السورة تتحدث بشكل أساسي عن الرد على مطاعن الكفار على كل من : 1-الله تعالى (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا) الفرقان 3 (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا) الفرقان 60 2-القرآن الكريم (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) الفرقان 4-5 3-النبي صلى الله عليه و سلم (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ) الفرقان 7-8 ذكر الله المطاعن متتالية .. ثم فصل الرد عليها من خلال السورة .. على ثلاثة مقاطع متوالية و ابتدأ كل مقطع بكلمة (تبارك) فبدأ في المقطع الأول في معرض الرد على طعنهم في القرآن (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) الفرقان 1 و بدأ المقطع الثاني ( الرد على طعنهم في رسالة النبي صلى الله عليه و سلم) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا) الفرقان 10 ثم بدأ المقطع الثالث (الرد على طعنهم في ألوهية الله عز و جل) بقوله تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ) الفرقان 61 ثم كان ختام السورة بذكر مثال مشرق للمؤمنين .. لتتم المقارنة بين هؤلاء المؤمنين .. و بين الكفار الذين طعنوا في الإسلام و رد اللهم عليهم في السورة و هذا المثال هو عباد الرحمن (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) الفرقان 63 إلى آخر السورة افتتاح السورة عند أهل اللغة .. كلما كان افتتاح الكلام مختصرا و يلخص مضمون الكلام و يفهم منه القارئ الموضوع الذي سيكون الكلام عنه كلما كان هذا الافتتاح جيدا .. و يسميه أهل الفن (براعة الاستهلال) و افتتاح السورة هنا فيه براعة استهلال( إن جاز التعبير ) تدلك على أن هذا الكلام لا يمكن أن يقوله بشر فقد لخصت الآية الأولى مضمون السورة بالكامل في نصف سطر فقط !! فالسورة كما قلنا تتحدث عن طعن الكفار في الوهية الله و في القرآن و في رسالة النبي صلى الله عليه و سلم فجاءت الآية الأولى ترد عل كل المطاعن إجمالا تأمل .. تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا تَبَارَكَ الَّذِي: تنزيه لله تعالى و رد على المطعن الأول نَزَّلَ الْفُرْقَانَ: إثبات أن القرآن منزل من عند الله .. و رد على المطعن الثاني عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا: اثبات أن الرسالة منزلة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و رد على المطعن الثالث و تأمل إضافة كل منهم للآخر - فلم يقل (تبارك الله) .. و إنما قال (تَبَارَكَ الَّذِي) الذي فعل كذا و كذا .. من أدلة ألوهيته .. فكانت إضافته لتنزيل الفرقان دليلا على ألوهيته - و قوله (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ) بالإضافة لكونها دليلا على ألوهية الله عز و جل ، فيها ثناء على القرآن . فكونه منزل من الله سبحانه يدل على عظمته و علو قدره . - و إضافة (عبد) إليه سبحانه في قوله (عَبْدِهِ) ثناء على النبي صلى الله عليه و سلم و تكريم له لأن الله اختاره لتنزيل القرآن عليه كما أن فيه تعظيم للخالق العظيم سبحانه . فكانت هذه الإضافة مقوية للرد على كل مطعن كل هذا و نحن ما زالنا في بداية السورة ! فما بالك إذا تعمقنا في السورة و تأملنا ما بها من الإعجاز ؟ نسأل الله أن ينفعنا و إياكم بهذه الكلمات و أن يرزقنا فهم القرآن و تدبره و العمل به للاعلان عبر موقعنا برجاء مراسلتنا على الايميل التالي: [email protected] انتظروا قريبا على موقع الجمعة قسم الخدمات الالكترونية ( سوق السيارات – سوق العقارات – مطلوب عروسة- تفسير احلام – فتاوى دينية – العاب بنات – العاب طبخ – العاب فلاش – العاب سيارات – العاب باربي ) نقلا عن منتدى:كوني يكن