أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان الانتهاكات الجسمية المتواصلة والمتصاعدة لحقوق الإنسان في العراق والتي قادت لمقتل الآلاف خلال الشهر الثلاثة الأخيرة، والتي تنذر بانهيار شامل في البلاد. وأعربت المنظمة عن عميق إدانتها للانتهاكات المنهجية الجسيمة التي تقوم بها ميليشيات الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة إعلامياً باسم "داعش" والميليشيات العشائرية الحليفة لها، والتي شملت بحسب المصادر الصحفية المؤيدة بمعلومات ميدانية عمليات إعدام جماعي للأسرى من القوات النظامية والمناوئين لداعش وحلفائها، وعمليات تهجير قسري للمواطنين العراقيين المسيحيين من مناطق سيطرتها، وخاصة من مناطق الموصل، والتدابير القمعية التي شملت إحراق الكنائس التاريخية ومنع أقليات إثنية أخرى من العيش بحرية، فضلاً عما يتردد بشأن تضييق واسع على النساء، شمل إعدام بعضهن بشبهة ارتكاب "الزنا" ومحاولة استغلال بعضهن في البغاء الجنسي. كما أدانت المنظمة استمرار قوات المالكي ي ارتكاب جرائم العقوبات الجماعية بحق شكان المناطق السنية غربي البلاد، والتي تشمل غارات جوية على أهداف مدنية بدعوى ملاحقة عناصر داعش، والتي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، وتشكل امتداداً لسنوات من الانتهاكات المنهجية والجسيمة التي قادت العراق إلى أتون الوضع الراهن. و طالبت المنظمة مجلس النواب العراقي المنتخب بتشكيل حكومة ائتلاف وطني واسعة، وإطلاق حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف العراقية ودون إقصاء للعمل على وقف التدهور المتواصل والحروب الأهلية المتنوعة، واتخاذ التدابير الإغاثية الضرورية لنجدة النازحين والضحايا. وتؤكد أن ما يسمى ب"العملية السياسية" لا يمكن أن تبقى بقرة مقدسة تحول دون تقوية السلم الأهلي في البلاد. و دعت المنظمة مجلس النواب للإسراع بتشكيل لجنة تحقيق بالتعاون مع بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق UNAMI ومكتب مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان OHCHR بهدف الوقوف على الجرائم التي ارتكبها الأطراف المختلفة وضمان محاسبتهم ومنع إفلات الجناة من العقاب.