كثف مرتبكو الجرائم الإلكترونية نشاطهم في الآونة الأخيرة، إذ وقع 8 أشخاص، بينهم إعلاميون يعملون في قنوات تلفزيونية عربية مختلفة، ضحايا لعمليات ابتزاز ونصب منذ بداية شهر مايو(أيار) الماضي، فيما تمحورت الجرائم حول نشر صور فاضحة للضحايا على حساباتهم الشخصية على فيس بوك وسرقة أرقام بطاقات تعبئة رصيد هاتف بعد إقناعهم بشرائها. ارتفعت الجرائم الإلكترونية في دبي بنسبة 25 % خلال العام الماضي ورصد 24 ارتفاع الجرائم الإلكترونية في دبي بنسبة 25 % خلال العام الماضي بحسب إحصائيات شرطة دبي، بينما أكدت إحصائيات محاكم دبي المتعلقة بالجرائم والنزاعات الإلكترونية ضرورة إيجاد قضاة على دراية كافية بهذا النوع من القضايا. وتشير الوقائع إلى تعرض موظفي قنوات تلفزيونية عربية تبث من دبي لعمليات ابتزاز متطابقة، تمثلت في إقناع الواحد منهم بالتواصل عبر برنامج "سكايب" مع طرف جديد أضافه للتو على حساباته الشخصية على فيس بوك، وبعد إيهام الضحايا بأن الطرف الجديد الذي يرغب بالتواصل معهم، هي فتاة جميلة بسن المراهقة، يتم اقتناص الفرصة لتسجيل ردود أفعال الضحايا حين مشاهدتهم لصور الفتاة عارية ومحادثتها عبر كاميرا "سكايب"، وغالباً ما تكون صور الفتاة العارية مسجلة مسبقاً من قبل مرتكب الجريمة، يقوم بعرضها على شكل تسجيلات متتالية على أساس أنها صور مباشرة، بهدف تسجيل ردات أفعال المجني عليهم ليبتزهم بنشر صورهم على حساباتهم الشخصية على فيس بوك بعد اختراقها ما لم يعطوه أموالاً ليمتنع عن ذلك، وبحسب تأكيدات الضحايا فإن الفتاة دائماً غير قادرة على التواصل بصوتها لأن ال "مايك" لا يعمل. ويقول رزوق سيد، وهو موظف إداري في إحدى القنوات، إنه وقع ضحية عملية ابتزاز، وتم بالفعل خرق حسابه على الإنترنت ونشر صور فاضحة له وتمت الإشارة لها لجميع أصدقائه على الصفحة، ما أجبره على التواري عن الجميع لمدة أسبوع لشدة تأثره بما حدث. وبالتواصل مع عدد من أفراد القناة تبين أن 3 آخرين وقعوا ضحية هذه الاعتداءات خلال 3 شهور، فيما سجلت قناتين تلفزيونيتين في دبي وقوع 5 جرائم مماثلة، كما عمد مجرم بالفعل لنشر مقطع فاضح لضحية أخرى مخترقاً حسابها على الفيس بوك. ويقول فراس الشامي وهو فني يعمل في محطة تلفزيونية في دبي، إنه كاد يقع ضحية إحدى هذه الجرائم، لكن من حسن حظه اكتشف المسألة بعد أن سمع من زملائه عن قصص مماثلة، وعندما واجه الفتاة الوهمية التي تواصلت معه عبر سكايب، بكشفه بال"مقلب" على حد تعبيره، سرعان ما استخدم المجرم جهاز الصوت وتحدث معه بنبرة ذكر واستسمحه على فعلته، مستغيثاً به بمبلغ من المال بحجة أن والدته تخضع لعملية جراحية في وهو بحاجة ماسة للمال. غير خطرة من جانبها أكدت شرطة دبي أن جرائم الاحتيال والابتزاز الإلكتروني هي الأكثر شيوعاً بين الجرائم الإلكترونية التي رصدتها إدارة المباحث الجنائية خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن الجرائم الإلكترونية في الإمارات مصنفة بمستويات غير خطرة. ويقول مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي اللواء خليل إبراهيم المنصوري "البلاغات ترد من كلا الجنسين ومن أعمار مختلفة، وتتركز بالنسبة للنساء على مواقع الزواج الإلكترونية، حيث يستغل الجاني إقبال الإناث من مختلف الأعمار على هذه المواقع لأغراض متعددة"، مشيراً إلى أن معدل الجريمة الإلكترونية ارتفع بنسبة 25% العام الماضي مقارنة بالعام 2012، وتصدرت قضايا الاحتيال والابتزاز من أجل الحصول على المال ولأهداف غير أخلاقية الجرائم المرتكبة، وذلك بحسب إحصاءات صادرة عن شرطة دبي. التوعية وأوضح المنصوري أن الإدارة تتخذ من وسائل الإعلام المحلية سبيلاً لتوعية الجمهور عبر إطلاعه على بعض الجرائم التي تم ضبطها، مبيناً أن جرائم الإنترنت تطورت على المستوى المحلي بشكل لافت إذ تنوعت أساليبها والفئات العمرية التي تطالها، مبيناً أن الجريمة العصرية تعدت الصور والأشكال الاعتيادية لها، وتتراوح أنواعها بين الاحتيال والابتزاز بأنواعه وبين اقتحام الشبكات وتخريبها وسرقة المعلومات. وأضاف المنصوري "أن معظم الجرائم تتم عبر الحاسب الآلي وباستخدام تقنية حديثة تستغل ثغرات أمنية في الحاسب نفسه، ناصحاً بضرورة تعزيزها بأنظمة مكافحة الفيروسات وتحديثها بشكل دوري". إجراء احترازي وكإجراء احترازي أكد مدير إدارة المباحث الإلكترونية في شرطة دبي، المقدم سعيد الهاجري، إيفاد مجموعة عناصر من شرطة دبي إلى الولاياتالمتحدة ودول أوروبية، لتدريبهم على أحدث تقنيات تتبع الجرائم الإلكترونية، موضحاً أن العام الحالي يشهد تكثيفاً لعمليات التحري عن مرتكبي الجرائم الإلكترونية بهدف تقليص أعدادها داخل الدولة. وفي سياق متصل أوضح الهاجري أنه لا يوجد تعاون من قبل دول في إقليم الشرق الأوسط وأخرى عالمية مع الإمارات، على مستوى ملاحقة مرتكبي الجرائم الإلكترونية وتتبع مصدرها.