هم ثلاثة، ورابعهم الشيطان، جلسوا يفكرون فى مكيدة يدخلون بها على المحامى البخيل، ليتمكنوا من خلالها الحصول على حفنة من أمواله التى اعتاد اكتنازها، وحرمان أولاده منها، فالمحامى عاش طيلة حياته يجمع فى الأموال، ويضع القرش على الآخر، وقرر ألا يفرط فى مليم واحد إلا بعد مماته، لكن الأبناء ضاقت بهم الحياة، وقرر أحدهم أن يتمتع بملايين والده، وهو على قيد الحياة، فراودته فكرة جهنمية، استعان خلالها بأصدقائة لتنفيذها على طريقة أفلام الأبيض والأسود، حيث أجرى أحدهم اتصالا بالبخيل، وأخبره أنهم عصابة قاموا بخطف ابنه، ولن يعيدوه إليه مرة أخرى إلا بعدما يقدم لهم مبلغ مليون جنيه، لإطلاق سراحه دون أن يصيبه الأذى، وقال له فى التليفون "يا الدفع يا القتل"، لكن يبدو أن المحامى أدرك جيدا أن ما يحدث مجرد لعبة، وراءها ابنه المختطف، فلم يبال حتى لا يفقد أمواله، وأسرع إلى مركز الشرطة، وحرر محضرا بالواقعة، وكانت المفاجأة التى كشفها رجال المباحث، بأن نجله ادعى اختطافه للحصول منه على أمواله، فأخطرت النيابة العامة فتولى رفعت فيصل، وكيل أول النيابة العامة بقليوب، التحقيقات برئاسة، بكر عبدالحليم، مدير النيابة، وكلف المباحث بجمع التحريات اللازمة حول الواقعة. كانت بداية أحداث الواقعة، عندما تلقى العميد بلال لبيب، مأمور مركز شرطة قليوب، بلاغا من "عبد الحليم .م"، 63 سنة، محام، بغياب نجله "محمد"، 23 سنة، حاصل على بكالوريوس هندسة، شعبة مساحه عن المنزل منذ أكثر من 3 أيام، ثم اتصل به مجهولا طلب منه مبلغ مليون جنيه، كفدية مقابل إطلاق سراح نجله، وبإخطار اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، أشرف اللواءان عرفة حمزة، مدير إدارة البحث الجنائى، وهشام خطاب، مفتش الأمن العام، على فريق البحث الذى شكله العميد أسامة عايش، رئيس المباحث الجنائية، والعقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، وتوصلت تحريات المقدم أحمد حماد، رئيس مباحث مركز قليوب، بمعاونة النقباء سامح شوقى، ومحمد رفعت أبوسريع، وأحمد صادق، معاونى المباحث، إلي أن نجل المحامى اختلق واقعة الاختطاف بالاشتراك مع أصدقائه وهم، "فياض .ا"، وشهرته "كاورشى"، 23 سنة، عاطل ومسجل خطر، وسبق اتهامه فى (8) قضايا، و"على .س"، وشهرته "وزة"، 20 سنة، عاطل وسبق اتهامه فى عدة قضايا، و"حسام .ع"، 23 سنة، سمسار أراضى، وأشارت التحريات إلى أن نجل المحامى كان يختبئ لدى أحد أصدقائه بقرية منطى، وادعى اختطافه، لبخل والده الشديد وعدم إنفاقه عليه، وبتقنين الإجراءات تم إلقاء القبض عليهم وإحالتهم إلى النيابة التى تولت التحقيق.