فنانة لامعة تميزت بأدوارها الفنية الرائعة وعملت علي اختيار أدوارها بعناية شديدة حتي تستطيع أن تقدم فنا جيدا، وعلي الرغم من ملا "امحها الخلابة وجمالها الفتان إلا أنها رفضت أن تقدم أدوار الإغراء، هي "كندة علوش" السورية الأصل التي جاءت لمصر لتحقق نجومية كبيرة وتصعد سلم الشهرة بأعمالها الرائعة، وقد طلت علينا مؤخرا من خلال مشاركتها في فيلم "لامؤاخذة"، "الموجز" تحاورت مع النجمة المتألقة لمعرفة الكثير في حياتها الفنية وارائها السياسية. *شاركت في فيلم "لا مؤخذة" بعيدا رغم انك لستي بطلته فما السر في ذلك؟ في البداية أنا سعيدة للغاية بدوري في الفيلم وسعيدة لردود الافعال تجاه هذا العمل الراقي فنيا وكل ما يعنيني هو الفن الجيد أكثر من الماديات أو البطولة المطلقة.. «لا مؤاخذة» أقدم فيه شخصية «كريستين» أم البطل وهو الطفل الصغير، لكني أعتبر مشاركتي في العمل إضافة لي ولمشواري الفني، كما أن وجودي في الفيلم، إضافة له كذلك وهذا ما يهمني. * ما الذي جذب كندة علوش للمشاركة في الفيلم؟ بلا شك وجود "محمد حفظي" كمنتج للفيلم وهو شخصية أحترمها كثيرًا، لأنه خلق مساحة لسينما مختلفة عن السائد وقدم للسينما العديد من صناعها من الشباب ولم ينصع لأفكار شباك التذاكر، كما أن المخرج عمرو سلامة لديه مشروعه الفكري والفني.. "حفظي وسلامة" بمثابة "شهادة ضمان فنية" للمشاركة في أي عمل، بالإضافة إلي السيناريو شديد الخصوصية والذي يناقش قضية هامة وجريئة بطريقة مبهجة خالية من الخطابة أو الاستفزاز، وأقدم فيه شخصية أم قبطية بشكل مختلف، فضلا عن أنه مكتوب بعين طفل ببراءته وشقاوته. * تم تصوير فيلم «لا مؤاخذة» في فترات طويلة من العمل الشاق ألم يزعجك ذلك؟ بالتأكيد.. وكنت أتمني الانتهاء من التصوير في الوقت المحدد، وتحديدًا أن تأجيل التصوير أرهقني، لكننا جميعًا تفهمنا «الأحوال الأمنية غير المستقرة"، وكوننا أمام تجربة سينمائية مختلفة، جعلني «سعيدة جدًا بالتجرية». * علمنا أنه تم تخفيض أجرك في «لا مؤاخذة» هل هذا صحيح؟ لا اهتم بالمقابل المادي في مثل هذا النوع من الأعمال الهادفة فمع مثل هذه التجارب الفنية لا أتوقف كثيرا أمام الماديات. * قدمت في «لا مؤاخذة» دور الأم فما رأيك في كون العديد من الممثلات يرفضن مثل هذه الأدوار؟ العديد من الفنانات يتمسكن بأداء أدوار في مراحل سنية أصغر، لكن بالنسبة لي فدور كريستين في فيلم «لا مؤاخذة» كان مغريًا، لأنها شخصية مختلفة تمامًا وغير تقليدية أم قوية وصارمة ولا تظهر مشاعرها بسهولة وحنانها دائمًا داخلها، رغم معرفتها بمعاناة طفلها بسبب انتقالهما من شريحة اجتماعية واقتصادية مرفهة لحياة أقل في المستوي، ولا شك في أن شخصية "كريستين" أرهقتني جدًا، لأنني بطبيعتي إنسانة متدفقة المشاعر وعاطفية.. ودائمًا أتفق مع عمرو سلامة علي تحجيم مشاعري حتي يري المشاهد شخصية كريستين جيدًا. * التدقيق في اختيار اعمالك يسبب لك المشاكل كما يري البعض فما رأيك؟ بالفعل هذا أمر صحيح لأن تمسكي بتقديم فن جيد والتدقيق في اختيار أدواري من نوعية الأفلام التي أحبها ورفضي لكثيرٍ من الأعمال، يجعلني أصعد سلم النجومية ببطء، لكنها في النهاية خطوات محسوبة لأن البقاء في نفس المكانة التي حققتها والارتقاء بها ليس سهلا بل هو الصعوبة نفسها ولا يعني كوني شخصية صارمة في اختياراتي، ألا أقدم "فنًا تجاريا".. بالعكس فأنا مع "الفن الممتع" بشكل عام، لكن يجب أن يحاط بعوامل أخري كالصورة والتمثيل والإخراج واحترام الجمهور، كما أني وخلال مشواري الفني قدمت عددًا من الأفلام ذات الصبغة التجارية ومنها فيلما "المصلحة"و "برتيتا" وهي أفلام تجارية، لكنها هامة وأتمسك بتقديم كل أشكال الفن ولا أفضل تقديم شخصية واحدة وتكرار الأدوار. * ما تعليقك علي تزايد الطلب علي مقاطعة أفلام السبكي في الفتره الأخيرة؟ أنا بالطبع ضد دعوات مقاطعة أفلام بعينها لرفض مجموعة نوعيتها فلكل عمل جمهوره ورواده ولا ننسي المقولة إنه لولا اختلاف «الأزواق لبارت السلع» ثم إن الأخوين "محمد وأحمد السبكي"، رغم إنتاجهما أفلاما تجارية، إلا أنهما لديهما أعمال فنية مهمة وجيدة، فمثلا هناك فيلم "واحد صحيح" وكان لي دور به، وكان من إنتاج السبكي، وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات.. وأنا ك«كندة» لا أفضل الأفلام "شديدة التجارة"، غير أنني مع تقديم السينما بكل أنواعها "الكوميدي والشعبي" وغيرهما. * وماذا عن عدم تقديمك لأدوار إغراء في أعمالك؟ أنا مع الجرأة في الأفكار، ومثلا مسلسل "نيران صديقة" الذي عرض خلال السباق الرمضاني السابق، كان دوري فيه "جريء"، إلا أنني كنت بعيدة عن "المراهقة الفنية" فيه، وهناك فارق فأنا لدي "ضوابط وقيود خاصة، فأنا إنسانة خجولة ولا أمتلك القدرة أو الشجاعة علي تقديم تلك النوعية من الأعمال"، وفي النهاية "أحترم أي فنانة تقدم مشاهد جريئة بشكل راق". * أثناء تواجدك بمصر هل لفت نظرك وجود ثمة أزمة طائفية بين المسلمين والمسيحين؟ بالطبع لم يحدث ذلك كون مصر لا تعاني "الطائفية"، لكن الفقر والجهل يظهران عناصر سلبية في المجتمع، وربما تظهر «عنصرية» بين الطبقات الفقيرة أو الجاهلة، ليس بين المسلمين والمسيحيين فحسب، بل داخل كل طرف منهما تجد اختلافات، فالفتاة المسلمة غير المحجبة في المجتمعات الفقيرة "مضطهدة"، وفيلم «لا مؤاخذة» يرصد جزءًا من ذلك. * في ظل الوضع الراهن في سوريا هل الطائفية تلعب دور الصراعات في سوريا؟ الأوضاع في سوريا تختلف تماما عن مصر لكون سوريا بها العديد من الطوائف «علوية وشيعة ودروز وسنة ومسيحيين» وقبل الأحداث الراهنة لم يكن هناك ما يسمي الطائفية ولم نكن نتخيلها في الأساس طول تواجدي وعيشتي سوريا لم أر يوما صراعا طائفيا، لكن ما يحدث حاليًا أن بعض الأطراف والعناصر من مصلحتها أن يتواجد مثل هذا الصراع لإظهار أن سمة «اقتتال طائفي» يحدث، وللأسف عناصر منتمية لنظام بشار الأسد والمنتمين للثورة يتحملان مسئولية ذلك بلاجدال. * يقول البعض أن الفنانين والفنانات الثوريين في سوريا عانوا كثيرا مع الأحداث الحالية فما رأيك؟ لا يمكن تصنيف الفنانين ما بين معارض وثوري فأنا لا أحب ذلك وأنا مع الناس دائما كفنانة واهتمامي للشعب السوري ولا أبالي بما تقوله المعارضة او النظام فقط مبالاتي بالشعب الذي يعاني ودفع الثمن غاليا فمن ظل داخل سوريا دفع الثمن ومن شرد وخرج منها دفع ايضا الثمن والغني والفقير والمعارض والموالي كلهم دفعوا ثمنًا باهظًا بعد 3 سنوات من الصراع. * ما رؤيتك للمستقبل في سوريا بوجه عام؟ الأوضاع في سوريا لا تدعو للتفاؤل فأنا غير متفائلة بالوضع الحالي ما سيكون مستقبلا الذي اصبح ضبابيا للغاية خاصة في ظل ما يحدث من حروب وعمليات أرهابية متزايدة ويوميا يزداد الوضع سوءا وأنا أتمني أن تزول هذه الغمة وتعود لأوضاع كما كانت فسوريا وشعبها لا يستحقان ما يحدث بها الآن. * من خلال العديد من تصريحاتك وحواراتك الصحفية كنت من أشد المطالبين والمتمنين لثورة 30 يونية فما تعليقك الآن علي الوضع في مصر؟ بالطبع أنا تمنيت بل وتوقعت حدوث ثورة 30 يونية وقد كانت وفرح العالم بأجمعه بما حدث فانا اتمني الخير لمصر دائما وأبدا وأدعو لها لتسير نحو الاستقرار الذي يبحث عنه الجميع فالوقت قد حان ليعمل كل منا من أجل أن يقدم لوطنه شيئًا، فحب الوطن ليس مجرد كلمات في أغنية، لكنه شيء ملموس علينا جميعًا أن نقوم به وأن تكون لدينا مشاريع تساهم في بناء الوطن.