حرب المذكرات.. هذا هو الفصل الأخير في مسلسل الصراع بين السلفيين والإخوان حيث اتسعت دائرة الخلاف بين التيار السلفي وجماعة "الإخوان" المحظورة في الأيام الأخيرة، ووصلت الأمور إلي درجة عالية من الصراع فيما بينهما، لدرجة اضطرت كبار مشايخ السلفية للكشف عن شهادات وأسرار خطيرة عن التنظيم الإخواني، وتعود أهمية ما يكشفه المشايخ إلي أن منهم من كان في لحظة ما داخل إطار تحالف انتخابي وسياسي مع الجماعة المحظورة، وساعدوها في الوصول إلي كرسي الحكم. الأيام القليلة الماضية أزاحت الستارعن تلك الفجوة الكبيرة الواقعة بين "الإخوان" والسلفيين، حيث خرجت مجموعات من أنصار المحظورة لمطاردة المشايخ في المساجد والندوات والاعتداء عليهم، وهذا ما تكرر كثيراً مع الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية وتكرر أيضاً مع رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون، لتعرض وزارة الداخلية عليهما تعيين حراسة خاصة، ولكنهما رفضا ذلك، واكتفيا بحراسة في أضيق الحدود من بعض شباب الدعوة والحزب. ونتج عن هذا الصراع شهادات كبار مشايخ السلفيين عن فضائح التنظيم المحظور طيلة العام الذي تولي فيه الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم، لتؤكد حجم الخلافات الفكرية والعقائدية بينهما. ياسر برهامي: استخدموا السلاح وحاولوا توريط السلفيين في معاركهم الخاصة يعد الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية المؤسسة لحزب النور السلفي، من أكثر الدعاة السلفيين الذين تصدوا لسياسات "الإخوان المسلمين" في الحكم، وكان للرجل العديد من الانتقادات علي عمل التنظيم منذ البداية. وبالفعل تعرض الشيخ برهامي لإهانات وتجريح من قبل "الإخوان المسلمين" سواء في فترات ما قبل ثورة يناير وبعد وصول الإخوان للحكم، وبعد عزل مرسي من الرئاسة أيضاً، وذلك نظراً للخلافات التاريخية بين السلفيين والإخوان، فالشيخ برهامي، يعتبر أن الخلافات بين السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين قديمة وتاريخية، ليكشف لأول مرة أنه في وقت الانتخابات الرئاسية، كانت هناك مخاوف للسلفيين من فوز محمد مرسي بالرئاسة خشية أن يسيطر فصيل إسلامي واحد علي السلطة، وهي نفسها المخاوف التي لازمت "برهامي" بعد فوز مرسي بكرسي الحكم وقتها، ليحذر من استخدام ملف "الأخونة" في تدمير مستقبل مصر، كما استبعد كلياً أن يكون مرسي -المعزول- خليفة للمسلمين، قائلاً حينها: "مرسي لا يفي بمعايير الخليفة لكنه رئيس شرعي". وقال نائب رئيس "الدعوة السلفية"، إن كثيرًا مما يجري بين الاتجاهات الإسلامية المعاصرة من اختلافات مريرة علي المناهج، والأفكار، والأولويات، والأعمال؛ سببه البغي، وحب الرئاسة، وكثرة الأتباع؛ وإلا لما قطفت هذه الثمار المرة في التعاملات التي تجري بين هذه الاتجاهات وأفرادها. وأضاف في مقال له تحت عنوان "إياكم والبغي" أن "ما يؤدي إلي البغي: الكِبْر المنافي للتواضع، والتنافس علي الرئاسة والوجاهة في سائر الشهوات"، وأشار إلي أن "التنافس علي الدنيا سبب البغي، والبغي سبب الاختلاف والفرقة، وهي سبب الضعف، وسبب تسلط الأعداء". وبعد أحداث 3 يوليو وعزل مرسي، نال مكتب الإرشاد قسطا كبيراً من انتقادات الداعية السلفي الشهير، فهو الذي دعا أعضاء مجلس الجماعة أو مكتب الإرشاد إلي تقديم استقالاتهم، بعد عزل مرسي وانتقد برهامي أيضا ظهور السلاح خلال تظاهرات الإخوان في محافظات عدة وتصريحات مسئوليهم المتوعدة بالعنف، وأخذ علي البعض التلويح بالعنف لا سيما ربط ما يجري في سيناء بعودة مرسي إلي الكرسي ما يحمِّل الإخوان مسئولية جميع العمليات التي شهدتها شبه الجزيرة، وذلك في إشارة إلي تصريح القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي الذي قال إن توقف العنف بسيناء مرتبط برجوع مرسي للحكم. كما أشار الداعية السلفي إلي اتهامات الإخوان لحزب النور الجناح السياسي للدعوة السلفية بالمساهمة في الانقلاب خاطئة، قائلا: إن الحزب لم يكن طرفا فيما جري، مذكرا الإخوان بتحالفهم طيلة عام ونصف مع المجلس العسكري السابق خلال الفترة الانتقالية التي تلت الإطاحة بحسني مبارك. ولفت برهامي في أحاديثه إلي أن "الإخوان" أثناء فترة الرئيس المعزول، لم تكن في وفاق مع الجيش والشرطة والمخابرات إلي جانب وسائل الإعلام ورجال المال والاقتصاد والقضاء وأتباع النظام السابق، في حين أن المعزول كان عاجزاً عن تولي دفة القيادة في خضم تلك الصراعات،التي أفضت إلي وضع التيارات الإسلامية في سلة واحدة بمواجهة الشعب. ويعتقد برهامي ان الإخوان أضروا السلفيين كثيراً، فهم من دفعوا الفاتورة، مشيراً إلي أن من رأوا الجثث في مسجد الإيمان الذي تم منه تشييع جثث فض اعتصام رابعة أكدوا أن 90% منهم ملتحون من السلفيين الطيبين، قائلا: كانوا يريدون -الإخوان- أن تدفع الدعوة السلفية الثمن من أبنائها لكنه كان يريد وقاية أبناء الدعوة رغم علمه أنهم إذا تواجدوا في المشهد سيضعونهم في نفس خندق الإخوان، حتي ظهروا في مشهد 3 يوليو. وكان برهامي قد وصف اعتصام رابعة العدوية بالمجتمع الإخواني البغيض، حينما طالب أنصاره ذات مرة في إحدي خطبه الدينية، بألا يعيشوا في حوصلة المجتمع المغلق الخاص بالإخوان، لأنه رأي هناك -بحسب وصفه- واقعا بغيضا لأغلبية الإسلاميين، وأنهم لم يشاركوا في الاعتصام حفاظا علي الدعوة وأبنائها. وفي أكثر من مناسبة قال الشيخ برهامي، محاولاً تبرير موقفهم أمام أنصاره وأتباع الحركة الاسلامية عموماً فيما يخص مشاركتهم في وضع خارطة طريق 3 يوليو وعزل مرسي، بقوله إن لجان المتابعة الخاصة بالدعوة في المحافظات قالت لهم إن أعدادا مهولة من أبناء الشعب خرجوا ضد الرئيس مرسي ولذا لم يجدوا ما يجعله يحارب الشعب. وروي برهامي أن الشيخ عبدالمنعم الشحات في حواره مع أحد قيادات الإخوان في رابعة قال له: هل من الإنصاف أن ترسلوا رسائل إلي شبابكم قبل فض الاعتصام، بينما هناك الكثير من الملتحين البسطاء لا يستطيعون الجري فقال له: سيموتون شهداء في سبيل الله. وتحدث برهامي عن أن تنظيم الإخوان وحلفاءه، يسعون لتكرار التجربة السورية والليبية في مصر، وتقسيم الجيش المصري، مضيفاً أنه قال لهم: الناس غاضبون لأنهم اتعضوا في لقمة عيشهم»، وحذرهم من تحويل المعركة ضد الإسلام. وأضاف خلال أحد دروسه أنه سمع أحد المشايخ التابعين لحازم صلاح أبوإسماعيل يقول: "وإيه يعني أن يُقتل 10 ملايين في سبيل إقامة الدولة الإسلامية"، متابعاً: "هو عارف بيقول إيه؟ هو هيبقي فيه دولة أصلاً بعد مقتل هؤلاء عشان نقول إسلامية". وشن برهامي هجوما ضارياً ضد قيادات التيار الإسلامي، لدعواتهم لتفكيك الجيش، كما اتهم الشيخ الإخوان بحمل السلاح، وشن حرب ضد الجيش في سيناء، مؤكداً أنهم لن ينتصروا بكل ذلك، ونصح برهامي تنظيم الإخوان بأن يتخذوا القرار الصائب في الوقت المناسب، وأن يبقوا علي أنفسهم ولو مرة واحدةبعيدا عن سفك الدم بهذه الطريقة. "أبناء حسن البنا" مارسوا الاستعلاء.. وأثبتوا أنهم لا يستطيعون إدارة دولة يونس مخيون: للدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي، شهادات كثيرة علي فضائح الإخوان المسلمين طيلة الفترة الماضية، وحاول الرجل كثيراً -بحسب أحاديثه- إقناع الجماعة بالعودة لصفوف الوطن إلا أن أحداً لم يجبه وأصرت قيادات الجماعة علي عنادهم وتحديهم للشارع. "مخيون" الذي تحاول الجماعة الآن النيل منه ومن حزبه والذي تصفه بحزب الانقلاب السلفي كل ذنبه أنه رفض سياسات الجماعة الاقصائية لجميع طوائف المجتمع وصمم علي ضرورة احترام نظام محمد مرسي لمطالب المعارضة الليبرالية، وبعد فشل رئيس حزب النور في إقناع الجماعة وقيادتها بالرضوخ لمطالب الشارع، قام بالموافقة علي عزل "مرسي" وشارك حزبه في إعداد خارطة الطريق التي أعدت في يونية الماضي من قبل القوات المسلحة، لينال كما هائلا من التشوية والسباب. من جانبه قال مخيون: إن سياسات "مرسي" وجماعته كانت تدفع المواطنين للنزول ل"30 يونية" لأن ممارسات الجماعة طيلة فترة حكمها كانت تؤكد أنها لا تستطيع إدارة الدولة، ففي عهد مرسي زادت حالة الاحتقان، وأصبح الاستقطاب سمة مجتمعاتنا وتحول الصراع السياسي إلي صراع ديني. كشف مخيون عن ان حزبه قام بالاتصال بمكتب الإرشاد، وتحديدا مع الدكتور محمود غزلان والدكتور محمود حسين والدكتور محمود عزت، قبل 30 يونية بحوالي عشرة أيام، وقال تحدثنا معهم عن خطورة الموقف وطالبناهم بإقالة الحكومة، والنائب العام، وتأجيل حركة المحافظين، ولكنهم كانوا في منتهي الاستعلاء، والاستهانة بالأمر، وان المشكلة الأساسية في حكم الإخوان المسلمين، أنهم يواجهون الاعتصام باعتصام مضاد، والحشود بحشود أخري، ولا يهتمون بمعالجة جذور الأزمة التي تواجههم. "مخيون" أكد أن ما وجده حزبه من تعال من قيادات الجماعة وجده أيضا من قبل مؤسسة الرئاسة حيث كشف عن اتصالات مكثفة بمؤسسة الرئاسة في يوم 30 يونية قائلا: "اتصلنا بالدكتورة باكينام الشرقاوي نسألها عن كيفية التعامل مع تلك المظاهرات التي فوجئنا بكثافة أعدادها، لكنها قالت لنا: "اطمئنوا كله تحت السيطرة، وهنعمل مؤتمر رئاسي والموضوع خلص"، فاتصلنا بالمهندس خيرت الشاطر أكثر من مرة لكنه لم يرد. وشدد مخيون علي أن حزبه ظل يساند الإخوان ولم يتركهم حتي آخر لحظة وعندما وافق الحزب علي الجلوس مع جبهة الإنقاذ بشأن مبادرة لحل الأزمة السياسية اشترط علي أعضاء الجبهة عدم المساس بفترة حكم الرئيس، موضحا أن كل مواقف حزبه كانت لمصلحة الإخوان قائلا: "لو كانت الأحزاب الإسلامية فعلت مثلنا لاختلف الوضع لكن الجماعة الإسلامية شجعت الإخوان علي أخطائهم مما أدي بنا إلي ما نحن فيه الآن. وأشار مخيون إلي أن السقوط السياسي أو الاجتماعي مشكلة كبيرة ولكن يمكن تداركها، وأن الأمر المفزع الذي لا يمكن تداركه أن تسقط جماعة أخلاقيا، مثلما سقطت جماعة الإخوان المسلمين، وأن سقوط الجماعة الحقيقي هو الفخ غير الأخلاقي الذي وقعت فيه، وأن جماعة الإخوان امتازت الفترة الأخيرة بنشر الشائعات والسب والقذف والتخوين والخوض في الأعراض. وقال مخيون إن جماعة الإخوان تناست قول الرسول صلي الله عليه وسلم أنه "ليس المسلم باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء"، وأن المرأة التي كانت كثيرة الصيام والقيام، قال عنها النبي صل الله عليه وسلم إنها في النار لأنها كانت تؤذي جيرانها. وتابع: "سلوكيات جماعة الإخوان المسلمين أساءت إلي التيار الاسلامي كله، وحزب النور اختار هذا الطريق تحقيقا للصالح العام"، مشيرًا إلي أن الحزب رفض كل ما عرض عليه من وزارات ومصالح. وأكد مخيون أن جماعة الإخوان إن لم يكن لهم صله بأحداث العنف التي تحدث في الشارع فهم من هيأوا لها الأجواء، وساعدوا علي الوضع الراهن، ودعا مخيون جماعة الإخوان المسلمين أن تتوب إلي الله، وأن يراجعوا أنفسهم. موضحاً أنه رغم وقوفهم مع مرسي والإخوان وفوزه في الانتخابات الرئاسية، وجلوسهم مع قيادات الجماعة في مكتب الإرشاد، فإن الإخوان للأسف لم تف بأي اتفاق جري معها. وأشار مخيون إلي أنه جلس مع الدكتور محمد مرسي قبل 30 يونية بشهرين ووجده أنه يدافع بقوة عن الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة آنذاك ويرفض تغييره كما تحدث معه في أزمة النائب العام والأزمة القضائية المثارة في ذلك الوقت ولكنه وجد تصميما علي المستشار طلعت عبدالله ورفض تغييره أيضا. وانتقد "مخيون" بيانات جماعة الإخوان المسلمين التي دعت إلي محاصرة السفارات والمنشآت العامة وأماكن المؤسسة العسكرية، وقطع الطرق والكباري، مشيرا إلي أن قطع الطرق جريمة يعاقب عليها القانون وحرام شرعا، وقد نهي عنها رسول الله ، وأنصح الإخوان المسلمين بالسلمية. ونقل مخيون عن سعد الكتاتني دعوته في ذلك الاجتماع إلي عدم الالتفات إلي تلك المبادرة، حيث اعتبر رئيس حزب الحرية والعدالة أن خطاب مرسي الأخير قد جعل الشعب يقف لصفه 100%، وإن 30 يونية سيكون يوما عاديا. سعيد رسلان: "المحظورة" تحالفت مع الشيطان الأكبر لمحاربة الشعب يعتبر الشيخ محمد سعيد رسلان -وهو من كبار شيوخ السلفية- من المهتمين بكشف فضائح التنظيم الإخواني المحظور، وغالباً ما يشن "رسلان" هجوماً علي تنظيم الإخوان وحلفائه من التيار الإسلامي، متهماً إياهم بمحاربة الإسلام والسعي للتحالف مع اليهود والشياطين، كما وصف الإخوان بأنهم "جهلة ومرضي نفسيون". وفي خضم محاولات "رسلان" لإزاحة الستار عن المؤمرات الإخوانية، نجده يهتم بنصح المصريين بالابتعاد عن الفتنة وعدم المشاركة فيها مع أولئك المضلين -ويقصد "الإخوان" بحسب وصفه- فهم في نظره خونة للدين والرسول، ويبتدعون بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان. ويقول رسلان إن إشارة "رابعة" تعبر عن العيوب التي ذكرها الرسول عن الأضحية، ففي أكثر من حديث، ومنها حديث مالك، وأحمد، وأصحاب السنن الأربع أن الرسول صلي الله عليه وسلم سُئل: متي تكون الأضحية مبرّأة من العيوب، والتي إن وجدت منعت الإجازة بالذبح؟ فرفع النبي أصابعه الأربع، مؤكداً أن هناك أربعة عيوب تُعيب الأضحية، وهي العوراء البين عورها، والعرجاء البين عرجها، والمريضة البين مرضها، وكذلك التي أصابها الهزال. واستطرد "رسلان" بقوله إن "الإخوان" اتخذوا إشارة للماسونية، وهو ليس بجديد عليهم، فجماعتهم من الأساس ماسونية، وسيد قطب قال إنها دخلت الجماعة، كما أن حسن البنا ذكر أن الماسونيين غزوا الجماعة وكانوا بين أفرادها، بل إن الإمام محمد الغزالي قال إن حسن الهضيبي المرشد الثاني للجماعة كان ماسونياً صرفاً. وقال الداعية السلفي إن الغرب يمزق وحدة الوطن لصالح جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلي أن "المسلمين هم من يعتمدون علي الله ولا يعتمدون علي الولاياتالمتحدة أو تركيا أو العصابة المجرمة حماس -بحسب وصفه- ولا يتحالفون مع الشيطان الأكبر في الأرض، معتبرًا أن معركتهم موجهة للانتقام من الشعب، وليس الدولة أو المؤسسات الرسمية كالجيش والشرطة. ويري رسلان أن "الإخوان" يريدون الانتقام من المسلمين ومن الشعب، لا من الدولة ولا الجيش أو الشرطة المدنية، ولكن المعركة الآن للانتقام من الشعب، مشددًا علي أنه جري اجتماع بين رؤوس الاستخبارات في العالم، أكدوا فيه علي ضرورة تركيع الشعب المصري، لأن المعركة مع الشعب لإعادة النظام السابق، فالإخوان المسلمون يريدون مصلحتهم فقط وأتوا لتقسيم البلاد كما صنعوا في السودان التي انقسمت لشمال وجنوب. وأضاف رسلان ان "الإخوان" يريدون أن يصنعوا هذا الانقسام في الصعيد، مشيراً إلي أن التنظيم العالمي للجماعة، اجتمع في تركيا وكان مما قرروا وخططوا له تقسيم المنطقة العربية وهو حلم اليهود، وأرادوا أن ينفذوه بأيدٍ إسلامية، ولكن الله هدم المعبد علي رؤوس القوم وأفشل مخططهم وبأيادٍ إسلامية. واستشهد "رسلان" بقول المرشد العام محمد بديع،عندما وقع الاعتداء علي بعض مقرات «الحرية والعدالة» قال «وما ذنب النباتات»، قائلاً له وما ذنب المصريين الذين تراق دماؤهم ويفزعون كل يوم علي تفجير وتخريب وتدمير؟ ولم تحملوا المصريين قيمة فشلكم وقد خرجوا لإسقاطكم بالديمقراطية كما تدعون؟ مضيفًا، الديمقراطية هي التي جاءت بمرسي رئيسهم، وقد أخذوا فرصتهم لمدة عام كامل وفشلوا، ليقوموا الآن بترويع الشعب الذي أعطاهم صوته يومًا. ويستمر الداعية المعروف بالهجوم علي الجماعة المحظورة بقوله إن "الإخوان" لم ينتجوا عالمًا واحدًا في علوم الشريعة الإسلامية، وهم من ينشرون الفكر التكفيري ويعلمونه للأمة الإسلامية وعلينا ألا نكون من المغفلين. وقال في رسالة وجهها إلي جموع الشعب، إن الإخوان مستعدون لأن يفتحوا الباب للأمريكان في لحظة الصراع الدائر الآن، حتي يكرروا ما فعلوه في العراق ليضمنوا عودتهم للسلطة مرة أخري. وتساءل رسلان: لماذا يستميت الأوروبيون والأمريكيون والصهاينة في الدفاع عن الإخوان من أجل وجودهم في السلطة ويمارسون ضغوطا "سخيفة" ضد الدولة لصالحهم والتي تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية، فهل يمارس هؤلاء الغربيون ضغوطهم لاقتناعهم بالمشروع الإسلامي؟ وأضاف: الأسرار التي تكشفت عن علاقة الإخوان بالأمريكان أقل ما توصف به أنه خيانة، متسائلا: أليس من الخيانة أن يفرط في سيناء بعد أن أريقت دماء عشرات الآلاف من المصريين لتحريرها؟! وأليس من الخيانة التخابر مع أجهزة المخابرات الأجنبية لفتح السجون المصرية لإخراج المسجونين من الجماعة وغيرهم، وإشاعة الفوضي في البلاد، وتسريب معلومات عن العالم المصري فيما عرف بعملية الكربون الأسود والتهديد بنسف الجسور والكباري إذا لم يعد رئيسهم؟!. واتهم "رسلان" حسن البنا مؤسس الإخوان بقلب جماعته وتحويل دعوته إلي دعوة إجرامية هدامة ينفق عليها الشيوعيون واليهود، مشيراً إلي أن بعض قادة التنظيم ذكروا في مذكراتهم أن الدكتور محمد خميس حميدة والمستشار الهضيبي كانا ماسونيين بدرجة عالية، وأن الحاج حلمي المنياوي أحد قياداتهم كان عميلا للمخابرات البريطانية. محمد الأباصيري: محمود حجازي: "الجماعة" جزء من مشروع الفوضي الخلاقة.. والجماعة تري مصر مجتمعاً كافراً "الإخوان" يحتضنون جميع التيارات التكفيرية التي تتبني العنف "الإخوان تستوعب الجماعات التكفيرية المسئولة عن مقتل الجنود، وتعطيها شرعية ومظلة سياسية"، هكذا يؤكد الشيخ محمود حجازي القيادي السلفي بحزب النور، الذي قال إن "الإرهاب" يسير في ركاب الجماعة المحظورة، وإنهم يحاولون الاعتداء علي الشيخ ياسر برهامي وغيره من قيادات الدعوة السلفية، والحقيقة المرة أن القيادة المسيطرة علي الإخوان الآن، تنتمي إلي الفكر القطبي، بمن فيهم محمد مرسي، الرئيس المعزول، وفكرهم يُكفّر المخالف حتي لو اختلف معه سياسياً ويصل الأمر إلي حد تصفيته، وبالمناسبة ليس الدكتور «برهامي» فقط، هو الموجود علي قائمة الاغتيالات، وإنما هناك قائمة كبيرة تضم عدداً كبيراً من المخالفين لهم من التيار الإسلامي، فهم يكفرونهم وينعتونهم بالردة والخيانة ومن ثم تجب تصفيتهم. أشار حجازي إلي أنه عندما تأكدنا أن هناك مساعٍ لتصفيات قيادات الدعوة السلفية كما فعلوا مع "النقراشي باشا" وغيره، فهذا الأمر ليس جديداً عليهم، ومواجهة ذلك تكون بتكثيف وجود شباب الدعوة السلفية مع "برهامي" وغيره من القيادات، ولا نسعي ليكون هناك حراسة عليها، لكننا نريد محاربة فكرهم بالفكر وليس بالعراك. ويقول حجازي، إن القيادات المسيطرة علي مفاصل التنظيم بالكامل تري بحكم البيعة للمرشد أن التنظيم هو "جماعة المسلمين"، وعليه فسائر المسلمين أو الجماعات الدعوية الأخري يرونهم خارجين عليهم، بل يصل الأمر إلي حد تكفيرهم وتخوينهم، كما أنهم يكفرون الجيش والشرطة ويصفون القوات المسلحة ب"الطاغوت"، ويكفرون قطاعاً كبيراً من الشعب، ويحتضنون جميع التيارات التكفيرية التي تتبني العنف سبيلاً وتعطيها الشرعية، فلا معني للوطن في أيديولوجياتهم وأدبياتهم، بل العبرة الأساسية هي للتنظيم وللجماعة وان انهار الوطن فلا بأس، طالما ظل تنظيم الجماعة متماسكاً كما كان الحال في العراق والسودان، ولا تري هذه المدرسة غضاضة في التعامل مع جهات معادية لبلادها. كما كشف حجازي عن قيام جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 28 علي أمور كثيرة بها من الغلو الشطط عن صحيح الدين الذي جاء به النبي صلي الله عليه وسلم ومن هذه الأمور المبالغة في السمع والطاعة عند الأخ الإخواني لجماعته ولمسئوله في الجماعة والتي أعدولها أصلاً من أصول البيعة وهو ركن الثقة وهو أن يثق الأخ الإخواني ثقة عمياء في الجماعة وفي قياداتها وقراراتها وأن قيادة الجماعة لاتخطئ. ويضيف حجازي أن مما زاد الأمر سوءاً أن المهيمنين علي مقاليد الجماعة منذ الأستاذ حسن الهضيبي إلي الآن هم القطبيين «نسبة إلي فكر الأستاذ سيد قطب» والذي يري أن الإخوان هم جماعة المسلمين وأن معارضيهم هم خونة وعملاء وضد الإسلام حتي أنه يتم إطلاق كلمة أخ علي من كان من جماعتهم وغيره قسموه حسب إرتباطه وتأييده للجماعة فالذي يبدي تعاطفاً مع الجماعة. لدي الشيخ محمد الأباصيري الداعية السلفي المعروف، رأي خاص في جماعة الإخوان المحظورة، ينتهي به إلي أن اتخاذ أي إجراءات مصالحة معها لن تجدي نفعاً، وأن كل المبادرات التي يقوم بها بعض الأفراد من القادة الحاليين تدخل من باب المناورة، ثم تصدر الجماعة بعد ذلك بيانًا تعلن فيه أن هذه المبادرات شخصية ولا تمثل إلا أصحابها، لأن الجماعة نفسها لا تؤمن بالمصالحة ولا تسعي إليها. كما حذر "الأباصيري" كثيرا من "خرافة" كان يرددها قادة الإخوان مفادها أن جماعة الإخوان تمثل وسطية الإسلام وأنها بعيدة عن الفكر التكفيري وأنها تحارب التكفير والتطرف، في حين أنها كانت بالفعل تستخدم "التقية" الشيعية، وقد أسس البنا جماعة الإخوان علي الفكر التكفيري، فكان يري مصر مجتمعًا كافرًا جاهليًا، ولهذا أسس جماعته لتكون هي "المجتمع المسلم" في ظل إحاطة "الجاهلية الشاملة" بالعالم أجمع، وهذا ثابت من خلال مقالات البنا وكتابات الإخوان أنفسهم ممن عاصروا البنا أو كتبوا عنه. ويري "الأباصيري" أن "30 يونية" أنقذت مصر من خراب وهلاك، وكانت علي أعتاب التقسيم الفعلي لها إلي أربع دويلات، وإعطاء سيناء لإسرائيل ضمن مخططها التوسعي المعروف ب "إسرائيل الكبري: من النيل إلي الفرات"، فلو أكمل مرسي مدته الرئاسية لتركنا حدودنا وقناة السويس، بعد أن قسمنا نظريًا أو فكريًا. وفي أغلب المقابلات التي أجراها "الأباصيري"، كشف عن أن التفجيرات الإرهابية ستعاني منها مصر لمدة، ضمن إستراتيجية تسمي "الذئب الوحيد" أو "الإرهاب الفردي"، وأنصح الجهات الأمنية باتخاذ أقصي درجات الاحتياطات الأمنية، والضرب بيد من حديد علي يد كل من يحاول المساس بأمن مصر القومي. ويؤكد الداعية السلفي، أن "الإخوان" لا يقيمون وزنًا لكلمة الوطن، فالوطن بالنسبة لهم هو التنظيم ومصالحه، وما دون ذلك فلا قيمة له، وخيانته ليست خيانة، وإنما الخيانة هي خيانة التنظيم، لذا تجدهم يساعدون الأمريكان مثلًا في تدمير الجيش العراقي في عام 2003، ودخل الإخوان بغداد علي ظهور الدبابات الأمريكية، وشاركوا في الحكم تحت مظلة الأمريكان بعد احتلال العراق، كما فعلوا في ليبيا مع حلف الناتو، وذات الحال في سوريا الآن، كما كانوا يخططون لمصر، لولا أن أخزاهم الله. ووصف الأباصيري دعوات المصالحة مع الإخوان بأنها جزء من مشروع الفوضي الخلاقة، والداعون إليها جزءٌ من المؤامرة علي مصر، مشيرا إلي أن المصالحة مع جماعة الإخوان تقضي بعودتهم إلي العمل السياسي مرة أخري، وبالتالي يحدث المزيد من الصراعات والخلافات السياسية والاستقطاب الديني والسياسي. مضيفا أن هذا هو عين المراد وهو المقصود بمصطلح "الفوضي الخلاقة" ولذلك نجد الغرب وعلي رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي يصر علي الدعوة إلي الحوار مع الجماعة، بل ويسعي بنفسه بطريق مباشر أو غير مباشر للوساطة مع الجماعة من أجل عودتها إلي الساحة السياسية مرة أخري