قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيةإن منطقة سيناء أصبحت خارج سيطرة الحكومة المصرية منذ شهور، وأشارت إلى أن غياب السلطات عنها أعطى فرصة لخلايا صغيرة من الإسلاميين المتطرفين للخروج من جحورهم بعد الثورة، ورصدت الصحيفة في تقرير مطول لها عن الأوضاع الأمنية فى سيناء، بعد اختطاف سائحين أمريكيين أمس الأول، أن التطورات السياسية الدرامية فى القاهرة صرفت الأنظار عن خطر هذه الجماعات التي تستفيد من الفراغ الأمني في سيناء وتتغذى على سخط قبائل سيناء على الحكومة المصرية التي عاملتهم أجهزتها الأمنية بقسوة خلال سنوات طويلة. وتقدر المصادر التي استعانت بها الصحيفة الأمريكية، من عسكريين وضباط شرطة وزعماء قبائل وناشطين إسلاميين، عدد هؤلاء الجهاديين بنحو 150 تجمعوا في مراكز تدريب قرب الحدود الإسرائيلية، بعضهم شارك في عمليات قتالية في أفغانستان وباكستان في السنوات القليلة الماضية، والبعض الآخر ممن أفرج عنهم مؤخرا أو فروا من السجون نتيجة الفراغ الأمني في الأيام الأولى لثورة 25 يناير. وأضاف التقرير أن «فشل السلطات المصرية في استعادة الأمن في سيناء أغضب إسرائيل، خصوصا بعد أن هاجم بعض هؤلاء الجهاديين موقعا إسرائيليا على الحدود، مما قد يدفع إسرائيل لتتدخل بشكل مباشر لتأمين حدودها، كما يتوقع بعض أهالي سيناء». وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية قلقة أيضا من التدهور الأمني في سيناء ومن المؤكد أن القضية ستكون على جدول أعمال هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية، خلال زيارتها للقاهرة، خصوصا بعد اختطاف السائحين الأمريكيين في سيناء. وعددت "واشنطن بوست" مظاهر الانفلات داخل سيناء فقالت إن الإرهابيين هاجموا أكثر من مرة قوات الشرطة ذات التسليح الخفيف، وفجروا خطوط الغاز المصرية 14 مرة قبل وقف ضخ الغاز نهائيا، وتكررت حوادث اختطاف القبائل البدوية، التي تشعر بالمرارة تجاه سلطات الدولة ، لسائحين أجانب وأفراد من قوات حفظ السلام، واستغل تجار المخدرات و"مهربو البشر" الفرصة فضاعفوا من نشاطهم الإجرامى وأصبحوا أكثر عنفا، كما أن ضعف السلطة داخل سيناء شجع بعض الإسلاميين على إقامة محاكم "إسلامية" للفصل بين الناس بدلا من محاكم الدولة.