وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء (القرم) معاهدة حول انضمام شبه الجزيرة التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية. ووقع بوتين ورئيس وزراء (القرم) سيرجي أكسيونوف ورئيس برلمان (القرم) فلاديمير قسطنطينوف على المعاهدة التي تقر بانضمام شبه الجزيرة بصفتها كيان مستقل إلى روسيا الاتحادية . وتقضي المعاهدة بضم ميناء (سيفاستوبل) الواقع على البحر الأسود إلى روسيا بصفته مدينة فيدرالية. واتهم بوتين في كلمة القاها أمام البرلمان الروسي بمجلسيه الدوما والفيدرالي وأعضاء الحكومة وقادة الأقاليم الروسية الدول الغربية بتجاوز جميع الخطوط الحمراء في تعاملها مع الأزمة الأوكرانية واصفا الموقف الغربي بأنه "سطحي وغير مسئول". وحذر بوتين من أن بلاده "سترد بقوة ضد أي تحركات استفزازية" مؤكدا في الوقت نفسه أن موسكو "لا تسعى للمواجهة مع شركائها". وقال إن "المسئولين الغربيين يهددوننا بالعقوبات وإثارة المشكلات الداخلية سواء عبر الطابور الخامس والخونة أو إثارة استياء المواطنين عن طريق الحاق الضرر بالوضع الاجتماعي والاقتصادي" مشيرا إلى أن موسكو تنظر إلى هذه الأعمال على أنها "عدوانية واستفزازية وغير مسئولة". ووعد بوتين بمراعاة حقوق جميع المواطنين في شبه جزيرة (القرم) قائلا إن "القرم سيبقى على الدوام روسياوأوكرانيا وتتاريا". وأشار إلى ضرورة أن تكون اللغات الروسية والأوكرانية والتترية لغات رسمية في القرم مؤكدا أن "السلطات الروسية ستعمل على إعادة الاعتبار للشعب التتاري في القرم". وخاطب بوتين الشعب الأوكراني قائلا إن روسيا ستبقى شقيقة وداعمة للشعب الأوكراني معيدا إلى الأذهان أن "كييف كانت عبر التاريخ أم المدن الروسية" مشددا على أن روسيا لا تتطلع لضم الأقاليم الشرقية من أوكرانيا ولا ترغب في تقسيمها. وبرر بوتين إجراءاته الحادة حيال (القرم) بضرورة "الدفاع عن المصالح والمواطنين الروس" قائلا إن "روسيا وصلت إلى الحافة ولم يكن بمقدورها أن تغض النظر عن المخاطر التي تهددت سكان القرم". ودعا الرئيس الروسي الشعبين الأمريكي والالماني والشعوب الاوروبية جميعها إلى "تفهم" الحاجة إلى "إعادة توحيد" الشعب الروسي مذكرا الألمان بأن موسكو دعمت توحيد ألمانياالشرقيةوالغربية في تسعينيات القرن الماضي