عبد المنعم أبوالفتوح.. هاجم الجماعة بعد انشقاقه عنها وتبني مواقفها بعد سجن قيادات الإخوان هيثم أبوخليل..اتهم قيادات الجماعة بالقضاء علي ثورة يناير وانضم إلي منصة رابعة أحمد الحمراوي.. وصف «مرسي» ب«الخائن» ثم عاد للدفاع عن الإخوان وفتيات «7 الصبح» إبراهيم الزعفراني..اضطهدته الجماعة في الإسكندرية حتي غادرها ثم عاد للدفاع عن «المعزول» لم يكن يعلم أحد لماذا ينشق الإخواني عن جماعته سوي من تصريحات يعلنها أو كتابات يسطرها في مقال أو كتاب، ورغم أن أغلب المنشقين عن الجماعة أو المطرودين منها قالوا فيها الكثير والكثير واتهموها باتهامات لا حصر لها، إلا أنهم سرعان ما عادوا إلي أحضانها مرة أخري، تحت دعاوي مساندة شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي التي شكك بعضهم فيها بل طالبوا بالثورة عليه، حتي إن منهم من اعترف بثورة 30 يونيو في بدايتها ثم عاد مرة أخري ووصفوها ب"الانقلاب" مثل المهندس هيثم أبو خليل علي سبيل المثال وليس الحصر. وقد انشق عدد من القيادات التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين عنها بعد استحواذ ما يسمي ب"القطبيين" علي مقاليد الأمور داخل التنظيم ثم خرجت مجموعة أخري بعد قيام ثورة 25 يناير 2011 ، الأمر الذي مثّل صفعة علي وجهة الجماعة لأنه علي الرغم من قوتها آنذاك إلي أن الانشقاقات هزت أركانها خاصة وأن القيادات التي قدمت استقالتها هي أحد الروافد الرئيسية التي ساهمت في بناء الجماعة في فترة السبعينيات من بينها أبوالعلا ماضي وعصام سلطان اللذان أسسا حزب الوسط وعبد المنعم أبوالفتوح الذي أسس حزب مصر القوية بعد رفض الإخوان ترشيحه رئيسا للجمهورية، فضلا عن عدد من القيادات الأخري كالدكتور محمد حبيب والدكتور إبراهيم الزعفراني والمهندس هيثم أبوخليل.. وغيرهم. كل من أنشق عن الجماعة قال ما في الجماعة عن سلبياتها معلنين استقالتهم منها، إلا أنه بعد ثورة 30 يونيو وبعد أن كانت هذه القيادات من أشد المعارضين لسياسات الجماعة وحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وسياساته وقراراته العرجاء ودستوره المشوه علي صفحات الجرائد وعلي القنوات الفضائية وبرامج ال"توك شو" ارتمت مرة أخري في أحضان الجماعة وأصبحت من أشد المناصرين والمدافعين عنها. ويأتي الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح في مقدمة المنشقين عن الجماعة الذين يتبنون الآن مواقفها.. وأبوالفتوح كان أحد القيادات الطلابية في السبعينيات وعضوا سابقا بمكتب إرشاد الجماعة حتي شهر مارس 2011، واشتهر بين القوي السياسية الأخري ووسط العديد من أعضاء الإخوان بأنه من أكثر الإخوان المنفتحين والأكثر جرأة، وهو رائد جيل التجديد داخل الجماعة حتي استقال علي خلفية رفض الجماعة ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية. بعد استقالته من الجماعة أسس أبوالفتوح حزب مصر القوية ليكون منافسا قويا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، إلا أن الجماعة وكعادتها هاجمت أبوالفتوح هجوما عنيفا وصل لدرجة اتهامه بالفساد المالي والأخلاقي وانه شخص أحادي النزعة، لأنه خالف قرار مجلس شوري الجماعة وقدم أوراقه للترشح لرئاسة الجمهورية. والواضح أن أبوالفتوح ظل طول الخط يلعب لعبة العصا والجزرة فجاءت تصريحاته متناقضة حتي استقامت بعد عزل مرسي ليعود أبوالفتوح إلي أحضان الجماعة حتي إن البعض من أعضاء الجماعة طالب بأن يكون "أبو الفتوح" مرشدا عاما للجماعة.. وبالتالي جاءت تصريحاته مناصرة للجماعة وضد ثورة 30 يونيو حيث قال أبوالفتوح ، إن 30 يونيو موجة ثورية تحولت لانقلاب عسكري في 3 يوليو، وأن البلاد مازالت تحبو نحو الديمقراطية، وقال:"الرئيس مرسي كان مختطفا طوال 4 أشهر". وأوضح المرشح الرئاسي السابق أن رفض مرسي لانتخابات رئاسية مبكرة لا يبرر الانقلاب عليه، لافتاً إلي أن طريقة عزل محمد مرسي تختلف بشكل كلي عن تنحي حسني مبارك.. مشيرا إلي أن "ما حدث في 3 يوليو من عزل مرسي أعطي قبلة الحياة لتنظيم الإخوان المسلمين، وما يقال عن أنه ضربة قاصمة هو كلام إعلام، لأن القوي السياسية كانت ستجهز عليهم عبر الصناديق". واستطرد: "الوطن في ورطة، ونحتاج لاستقرار نظام سياسي من خلال الحرية والديمقراطية، ونظام عدلي منصور يقوم بصناعة للإرهاب، ومن يحكم مصر هو السيسي وليس عدلي منصور"، علي حد تعبيره. وأوضح رئيس حزب مصر القوية أن الإعلام المصري يقوم بشيطنة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، واصفاً المرحلة الحالية ب"أننا نعيش حالة من الفاشية العسكرية في ظل نظام الحكم الحالي"، علي حد وصفه. وفي السياق ذاته يأتي الدكتور إبراهيم خليل الزعفراني أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين المنشقة في الإسكندرية وعضو مجلس شوري الجماعة السابق، والذي تقدم باستقالته من الجماعة في إبريل 2011 رغم أنه خدم بها أكثر من 45 عاما، وذلك علي خلفية انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد العام، حيث كانت له اعتراضات علي اللائحة، ومطالبات بضرورة تطويرها فضلا عن فصل الحزب عن العمل الدعوي.. عملت الجماعة بعدها علي محاربته وضيقت الخناق عليه، عندما خاض انتخابات مجلس نقابة الأطباء بالإسكندرية حيث دفعت الجماعة بالدكتور محمد البنا علي منصب نقيب الأطباء رغم اعتذاره في وقت سابق عن خوض الانتخابات، لكن مع ضغط الجماعة خاض الدكتور "البنا" المنافسة أمام "الزعفراني" بمساندة الدكتور حسن البرنس الذي أخذ علي عاتقه توزيع منشورات مناهضة للدكتور إبراهيم الزعفراني لإسقاطه.. وبعد انتخابات نقابة الأطباء حاولت الجماعة ذبح "الزعفراني" بكافة الطرق حتي انتهي الحال به إلي ترك الإسكندرية والانتقال إلي مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة بعد أن قام ببيع عيادته الخاصة وتفرغ للعمل في لجنة الإغاثة التابعة لاتحاد الأطباء العرب. كانت للرجل تصريحات عديدة هاجم فيها الإخوان من بينها أنهم لا يتقبلون النقد خاصة العلني، ويعتبرونه انتقاصا منهم، وأن السمع والطاعة ما هو إلا تعبير أدبي من أدبيات الإسلام، ويجب أن يوضع في موضعه الصحيح بالشكل الإداري، فهو عبارة عن إعطاء كل شخص صلاحياته. كما هاجم "الزعفراني " في تصريحات أخري كل من المهندس خيرت الشاطر والدكتور سعد الكتاتني قائلا: إن خيرت كان له دور في تحجيم دور القاهرة الكبري داخل الجماعة ليكون لها 9 مقاعد في مجلس الشوري العام، وباقي المحافظات مثل الشرقية والدقهلية يكون لها 12 مقعدا، وهو ما يسمي "ترييف" في الدعوة، لأن الطابع الريفي أكثر مرونة ويميل إلي الهدوء، وهذا خلل، أما "الكتاتني فهو شخص يميل إلي العسكرة وغير منفتح. وبعد ثورة 30 يونيو جاءت مواقف الدكتور "الزعفراني" مغايرة تماما حيث أعلن الدكتور إبراهيم الزعفراني، ، انضمامه إلي معتصمي رابعة العدوية، ووصف ما حدث ب"الانقلاب العسكري الدموي"، كما وقف علي منصة رابعة محرضا جموع المعتصمين علي التضحية محذرا مما وصفه بالانقلاب أنه يعني سقوط العالم العربي والأمة الإسلامية في بحر من الدماء، ومؤكدا علي شرعية الدكتور مرسي وعلي بلطجة "السيسي " و"القوميين" علي حد تعبيره. وأضاف "الزعفراني" في تصريحاته المعارضة لثورة 30 يونيو: "سقوط الانقلاب علي أيدينا يتأكد يوم بعد يوم ونهايته وشيكة فلنكمل معركتنا بعزيمة قوية وإرادة لا تلين ووحدة لا تنفصم واستعانة بالله قادر مقتدر فالنصر صبر ساعة" . قيادة أخري تجرعت السم علي أيدي الجماعة الإرهابية هو المهندس هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، وأحد الكوادر المستقيلة من جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن حاربته في لقمة عيشه طيلة عامين تأديبا له علي تصريحاته المناهضة للإخوان، ورغم ذلك يعد "أبو خليل" الآن أحد أهم المدافعين عن الجماعة ومناصرا لها قلبا وقالبا مستخدما قناتي "الجزيرة" و"أحرار 25" فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" بوقا له. وكان أبو خليل قد تقدم باستقالته من الجماعة بالتزامن مع استقالة الدكتور إبراهيم الزعفراني في 31 مارس 2011، وأورد فيها 12 سببا أبرزها التفاوض مع عمر سليمان أثناء الثورة، حيث اعترض علي عدم اتخاذ إجراء صارم وحاسم ضد أعضاء من مكتب الإرشاد ذهبوا إلي لقاء سري مع اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، أيام الثورة، وهو لقاء آخر غير اللقاء المعلن الذي حضره الكثير من القوي الوطنية.. وقد خص "سليمان" الإخوان بهذا اللقاء من أجل التفاوض علي إنهاء مشاركتهم في الثورة مقابل تشكيلهم لحزب وجمعية.. كما اتهم "أبو خليل" الجماعة بالتفاوض مع جهاز أمن الدولة عام 2005 علي السماح للجماعة بالفوز بعدد من مقاعد البرلمان مقابل نسبة معقولة من التزوير. ل "أبو خليل" تصريحات كثيرة هاجم خلالها الجماعة من بينها أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين كانوا من أسباب ضياع ثورة 25 يناير التي دفع الشعب المصري فيها ثمنا غاليا، وأن قيادات الجماعة أصروا علي الدفع بمرشح لهم رغم وعودهم السابقة بعدم المنافسة علي منصب رئيس الجمهورية في هذه الفترة الانتقالية.. كما أكد أن مصر شهدت حالة من الإحباط نتيجة ضياع حلم الثورة وتراجعا مرة أخري في الحريات حيث تم التنكيل بكثير من القوي السياسية وتجفيف منابع الثورة. وبعد هذه المواقف والتصريحات اتجهت الجماعة إلي التنكيل بهيثم أبو خليل والتضييق عليه في لقمة عيشه حيث كان مديرا لنادي المهندسين بالإسكندرية الذي يقع تحت هيمنة الجماعة فقامت بنقله من مكان عمله واجتزأت من راتبه، بالإضافة إلي تحويله للتحقيق عدة مرات. بعد ثورة 30 يونيو انقلبت مواقف "أبو خليل" حيث انضم إلي اعتصام رابعة العدوية قائلا: "رغم الخلاف مع الإخوان إلا أنه سيوحدنا ضد العسكر"، وإلي الآن مازالت تصريحاته المناهضة للثورة والفريق أول عبد الفتاح السيسي منتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلي مشاركته في المسيرات الاحتجاجية للجماعة الإرهابية. علي نفس الجانب أنشق قيادي آخر عن الجماعة هو أحمد الحمراوي عضو لجنة الحريات والذي أكد أن السبب الرئيسي لاستقالته هو ما قاله الرئيس مرسي في رسالته للكيان الصهيوني واعتباره شيمون بيريز صديقا حميما له، وتمني العيش الكريم والرغيد للشعب الإسرائيلي، مؤكدا أنها خيانة وطنية دينية لملايين المصريين. وأشار إلي أن الخطاب كان سببا رئيسيا في الاستقالة من الجماعة لأنه مرسل من قيادة إخوانية، قائلا "مرسي أهدر فيها كل المبادئ والقيم التي تربينا عليها داخل الجماعة منذ عام 1928". وقال "الحمراوي" في تصريحات سابقة خص بها "الموجز": "الإخوان بطبعهم المنشق عنهم كالمرتد عن دين الله، وبالتالي فهم علي استعداد أن يتعاملوا مع الصهاينة علي أن يتعاملوا مع من انشق عنهم والدكتور عبد المنعم أبوالفتوح خير دليل علي ذلك". يذكر أن "الحمراوي" ظل عضوا بالتنظيم السري للجماعة لأكثر من 30 عاما، فكان رئيسا لاتحاد الطلاب بكلية الحقوق ومقررا للجنة الحريات بنقابة المحاميين بالإسكندرية لمدة 5 دورات مرشحا عن جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلي كونه محامي الجماعة في جميع القضايا الخاصة بالانتخابات أو القضايا الجنائية، ورغم ذلك لم يكن هناك أسهل من أن تقوم الجماعة بتشويه صورته وتقول إنه غير منتم للجماعة وليس عضوا بها. الغريب هو موقف الرجل وعودته إلي أحضان الجماعة عندما وقف مدافعا عن فتيات حركة 7 الصبح التي اتهمت فيها أكثر من 20 فتاة وسيدة بتهم تعطيل المرور والتعدي علي الممتلكات الخاصة وغيرها. لم يقتصر الأمر علي المنشقين والعائدين فقط بل ظهرت وجوه أخري كانت بمثابة خلايا نائمة لم تخرج إلي الإعلام إلا عند اعتصام رابعة العدوية مثل حسام عقل الذي يصر علي عدم انتمائه للإخوان لكنه يتخذ نفس طريقها بدءا من التحريض علي منصة رابعة ثم الانسحاب ليؤسس حزب "البديل الحضاري".. حيث رفض "عقل" بيان القوات المسلحة قائلا : لا يمكن أن أقر انقلابا عسكريا حتي و لو في صورة مدنية".. مستنكرا الانقضاض علي شرعية الصناديق أو إهدار نتائجها بعد أن جاءت عن طريق انتخاب حر مباشر . كما رفض "عقل" في بيان آخر أن يركل دستور 2011 بالأقدام أو البيادة العسكرية - بحسب زعمه- ورأي أن هذا الأمر يدخلنا في كراهية مع فصيل بعينه.. موضحا أن ما زاد الطين بلة هو أن القوات المسلحة التي نعتز بها دورا و تاريخا هي من أضلعت بالأمر علي حد تعبيره . وتعجب "عقل": كيف يبدأ عهد المصالحة بغلق القنوات وقصف الأقلام ، واحتجاز أبرياء لا ذنب لهم سوي العمل السياسي، وأكد أنه كان الأكثر نقدا لسياسات الأخوان المترهلة بعد عام من الاضطراب ، قائلا : ولكن ذلك ليس مبررا للانقلاب أيا كانت مساحيقه و أصباغه .