توقعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على لسان محررها دافيد كيركباتريك أن يضطر أي رئيس أمريكي منتخب في نوفمبر القادم لاختيار صعب بين مبادئ الديمقراطية والمصالح الأمريكية. وأشارت إلى أن باراك أوباما عندما أعلن خلال زيارته للقاهرة في 2009 عن بداية جديدة في العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، قائمة على دعم حلم الشعوب العربية بالديمقراطية وحكومات تعبر عن إرادة الشعب، لم يدرك وقتها أن دعوته للديمقراطية في العالم العربي ستصبح أحد أهم وأكبر تحديات السياسة الخارجية الأمريكية. وتابع الكاتب أن الولاياتالمتحدة أخطأت خطأ قاتلا بدعمهما لأنظمة استبدادية مثل انظمة مبارك والقذافي وبن علي التي قمعت شعوبها، ما أدى إلى تكوين جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة.. لكن الربيع العربي تسبب في عدة معضلات للإدارة الأمريكية، فبعد أن فاز الإسلاميون في الانتخابات الديمقراطية في مصر وتونس تزايد نفوذهم، وهؤلاء الإسلاميين هم من عارضوا سياسات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ومنها دعم واشنطن لإسرائيل والغزو الأمريكي للعراق. كما فتح سقوط حلفاء أمريكا الأقوياء باب الجدل بين الإسلاميين حول معنى الحكم الإسلامي الذي ينبغي تطبيقه حاليا بما في ذلك تحقيق التوازن بين احترام حرية الفرد والحفاظ على القيم الدينية التقليدية. بينما يتعين على صانعي السياسة الأمريكية مواجهة تحديات مهمة:"كيف يمكنهم تقييم نوايا الإسلاميين الجدد وأجنداتهم؟ وهل يمكن للولايات المتحدة التحالف مع أعدائها السابقين؟ وهل تدعم الولاياتالمتحدة الإخوان المسلمين في مصر ضد العسكر الذين كانوا أفضل أصدقاء واشنطن في مصر، وما زالوا يهددون عملية التحول الديمقراطي؟".