أكد الإمام الأكبر أن مبادئ الأخوة والمواطنة هي التي تحكم العلاقة بين أواصر النسيج الوطني للشعب المصري مسلميه ومسيحييه، وأن هذه المبادئ الأصيلة تقدم على أي اعتبارٍ آخر، وإننا نراهن دائما على أصالة وحضارة المواطن المصري وتاريخه العريق، فعلى مدار أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان قدم الشعب المصري أروع نماذج الأخوة والتسامح، إلا أننا لا ننكر وجود بعض المشاكل الاجتماعية التي يحدث مثلها في كل المجتمعات، والتي قد يستغلها البعض لإحداث توترات بين أبناء هذا الشعب الأصيل؛ مما يؤكد على تآمر المتربصين بالوحدة الوطنية من داخل مصر وخارجها. جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر لوزير خارجية أستراليا بوب كار والوفد المرافق لسيادته، حيث أشاد سيادته بالدور الريادي للأزهر الشريف على الساحة الوطنية والدولية، ورعايته لوسطية وسماحة الإسلام؛ مما جعل الأزهر قبلة للعلماء والمفكرين والباحثين سواء من المسلمين أو غيرهم. وحول استفسار سيادته عن قلق البعض من سيطرة بعض القوى على مجريات الأمور في مصر، أجاب فضيلة الإمام الأكبر أنه لا داعي للقلق على الإطلاق؛ لأن كل الفرقاء السياسيين على وعيٍ تامٍ بأهمية المرحلة التي يمر بها الوطن، وأيضا فإن الشعب المصري على وعي تام وتقدير كامل لمن يقدم للوطن الخير والنفع. وأضاف فضيلته أنه قد مضى زمن الحزب الواحد في مصر وولى بغير رجعة، وحلَّ محلَّه هذا النموذج الرائع في تكاتف القوى والتيارات الوطنية للعبور بمصر إلى بر الأمان في هذه المرحلة الهامة من تاريخها الحديث.