قام الرسول صلى الله عليه وسلم بقتح مكة فى السنة الثامنة من الهجرة وكان هذا أكبر فتح للمسلمين حيث كانت مكة المعقل الأكبر للشرك و قد الرسول صلى الله عليه وسلم عزم على فتح مكة وذلك في اليوم العاشر[3] من شهر رمضان في السنة الثامنة من الهجرة حيث تحرّك عشرة آلاف صحابي تحت قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح مكةوخرجوا من المدينة وهم صائمون وفى الطريق إلى مكة، قابل رسول الله -صلى الله عليه وسلم عمه العباس مهاجرًا مع أهله إلى المدينة، فانضم العباس الى جيش رسول الله لفتح مكة. حيث نقضت قريش الصلح الذي عقدته مع المسلمين في وقدأرسلت أبا سفيان إلى المدينة ليقوم بتجديد الصلح مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويزيد في مدّته ولكن محاولته بائت بالفشل وعاد إلى مكة خائبًا. ثم خرج ثانية عندما اقترب الجيش من مكة فأسلم وعاد إلى مكة ليحذر قريشاً من مقاومة المسلمين. وتحرّك الجيش ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكةواتجه إلى ذي طوى وخرّ ساجدًا شكرًا لله سبحانه وتعالى على ما أكرمه به من العزة وذلّ الكافرين وبعد ذلك قسم رسول الله الجند فسار الزبير بن العوام بجزء من الجيش كما انطلق سعد بن عبادة بقسم آخر، ثم أخذ علي بن أبي طالب الرايةبينمادخل خالد بن الوليد مكة من جانب آخر وسار أبو عبيدة بن الجراح بين يدي رسول الله حتى نزل أعلى مكة حيثلم يلق المسلمون أية مقاومة أثناء دخولهم مكة سوى بعض المناوشات بين خالد بن الوليد وبعض رجال قريش وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه بألا يقاتلوا إلا من قاتلهم. ثم دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام وحوله الأنصار والمهاجرون ثم طاف بالبيت وفي يده قوس وعندما وجد حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، حطمها بالقوس وهويقول(وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا). وأخذالرسول -صلى الله عليه وسلم- مِفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة، وفتحها ثم دخلهاوحطّم الأصنام التى بداخلهاثم اقام الصلاة وخرج فوجد المسجد قد امتلأ بأهل مكة فخطب فيهم قائلا "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم"؟ قالوا: خيرًاأخ كريم وابن أخ كريم فقال:"فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته:لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء"ثم أعطى رسول الله مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحةوتمّ فتح مكةوكان لهذا الفتح أثر كبير في تاريخ البشريةحيث تم القضاء على الأوثان والشرك في مكة تمامًا، وتسابقت الشعوب والقبائل إلى الدخول في الإسلام. حيث قال تعالى عن نتيجة الفتح "اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا * )) ومن الجدير بالذكر ان الجزيرة العربية بأكمهادخلت في الاسلام وبدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بعث الرسل إلى البلاد المجاورة فقد وضع الأسس الخالدة التي قامت عليها الفتوحات الإسلاميةكعدم الاعتداء على المدنيين وعدم قطع شيء من النبات بلا فائدةوالعفو والصفح عند المقدرة.