رغم غيابه طويل وافول نجمه الذى امتد لسنوات لا يزال ميخائيل جورباتشوف (83 عاماً) الا ان الرجل ما زال حديث السياسيين . جورباتشوف اختفى إثر دوره الفاعل في إنهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق الذي كان آخر رئيس له، ناشطاً على صُعد عدة، خصوصاً في قضايا السلم العالمي، وحل النزاعات. وبعد تقاعد غورباتشوف حدثت متغيرات كثيرة، لعلّ أهمها عودة روسيا الاتحادية للقيام بدور يسعى لاستعادة نديّتها القطبية مع الولاياتالمتحدة، ما حمل كثيرين على ترديد القول إن الحرب الباردة بُعثت من جديد. جورباتشوف خلال حضوره في الشارقة كضيف شرف حفلة افتتاح فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للإتصال الحكومي،قال أحنّ إلى الاتحاد السوفياتي، لكن بكل بدقة، أحنّ إلى أي حركة باتجاه اندماج أكثر وتعاون أعظم من قبل دول الاتحاد السوفياتي السابق. وفي الشأن السوري قال: «أعتقد بأنه لا تزال هناك فرصة لأن يحدث اتفاق، ومؤتمر جنيف شكَّل اتفاقاً لا بد من اتباعه، وأعتقد أنه يجب إعطاء فرصة للحوار». وفي ما يتعلق بالشأن الداخلي الروسي، قال: «أعتقد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمل جيداً لاسترجاع الدور الدولي الأساسي لروسيا، وأعتقد بأنه قام بتحقيق الكثير من الإنجازات، وعليه الاستمرار». وقال عن رؤيته للأوضاع الراهنة في أفغانستان: «يجب أن يكون الانسحاب الكامل هو الهدف الأساسي للقوات الأجنبية في أفغانستان، على أن يتم فعل الكثير على المستوى الوطني لأجل تحسين وتوطيد الوضع الداخلي فيها». وفي شأن العلاقة مع دول الخليج، قال غورباتشوف إن «لروسيا مصلحة بالغة في العالم العربي، ومنها دول الخليج الست، منذ أن كنت رئيساً للاتحاد السوفياتي وحتى قبل ذلك، نسعى إلى أن نبني علاقة جيدة مع الدول العربية. وحتى في نهاية الحرب الباردة بات اهتمامنا أكبر، وعلينا أن نقترب أكثر وأن نستفيد منها من دون أن نسمح لأي كان بأن يعطل هذه العلاقات»، واصفاً إياها بالعلاقة المتجذرة. وأبدى جورباتشوف استغرابه من إشاعة إقامته في ألمانيا، على رغم أنه يقيم في موسكو، ويراجع الأطباء بعد إصابته بوعكة صحية أخيراً. فيما أبدى رفضه للعولمة بشكلها الحالي، طالما ستقسّم الدول إلى منتجة ومستهلكة، معتقداً أن المراهنين على أنها ستكرِّس المساواة سيعترفون بإخفاقهم لاحقاً، «كونها تحقق الفوائد للدول المتقدمة على حساب الأخرى». يذكر أن جورباتشوف شغل منصب رئيس الاتحاد السوفياتي السابق بين 1988 و1991. وشارك الرئيس الأميركي ريغان في إنهاء الحرب الباردة، وحصل على جائزة نوبل للسلام العام 1990. وكان دعا إلى إعادة البناء، أو برنامج للإصلاحات الاقتصادية (البريسترويكا)، نتج منه في 26 ديسمبر 1991 تفكك الاتحاد السوفياتي، وتوقيع الرئيس بوريس يلتسن على اتفاق حل اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية.