«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة الكاملة لشركة «كارجيل» الأمريكية المشبوهة التي تتحكم في غذاء المصريين
نشر في الموجز يوم 16 - 02 - 2014

تلعب دوراً استخباراتياً خطيراً .. ويتولي فرعها في مصر السلفي طارق شعلان
تتهرب من الضرائب.. وشردت العمال المصريين واستخدمت «كلابا بوليسية» لفض اعتصامهم بالقوة
الشركة نادرا ما تفصح عن المعلومات المالية الخاصة بها وتلعب دورا استخباراتيا في جميع البلدان التي تعمل بها
المبيعات السنوية ل «كارجيل» تتجاوز 32 مليار دولار ما يجعلها ثاني أكبر شركة أمريكية خاصة
يبلغ عدد العاملين بها 131 ألف موظف في 66 فرعا حول العالم
شعلان هاجم حكومة الببلاوي ووصفها باليسارية .. وينتقد ثورة 30 يونيو بشدة
الآف الأطفال يعملون بها بالمخالفة للقوانين وتسببت في نشر الأمراض وموت المئات في جميع أنحاء العالم
تسيطر علي عدد كبير من أعضاء الكونجرس الأمريكي وتدفع لهم مبالغ طائلة مقابل تمرير القوانين التي تخدمها
في مصر بعد الثورة يوجد مايطارد عمالها بالكلاب .. هذه ليست نكتة لكنها حقيقة اتبعتها إدارة إحدي الشركات الأمريكية العاملة هنا، وهي الشركة الوطنية للزيوت " كارجيل" بالإسكندرية، في محاولة منها لطرد العمال الذين رفضوا الآليات التي تتبعها الشركة فيما يتعلق بفصلهم التعسفي وهو ماكان سببا في اعتصام العمال لأسابيع طويلة دون جدوي حتي الآن .. الأمر وصل إلي حد قيام العمال ب "تعليق المشانق" لأنفسهم تعبيرا عن مدي الظلم الذي يتعرضون له والصمت الحكومي المخيب للآمال علي مدي مايتعرضون له من ظلم فادح.. فضلا عن تقديمهم شكوي لجهاز المخابرات العامة المصرية حول لعبها دورا استخباراتيا واضحا بحسبب العديد من شهادات الدول التي تعمل بها وهو مايعرض الأمن القومي المصري للخطر.. المسئول الأول عن الشركة في مصر هو المهندس طارق شعلان والذي يشغل منصب المدير العام بها - ذو التوجهات السلفية- ، عينته شركة "كارجيل" الأمريكية صاحبة ال 98% من أسهم الشركة في العاشر من يونيو من العام الماضي في عهد الرئيس "المعزول" محمد مرسي، حتي يتثني لها تغيير اسم الشركة من الوطنية للزيوت النباتية إلي كارجل للتهرب من الضرائب المستحقة عليها , والحصول علي إعفاء ضريبي من الحكومة لمدة عشر سنوات جديدة، حيث تنتهي مدة الإعفاء التي تتمتع بها حاليا في شهر مايو من العام الجاري.
الغريب أن الدكتور مهندس طارق شعلان مدير عام الشركة ، هو أمين اللجنة الاقتصادية بحزب "الوطن" السلفي، بالإضافة إلي أنه كان قياديا بارزا بحزب النور السلفي وعضو اللجنة الاقتصادية وأمين التخطيط به قبل انشقاقه وانضمامه لحزب "الوطن"، والمعروف أن حزبي "النور" و"الوطن" هي أحزاب دينية والأخير منها موال لجماعة الإخوان ولاء تاما، وقيادتها معروفة بالتحدث باسم الدين فكيف لرجل يتستر خلف هذه العباءة أن يبخس العمال حقوقهم التي لا تتعدي سوي رفع الجزاءات التعسفية وإتاحة فرص الترقي طبقا للمسميات الوظيفية الجديدة - بحسب ما يردد العمال- !!.. أم أن الرجل يتبع سياسية الأسياد الأمريكية والتي يحمل جنسيتها فيحقق خططها المشبوهة بطرد العمال علي حساب المصالح وعلي أنقاض وطن يجثو فوقه الفساد فلا ترتفع له قامة حيث للرجل تصريحات مناهضة لثورة 30 يونية ودستور 2013، كما هاجم "شعلان" وزارة الدكتور حازم الببلاوي ووصفها بالشيوعية اليسارية التي تنتمي لحقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
مالا يعرفه الكثيرون أن "شعلان" يحمل درجة الدكتوراه في الهندسة من الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل في مؤسسة دولية تدعي "أجيلتي"، كما يقوم بالتدريس كأستاذ مساعد بالجامعة الأمريكية.. وكان عمال الشركة الوطنية للزيوت النباتية بالمنطقة الصناعية الرابعة بمدينة برج العرب قد دخلوا في اعتصام مفتوح، منذ قرابة الشهرين بعد فصل أكثر من 70 عامل من إجمالي 136 عامل للمطالبة برفع الجزاءات التعسفية التي تم توقيعها علي العمال لمخالفتها قوانين العمل، وتنفيذ باقي الاتفاقية التي تم إبرامها مع الإدارة بتاريخ 1-4-2013بين الإدارة والعمال ممثلين في اللجنة النقابية، بالإضافة إلي رفع التقييم الخاص بصرف حافز الأرباح الربع سنوي لمخالفته للقانون وتطبيق لائحة تنظيم العمل الأساسية الخاصة بالجزاءات والإثابة ونشرها، وتنفيذ إدارة الشركة للقانون الخاص بالأجر الشامل والذي يتم علي أساسه صرف الأرباح للعمال وصرف بدل مخاطر للعمال لإصابة العديد منهم رباط صليبي بالركبة وإصابات بطبلة الأذن الناتج عن ضغوط العمل.
استخدام إدارة الشركة لطرق غير آدمية لفض اعتصام العمال كان سببا في تقدم المؤتمر الدائم لعمال مصر ببلاغ إلي المحامي العام لنيابات استئناف الإسكندرية بتاريخ 4/2/2014 ضد مدير الشركة طارق شعلان ومسئولين آخرين بعد محاولات إدارة الشركة فض اعتصام العمال بالقوة باستخدام شركات أمن خاصة وكلاب شرسة، وأوضح المؤتمر الدائم للعمال في بيان له أن الشركة أنشئت بواسطة رجل الأعمال ضياء القباني والذي لقي حتفه في حادث انفجار طائرة ما أدي إلي توقف العمل بالشركة منذ عام 99 وحتي عام 2004 .
إلي أن تولت شركة كارجيل الأمريكية إدارة الشركة بعد أن اشترت 51% من الأسهم وقامت بتسديد حق البنوك وورثة "القباني".. بعدها استطاعت "كارجيل" الاستحواذ علي باقي الأسهم حتي أصبحت تمتلك 98% منها.
وذكر البيان أن عمال الوطنية للزيوت اعتصموا عام 2009 نتيجة عدم حصولهم علي الأرباح أبرم علي خلفيتها اتفاقية بين العمال والإدارة حصل بموجبها العاملون علي 50 % من المطالب إلا أن الشركة تجاهلت باقي المطالب، فقامت اللجنة النقابية بعرض باقي مطالبهم علي "شعلان" مدير عام الشركة إلا أن المحاولات باءت بالفشل بل ازداد الأمر سوءا بقيامه بمعاقية العاملين بمزيد من الجزاءات، بالإضافة إلي فصل بعضهم بهدف إضعاف الروح المعنوية لديهم، ما اضطر العاملون إلي تنظيم اعتصام سلمي لتنفيذ الإدارة باقي المطالب طبقا للاتفاقية المبرمة فقامت إدارة الشركة بإحضار عدد 300 رجل أمن مدعمين بالكلاب البوليسية لفض اعتصامهم بالقوة.
ويؤكد العمال ان شعلان تحول الي ملياردير في سنوات بسيطة بسبب منصبه في الشركة التي تنفذ اجندة المخابرات الامريكية في المنطقة.
من جانبه قال وليد الأخضر رئيس اللجنة النقابية للشركة الوطنية للزيوت بالإسكندرية: "عمال الشركة معتصمون من يوم 15 / 12 / 2013 حتي الآن ومطالبهم هي رفع الجزاءات التعسفية علي العاملين بالمصنع من خلال لائحة عمل تنظيمية تنشر وتكون متاحة أمام الجميع وعمل اتفاقية جماعية توثق فيها الوقائع بعد تقاعس الشركة عن تنفيذ مطالب العاملين والتي كانت قد أبرمت في وقت سابق، بالإضافة إلي ربط المسمي الوظيفي للعاملين بما يتناسب مع سنوات عملهم بالشركة وإتاحة فرص الترقي وكذلك ربط الأجور بالمسميات الوظيفية الجديدة وإعمال لائحة الجزاءات في الشركة والالتزام بالقانون في توزيع الأرباح".
وأكد "الأخضر" أن الشركة تتبع قانون الاستثمار رقم 159 لسنة 1981 وأن 98 % أسهم كارجيل وهي شركة مساهمة مصرية -أحد فروع شركة كارجيل متعددة الجنسيات- وحصلت بمقتضي القانون علي إعفاءات ضريبية، بالإضافة إلي حصولها علي دعم علي الغاز والمياه والكهرباء ودعم علي الصادرات والواردات.
ولفت إلي المهندس طارق شعلان مدير عام الشركة هو رئيس اللجنة الاقتصادية لحزب النور السلفي الذي انشق عنه وأصبح المستشار الاقتصادي لحزب الوطن السلفي، مشيرا إلي أنه يتردد عنه أنه حاصل علي الجنسية الأمريكية وأنه مزدوج الجنسية.
وأكد "الأخضر" أنهم خاطبوا جميع الجهات المسئولة بالدولة من بينها وزارتي القوي العاملة والتموين ومحافظ الإسكندرية اللواء طارق مهدي الذي أحال الشكوي إلي مديرية القوي العاملة، مشيرا إلي أن "شعلان" ضرب عرض الحائط بالنصائح والقوانين ولم يلتزم بالمفاوضات التي قام بها مكتب العمل ووزارة القوي العاملة، موضحا أن ما يقوم به مدير عام الشركة نوع من إثارة البلبلة لزعزعة الاقتصاد المصري خاصة أن الشركة تنتج نسبة كبيرة من إجمالي زيت التموين، لافتا إلي إدارة الشركة تقوم بكتابة منشور بإجازة تجدد كل أسبوع.
و قال السيد صقر أحد العمال المعتصمين بالشركة : "مطالب العمال تتلخص في وضع لائحة للجزاءات القانونية في الشركة"، مشيرا إلي مدير عام الشركة يقوم بإقرار جزاءات تعسفية علي العاملين بدون وجه حق من خصم وفصل علي حد تعبيره.
وطالب"صقر" بتطبيق باقي بنود الاتفاقية التي أبرمت مع إدارة الشركة الأمريكية في 1/4/2013 والتي لم ينفذ منها سوي بعض المطالب الخاصة بالأرباح فقط، ووضع بند المسمي الوظيفي وفرص الترقي داخل المصنع، فضلا عن تركيب "أسانسير" في الأبراج العالية الخاصة بالشركة كما هو متبع في منظومة شركات كارجيل العالمية علي مستوي العالم.
وأضاف "صقر": "طارق شعلان عين مديرا عاما للشركة في 10 /6 / 2013 ومنذ توليه منصب مدير عام الشركة وهناك اضطرابات داخلها، حيث بدأ في تنفيذ خطة معينة حيث إن الشركة تعمل منذ 10 سنوات وحصلت علي إعفاءات ضريبية ودعم الدولة وتنتهي مدتها في مايو من العام الجاري, وهو يحاول الآن التضييق علي العاملين وفصلهم تعسفيا وتغيير عقود البعض لتغيير اسم الشركة من الوطنية للزيوت النباتية إلي "كارجيل"، لتصبح شركة جديدة وتحصل علي إعفاءات ضريبية ودعم الدولة لمدة 10 سنين قادمة، بالإضافة إلي أنه قام بفصل 76 عاملا حتي الآن وهم معتصمون في الشركة منذ شهرين كما انه استعان بأكثر من شركة للأمن لإرهاب العمال وإجبارهم علي فض الاعتصام.
يذكر أن شركة "كارجيل" الأمريكية، تعد أحد الشركات العملاقة في تجارة وتصنيع السلع الزراعية والمنتجات الغذائية حول العالم، فقد اشترت هذه الشركة قبل أكثر من عشر سنوات الشركة الوطنية المصرية للزيوت النباتية في مدينة برج العرب، ونجحت طوال هذه المدة التهرب من دفع الضرائب، أو توزيع أرباح علي العمال، كما تمكنت من التعاقد مع وزارة التموين علي توريد 40% من زيت التموين الذي تصنعه من عادم الزيوت النقية الذي تصدره لأوروبا.
كوارث الشركة لا تقتصر علي مصر فقط، فلا يكاد يوجد فرع للشركة داخل أي دولة إلا وسببت العديد من الأزمات لها، فالشركة هي أكبر مستورد لزيت النخيل في الولايات المتحدة والعالم، وتقوم بتزويد معظم شركات الأغذية به، ، ويوجد زيت النخيل في نصف الأطعمة المعلبة علي رفوف محلات البقالة، وهو ما يعطي الشركة تأثيرا هائلا علي الأسواق العالمية، بما في ذلك كيفية إنتاج زيت النخيل المكرر وتوزيعه، وفي سبيل انتشار اعمالها وزيادة أموالها تقوم باضطرار العمال للعمل تحت ظروف أقرب للعبودية والسخرة، وهو ما تفعله في معظم الدول التي تعمل بها سواء لزراعة منتجاتها أو تصنيعها.
ومؤخرا كشفت وكالة البيئة في إندونيسيا «EIA » عن فضيحة تورط كارجيل في قطع الأشجار بالمخالفة للقانون من خلال علاقاتها مع نفس الشركة KLK. والأدلة المقدمة من تقييم الأثر البيئي يثبت أن KLK مسحت الغابات الغنية في اقليم كاليمانتان الوسطي في اندونيسيا بشكل غير قانوني بعد أن فشلت الشركة في الحصول علي التراخيص المناسبة. وقد تم توثيق هذه الفضيحة في اليوم الأول للاتفاق بشأن المناخ بين النرويج وإندونيسيا. ووفقا للتقرير، تملك الحكومة النرويجية 41.5مليون دولار في KLK ، وبالتالي فهي تسعي للاستفادة من إزالة الغابات بالطريقة غير القانونية التي قامت بها الشركة.
وتقوم كارجيل بشراء زيت النخيل الذي يأتي من مزارع تقوم باستخدام العبيد أو عمالة الأطفال في أماكن مثل إندونيسيا وماليزيا، حيث تسيطر علي ما يقرب من 25? من السوق العالمي لزيت النخيل، وتستخدم في ذلك مئات العلامات التجارية وتحت مسميات مختلفة.
وقد قفزت انبعاثات الكربون الناتجة عن إزالة الغابات وتدمير أراضيها في إندونيسيا إلي الترتيب الثالث كأكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وذلك بفضل موردي زيت النخيل لكارجيل وكذلك في مزارع زيت النخيل الخاصة بكارجيل نفسها، وطالما استمرت الشركة في التجارة في زيت النخيل بصورة غير مستدامة ودون مراعاة لقواعد البيئة، ستظل الشركة جزء كبير من المشكلة.
وتزداد يوميا المطالبات بإظهار الشفافية في سياسات الشركة، ومزيد من الجدية حول التزاماتها بنظافة أعمالها الخاصة بزيت النخيل بما يضمن أن جميع الزيوت التي يشترونها لا تأتي من تدمير الغابات.
وحول معاملة الشركة للعمال وكأنهم من الرقيق وإجبارهم علي العمل في إنتاج زيت النخيل في ظروف شديدة السوء، يحكي بعض العمال في جزيرة سومطرة الإندونيسية عن قصتهم مع الشركة، فبعد الإعلان عن حاجة شركة KLK التابعة لكارجيل لموظفين، والوعد براتب جيد والعمل الذي يناسب مستوي مهاراتهم، اكتشف العمال أنهم سيعملون فقط في رش أشجار نخيل الزيت بالأسمدة والمبيدات، وكان العمل لساعات طويلة مرهقة بالأسمدة الكيماوية السامة دون أي حماية لأيديهم أو وجوههم أوالرئتين، وبعد العمل، يضطر العمال للمبيت داخل المخيم ويغلق عليهم بالقفل وفي حراسة رجال الأمن، ولا يستطيعون حتي الذهاب للحمام حتي الصباح، وبعد العمل في ظل هذه الظروف لعدة أشهر بدون أجر، يضطر العمال للهرب من مزارع كارجيل دون الحصول علي أموالهم.
ويذكر أيضا أحد العمال أنه بعد السفر بالحافلة دون طعام أو ماء لمدة 16 ساعة، وجد نفسه في حراسة أمنية مشددة في رحلته الطويلة إلي المزارع، وعندما وصل أخيرا قيل له انه يجب أن يدفع ثمن العتاد والأقنعة والقفازات والقبعات، وكان هذا صعبا لأنهم لم يحصلوا بعد علي رواتبهم، ولم يكن هناك مستشفي أو اي رعاية، والغذاء قليل جدا، والماء المستخدم للشرب هو ماء الغسيل والفضلات البشرية، وبالطبع اضطر للهرب دون الحصول علي مستحقاته.
وبعد أن ضاق نشطاء حماية البيئة وحقوق العمال ذرعا بكارجيل في الولايات المتحدة وغيرها، توجهوا في مطالبهم لعملائها، وقد بدأ ذلك بحملة لتوعية 20 من الشركات التي تستخدم زيت النخيل في المنتجات الغذائية في الولايات المتحدة، وإخبارهم بما يحدث من الشركة والشركات التابعة لها لإنتاج زيت النخيل، والأثر الكارثي علي الغابة المطرية، وانقراض الحيوانات ، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتم تقديم 100 ألف التماس لكارجيل للالتزام بالشفافية والضمانات التي من شأنها القضاء علي سلبيات انتاج زيت النخيل التي تقود حيوانات الغابة إلي حافة الانقراض وتزيد من انتهاكات حقوق العمال، بالإضافة لاستخدام الأطفال في جميع أنحاء إندونيسيا وماليزيا للعمل المنهك في ظروف قاسية، وهؤلاء الأطفال غالبا ما لا يحصلون علي أجر، ومنعهم من التعليم.
ويعمل الأطفال سبعة أيام في الأسبوع دون يوم عطلة، كما تذهب الأشهر الأربعة الأولي من أجرهم إلي الوسيط، الذي يقوم بتجنيد الأطفال. وتقوم الشركة بعمل عقود وبطاقات وهمية للأطفال بعد تزوير أعمارهم، ومع ذلك تأخذ منهم هوياتهم الوهمية والوثائق الهامة للتأكد من أنهم لا يمكن أن يتركوا المزرعة، كما يلقي الأطفال العمل بدون أجر لمدة تصل إلي سنتين مع الاعتداء الجسدي واللفظي عندما يرتكبون أي أخطاء أو يحاولون الهرب، ويعيش الأطفال في مخيم خشبي ومياه غير نظيفة، ويقوم العمال بطهي الطعام والشرب والاستحمام من خندق حيث تصب نفايات المزارع أيضا، وأحيانا يضطر العمال للسير مسافة 2 كيلومتر ليجدوا مياها جارية نظيفة.
وقد قامت صحيفة "بلومبرج" الأمريكية بتحقيق لمدة تسعة أشهر يوثق الممارسات التعسفية بحق العمال في 12 من مزارع النخيل المختلفة في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، وأتت الصحيفة بالدليل الدامغ، حيث تلقت كارجيل 31 من شحنات زيت النخيل من KLK، بلغ مجموعها أكثر من 61 مليون دولار، وقامت كارجيل ببيعها لشركات مثل ، جنرال ميلز، كرافت فودز، للاستخدام في المنتجات التجارية, وكان رد كارجيل هو نفسه كما كان في أي وقت مضي، فقالت إن الشركه لم تنتهك لقوانين العمل، كما أننا لسنا علي علم بأي تحقيق في ممارسات عمل KLK، وأن كارجيل تشاورت مؤخرا مع مراقبين الصناعة والمنظمات غير الحكومية، وخلصت إلي عدم وجود ادعاءات بأن KLK قد انتهكت قوانين العمل أو تعمل في الرقيق أو عمالة الأطفال.
وفي دراسة عام 2012 لوزارة الخارجية الأمريكية قالت فيها , إن العمل في زيت النخيل هو واحد من الصناعات التي كانت ولا تزال تمتليء بالسخرة وعمل الأطفال، ويعتبر الكثيرون أن جشع الشركات الكبري مثل كارجيل يهدد امدادات الغذاء العالمي، فالمكونات التي تنتجها الشركة في كل مكان في السوبر ماركت، حتي لو لم تحمل العلامة التجارية الخاصة بها.
وفي 2012 رصدت وكالة «أسوشيتد برس» عدة فضائح للشركة ، حيث اكتشفت أن منتجاتها التي تقوم بتوزيعها في السوبر ماركت تحتوي علي مرض جنون البقر وفيروس السالمونيلا القاتل، خاصة منتجات اللحم المفروم والبيفي واللحوم المعلبة، وقد تم انتاج 85% من هذه المنتجات في مصانع كارجيل وبيعها للمستهلكين في محلات البقالة، وبعد إصابة العشرات خرج رئيس الشركة ليؤكد أن الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية هي أمر مؤسف ونحن نعتذر عن مرض أي شخص من تناول اللحم المفروم الذي أنتجناه!... ووفقا لوزارة الزراعة الأمريكية، مرض 33 شخصا في سبع ولايات بالسالمونيلا, وقد تم ربط اللحوم التي تنتجها الشركة بتفشي الأمراض المنقولة بالأغذية والاجهاض، وسقوط عدد من القتلي؛ كما غضت الطرف عن تدمير البيئة وانتهاكات العمل التي تجري نتيجة لعملياتها في جميع أنحاء العالم، وأدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية بكارجيل للتصدير لجميع أنحاء العالم مع انخفاض أسعار المحاصيل الاستوائية مما أدي لربحها المليارات وجعل القدرة علي شراء الغذاء بعيدا عن متناول كثير من المجتمعات الريفية في البلدان النامية.
وفي 2011 قامت كارجيل، ثالث أكبر منتج في تركيا بسحب منتجاتها من الأسواق التركية بسبب سلالة من البكتيريا تسمي السالمونيلا هايدلبرج، والتي اصابت 76 من المستهلكين وتسببت في وفاة حالة واحدة، وسالمونيلا هايدلبرغ مقاومة للمضادات الحيوية، كما تتحكم اربع شركات منها كارجيل في 58% من سوق الدواجن وهذا النوع من الهيمنة يضع المستهلكين في خطر ويهدد المزارعين بالتوقف عن العمل، فيما تسيطر 3 شركات علي 90% من صناعة لحوم البقر ومنها كارجيل، و4 شركات تتحكم في 66% من صناعة لحم الخنزيروفيهم ايضا كارجيل، و3 شركات تسيطر علي 90% من سوق الذرة وبالطبع علي رأسها كارجيل، وعلي الجانب الآخر هناك أكثر من 3000 شخص يموتون سنويا من التسمم الغذائي في الولايات المتحدة وحدها، وملايين أكثر يمرضون.
وفي حين حاول العديد الحصول علي وعد بإصلاح شركة كارجيل التي تملك ربع الصادرات الزراعية للولايات المتحدة، إلا أن سياساتها تبقي غامضة وغير معروفة إلي حد كبير. ويتجنب ويتني ماكميلان، رئيس شركة كارجيل، الكشف عن الكثير جدا عن عملاق الصناعات الزراعية التي يرأسها، والتي تعتبر أكبر شركة في أمريكا يملكها القطاع الخاص، وتمارس نفوذا كبيرا علي السياسة الزراعية في الولايات المتحدة، وتعتبر وزارة الزراعة الأمريكية وحتي أعضاء الكونجرس "في جيب" كارجيل، وهو ما يبقي الشركة بعيدة عن التدقيق والمساءلة.
فبالإضافة إلي كونها أكبر تاجر حبوب في العالم، توسعت الشركة في ذبح لحوم البقر والتعبئة، ومعالجة البذور الزيتية في جميع أنحاء آسيا والدواجن وتجهيز غذاء الحيوانات الأليفة في أمريكا الجنوبية وبحوث البذور في جنوب أفريقيا، وليس هذا فقط بل تنتج الفوسفات وأسمدة النيتروجين وتبيعها لمزارعي الحبوب، ثم تشتري تلك الحبوب في وقت لاحق وتبيعها، و بعد مرور الحبوب من خلال نظام كارجيل في المحطات والمراكب والقطارات والسفن والمحيطات، فإنه غالبا ما ينتهي لتغذية الحيوانات، وهو تخصص آخر لكارجيل، التي تشارك بكثافة في كل من تغذية وتصنيع الحبوب وذبح وتجهيز وتعبئة وتغليف لحوم البقر والدواجن ولحم الخنزير.
ويقول رئيس الشركة ماكميلان: لا يوجد بلد لا نتعامل معه، وذلك في اشارة إلي مبيعات الحبوب لكارجيل في دول الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، ويضيف: وليس هناك بلد لا نرغب في القيام بمزيد من الأعمال معه. وفي هذا تقول الصحف إن الحصول علي المعلومات، والسيطرة والتلاعب بها ظل لفترة طويلة مفاتيح الحفاظ علي إمبراطورية كارجيل السرية، وهي عناصر هامة في نهج الشركة، وكارجيل توظف شبكة دولية كبيرة من عناصر جمع المعلومات الاستخبارية، وكلها ترتبط إلكترونيا بمقر الشركة، وتجمع معلومات عن الطقس والمحاصيل والأسعار والعملة والسوق والبيانات السياسية، وتستخدم تلك المعلومات يوميا من جميع أنحاء العالم، ويقول وزير الزراعة الامريكي السابق , إن قدرة الشركة علي الحصول علي المعلومات الاستخبارية السياسية والاقتصادية المتعلقة بالأغذية والزراعة في العالم يفوق وكالة الاستخبارات المركزية، وهذه المعلومات يمكن أن تترجم إلي أرباح كبيرة حيث التقلبات اليومية في أسعار السلع الآجلة هي موضع تكهنات مكثفة.
وقد صنفت مجلة «فوربس» كارجيل كأكبر شركة خاصة في أمريكا للسنة الثالثة علي التوالي، وحقوق المساهمين بها قسمت بين أقل من 50 من أحفاد مؤسسي الشركة الأصليين، والعديد منهم لا يزالون يعيشون في ولاية مينيسوتا ويحملون اسم كارجيل أو ماكميلان، وتعود 90% من اسهمها الآن لكل من جيمس ومارجريت كارجيل، ونسبة 10% يملكها الموظفين في الشركة البالغ عددهم 131 ألف موظف في 66 فرع حول العالم!.
والمبيعات السنوية لكارجيل تتجاوز 32 مليار دولار ما يجعلها ثاني أكبر شركة أمريكية خاصة، وهي نادرا ما تفصح عن المعلومات المالية الخاصة بها، وهي تؤثر علي السياسات الزراعية في الولايات المتحدة بطرق متنوعة، فهي تساهم بشكل رئيسي في حملات أعضاء الكونجرس من الولايات الزراعية وأولئك الذين يخدمون في لجان الزراعة، وتقوم بتمويلهم بملايين الدولارات، فمن قبل أعطت الشركة مبلغ 144 ألف دولار ل50 مرشحا للكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين، تقاضي بعضهم نحو 2000 دولار وآخرون أخذوا 10000 دولار مثل نائب ديكوتا "جيمس ابندور" وغيره، وهو ما اعتبر وقتها تأسيسا لإمبراطورية الفساد في واشنطن برعاية كارجيل.
وقد حاولت كارجيل تعطيل اتفاقيات الجات الدولية كثيرا لأنها ستخفض من أرباحها خاصة من الحبوب الزراعية، وحاولت ايضا إدخال تعديلات كثيرة علي الاتفاقية، وقد تم استجواب كارجيل من جهات عديدة، وأقرت بالذنب أو تسويتها خارج المحكمة في عدد من المسائل البيئية وتحديد الأسعار، وتم طرد التجار التابعين لها من مجلس شيكاغو للتجارة ثلاث مرات، وكانت ممارسات العمل لكارجيل موضوعات النزاع في عدة بلدان.
وقد اتهمت كارجيل بالتهرب من دفع الضرائب في إنجلترا وتسليم بضائع ناقصة الوزن في الهند والتلاعب في الأسعار في البرازيل، ويشكو مشترون الحبوب في أوروبا أن الشركة تمزج الحبوب بنوعيات مختلفة إلي حد تقديم منتج أدني والإضرار بسمعة المزارعين الأمريكيين، وتبحث الشركة باستمرار عن طرق للتلاعب في الأسعار في العقود الآجلة، والشهادات والتخزين والنقل، لكن كارجيل لا تقلق بشأن تلك التحديات وعدم رضا التجار والمستهلكين، فيقول رئيس الشركة: هناك المزيد والمزيد من الناس الذين يحتاجون إلي الطعام كل يوم!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.