويل من خطر "داعش" على الولاياتالمتحدة. وحذر سيناتور جمهوري من أن لدى داعش قدرة على مهاجمة مدن أمريكية كبرى بعمليات إرهابية , وفي المقابل أعلن الحزب الديمقراطي الذي يحكم أمريكا حاليا أن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح أكثر خطورة مما كان عليه قبل ستة أشهر ،مؤكدا أن إدارة أوباما ستبذل أقصى جهد لحماية الأمريكيين من خطر هذا التنظيم. ويبدو أن الحزب الديمقراطي ، أراد مجاراة الجمهوريين حتى لا تطلق على الحزب تهمة عدم الاكتراث بالأخطار الخارجية بما يخدم الجمهوريين في الانتخابات المقبلة. واعتبر نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بن رودس أن قطع رأس الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، هو عمل إرهابي بكل المقاييس، ملوحا بالثأر وعدم ترك دمه يذهب هدراً, وقال إن الإدارة الأمريكية فعلت كل شيء من أجل إنقاذ الرهائن الأمريكيين الذين يحتجزهم هذا التنظيم، وستستمر في المحاولة، مؤكدا أنها في سبيل ذلك، لن تتقيد بأي حدود ولن تحصر عملياتها في العراق فقط بل ربما تمدها إلى سوريا أو غير سوريا من معاقل داعش. وحذر السيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما، جيم إنهوفي، من هجمات محتملة قد يشنها داعش على مدن أمريكية، قائلا: "إننا حاليا في أسوأ وضع وأكثر تعرضا للخطر من أي وقت مضى". ووصلت درجة الخوف من داعش لدرجة أن بعض المسئولين صرحوا بأنه يمكن للتنظيم أن يكون اخترق الولاياتالمتحدة وكون خلايا له هناك وهو الأمر الذي رجحه حاكم ولاية تكساس ريك بيري حيث قال إن عناصر الدولة الإسلامية تسللوا الولاياتالمتحدة عبر حدودها الجنوبية . وقال بيري هناك إمكانية حقيقية للغاية بعبور أفراد من داعش الحدود الجنوبية إلى داخل أمريكا، واستدرك بإشارته إلى عدم وجود أدلة تؤكد ذلك وبرر مخاوفه بالوضع الأمني على الحدود الجنوبية، ومخاوف من استغلال داعش أو جماعات إرهابية لها على حد قوله ، موضحا أن هناك احتمال حقيقي للغاية أنهم ربما قاموا بذلك بالفعل على الرغم من اعترافه بعدم امتلاك أدلة واضحة على ذلك . وكانت القوات الجوية الأمريكية قد وجهت في أسبوعين فقط 93 ضربة جوية على أهداف شمال العراف بدعوى حماية الأمريكيين ومساعدة قوات البشمركة الكردية والجيش العراقي لكن هناك في أمريكا من يرى أنه يجب تكثيف هذه الضربات إذا كانت واشنطن ترغب في القضاء على التنظيم وأوضح الجنرال ديفيد ديتبولا، المتقاعد من سلاح الجو، والذي شارك في اجتياح أفغانستان، في 2001 إنه يتوجب على الولاياتالمتحدة القيام بحملة قصف مكثفة، فاستخدام القوة الجوية يجب أن يكون أشبه بعاصفة وليس ب "رذاذ المطر" وأضاف أن العملية العسكرية في العراق يجب أن تكون واسعة النطاق وضغط القوات الجوية يجب أن يكون بصورة متواصلة للتمكن من وقف زحف مقاتلي التنظيم المتشدد وشل حركتهم وفعاليتهم. واعتبر أن وزارة الدفاع الأمريكية يمكن أن تستعين بإستراتيجيته التي اعتمدها في أفغانستان عندما كان يقصف طالبان من الجو ما سمح لتحالف الشمال بالتقدم على الأرض وهناك أيضا من يري بضرورة التدخل في سوريا لضرب عناصر "داعش" هناك وهو ما اتضح من تصريحات رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي ،الذي أكد أن مسلحي داعش لا يحترمون الحدود بين العراقوسوريا ولا يمكن هزيمتهم دون ضرب جناحهم الناشط هناك . ورأى أنتوني كوردسمان الباحث الأمريكي في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أنه لن يكون من الصعب على واشنطن تبرير التدخل في سوريا، لاسيما بعد قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي بالاستناد إلى قانون الأممالمتحدة ،حيث يمكن بوضوح إثبات أن الحكومة السورية لا تحمي سوريا، وأن واشنطن في حالة دفاع مشروع عن النفس. ويرى عدد من المحللين أن الولاياتالمتحدة تقوم بضرب مواقع داعش خوفا على مصالحها لأن التنظيم إذا استطاع الانتصار والاستيلاء على نصف العراق ستتهدد مصالح واشنطن ومن بينها حقول البترول شمال البلاد ويذهب البعض إلى حد القول إن اكتفاء الولاياتالمتحدة بالضربات الجوية، ربما يبرر كون واشنطن لم تعد ترغب في التورط في حرب جديدة في العراق، ولكنه قد يكشف في ذات الوقت أنّها لا ترغب حقيقة في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، بقدر ما ترغب في تحجيمه ومراقبته ومنع خروج تهديداته عن حدود مرسومة سلفا. وبرروا هذا الأمر بأن الولاياتالمتحدة لم تتدخل في البداية حين غزا تنظيم داعش مناطق واسعة في العراق، وأنها سارعت إلى ضربه حين اقترب من أربيل عاصمة كردستان حيث تحتفظ واشنطن بمصالح حيوية هناك . ويؤكد الخبراء أن الولاياتالمتحدة تتبع ما يعرف بسياسة "الاحتواء المزدوج" التي تقوم على ضرب الخصوم بعضها ببعض مثل تأجيج الصراع بين الشيعة والسنة لكن الهجوم على مواقع داعش يدخل في إطار الإجراءات الإنفرادية ومن المستبعد أن تتحول إلى عمل جماعي إلا إذا حدث ما يدعو لذلك. وأكدت مصادر أمريكية أن الهدف العسكري الأمريكي ليس إضعاف الدولة الإسلامية في العراق والشام لكن الهدف حماية أفراد ومنشآت أمريكية ،وهو ما يؤكد فرضية أن داعش صناعة أمريكية ولكن يبدو أن التنظيم تجاوز الحدود المرسومة له من قبل واشنطن ما دفعها للقيام بخطوة الهجوم الجوي لردعه ويبدو أن خوف الولاياتالمتحدة نابعا من إمكانية الدولة الإسلامية الاستعانة بعدد من المقاتلين الأجانب الذين يحملون جوازات سفر أجنبية ويستطيعون التجول بحرية للقيام بعمليات داخل أراضيها ، حيث أكدت عدة تقارير أن "داعش" تمتلك عدد كبير من المقاتلين الأجانب القادمين من أوروبا وأمريكا وكان بعض السياسيين العرب والمحللين أيضا أكدوا أن داعش صناعة أمريكية أو على الأقل هي سبب وجوده بالوطن العربي بعد أن أهلت لظهوره نظرا لتدخلها في شئون عدد من الدول التي تفككت فيما بعد وأصبحت مأوى للإرهاب.