قال الدكتور شريف الطوبجي رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب أن أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، موضحا أن أمراض الشريان التاجي من أكثر أمراض القلب انتشارا، كما يُعد المواطن المصري من أكثر المواطنين في العالم تعرضاً للإصابة بأمراض الشريان التاجي، وهي عبارة عن انسداد في واحد أو اكثر من الشرايين التي تغذي القلب بالدم، ويعود السبب في ذلك لتعرض المريض للعديد من المخاطر المؤدية للإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون الضارة والكولسترول في الدم، والسكر والسمنة. وطبقاً لأحدث الدراسات الطبية فإن 27% من المصريين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ، كما تبلغ الوفيات السنوية الناتجة عن أمراض القلب في مصر حوالي 80,000 حالة أو 22% من إجمالي الوفيات في البلاد. وتتطلب أمراض شرايين القلب في معظمها تدخلاً طبياً عن طريق القسطرة، ومن بين هذه البدائل دعامات القلب الدوائية العلاجية القابلة للامتصاص (BVS) وهي أحدث أنواع الدعاات المستخدمة حاليا بأوربا وتعمل تلك الدعامات الجديدة على ادخال دعامة حيوية علاجية للشريان التاجي المصاب بالانسداد، للمحافظة عليه مفتوحاً، وبالتالي زيادة تدفق الدم والأوكسجين للقلب، ثم يمتص الجسم تلك الدعامة التي تذوب خلال عامين من تركيبها، تاركة الشريان مفتوحاً دون أي أثر لها، وتعد تلك الدعامة خطوة ايجابية في مستقبل علاجات القلب". وقال الدكتور محمد صبحي أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة الاسكندرية ونائب رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب خلال المؤتمر الصحفي المنعقد علي هامش فعاليات ورشة العمل الموسعة حول علاج أمراض الشريان التاجي، أن الجمعية عقدت ورشة العمل تحت عنوان "أفضل طرق إدارة حالات مريض الشرايين التاجية المتفرعة "، وقد حضر ورشة العمل أكثر من 150 طبيب متخصص في قسطرة القلب من جميع محافظات مصر، بغرض التعرف على أحدث المعلومات المتاحة لعلاج امراض الشرايين التاجية المتفرعة وتبادل الخبرات في هذا المجال ورشة العمل، كما ناقش الحاضرون أحدث الدراسات المتعلقة بدعامات القلب الدوائية الحيوية القابلة للامتصاص (BVS)، حيث أشارت الدراسات أن استخدامها يصاحبه تراجع ملحوظ في حدوث الذبحة الصدرية التي يمكن ظهورها بعد إجراء قسطرة الشريان التاجي تحت الجلدية. نوّهت الدراسات أيضاً أنّ هناك زيادة مطّردة في الاعتماد على تلك الدعامات بين الأطباء العاملين في هذا المجال على مستوى العالم، كما يتم استخدام دعامات BVS في العديد من العمليات الجراحية المُعقدة والمتعددة مثل تشعيب شرايين القلب، وامراض الرئة وعلاج احتشاء القلب. تتمتع دعامات BVS بمعدلات أمان مماثلة ل DES الذهبية التقليدية، وتم اجراء العديد من التجارب والدراسات الإكلينيكية على دعامة BVS، وضمت تلك التجارب أكثر من 7500 مريض في 38 دولة حول العالم، من خلال 10 تجارب إكلينيكية عشوائية وعمليات تسجيل. وقال الدكتور جان فجاديه رئيس الجمعية الأوروبية للقسطرة العلاجية لشرايين القلب أن الهدف الرئيسي لتلك الورشة في مناقشة الاحتياجات الملحّة لتعليم وتدريب الأطباء على القساطر العلاجية لشرايين القلب. كما تهدف الورشة ايضاً لتدريب الأطباء على قساطر القلب تحت الجلدية، خاصة في الحالات المتقدمة من المرض، ومساعدتهم على تحديد أنسب البدائل العلاجية المتاحة من أجل تحقيق أفضل نتائج علاجية على المدى الطويل. وعن طريق مشاركتهم في ورشة العمل، يتمكن الأطباء من تحقيق تقدم ملحوظ لمجتمع قساطر القلب العلاجية في مصر، من خلال المناقشات التفاعلية، ودراسات الحالة الواقعية، والوصول للاستنتاجات الطبية بسلاسة وخطوة بخطوة" لافتا إلي أن الفئات الأكثر احتياجا لتركيب الدعامة الدوائية العلاجية القابلة للامتصاص هم الشباب والمرضي الأكثر تعرضا للإصابة بأمراض الشرايين التاجية أو مريض السكر أو مريض الضغط أو مريض متعرض لأزمات قلب متكررة فيحتاج لتركيبها لأنها تذوب في الجسم خلال عامين وتترك مفعولها الذى يتماشي مع وظائف الشريان الطبيعية حيث يعود الشريان للإنقباض والانبساط بشكل طبيعي، في حين ينصح لمرض ترسيب الدهون بالشرايين أو تكلس الشرايين باستخدام الدعامات المصنوعة من مادة صلبة لأن الشريان يكون ملئ بالدهون المترسبة التي لا يصلح معها النوع الجديد. ولأن أمراض شرايين القلب من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، لذا يجب التعامل معها بالشكل الصحيح،عن طريق زيادة فهم المجتمع الطبي لأفضل طرق إدارة الحالات وتوفير بدائل علاجية مبتكرة وحديثة. تضمنت ورشة العمل الدولية المعتمدة من البورد الأوروبي لمؤتمرات أمراض القلب (EBAC)، مقاطع فيديو ودراسات حالة تفاعلية معتمدة من مراكز عالمية، بالإضافة لمناقشات متنوعة حول التحديات التي تواجه الأطباء، والقساطر العلاجية المتاحة لعلاج الحالات المختلفة، وهو ما منح الاطباء الحاضرين فرصة ثمينة للتعلم التفاعلي والتعرف على أحدث طرق التشخيص والعلاج.. قام بتدريب الأطباء كل من الأستاذ الدكتور/ شريف الطوبجي- رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، الأستاذ الدكتور/ جان فجاديه- رئيس الجمعية الأوروبية للقسطرة العلاجية لشرايين القلب، الأستاذ الدكتور/ أحمد نصّار- نائب رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، والأستاذ الدكتور/ محمد صبحي- رئيس مجموعة عمل العلاج الدوائي لشرايين القلب والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب.