في تقرير بعنوان "المصريون يغيرون نظرتهم للولايات المتحدة"، رصد مات برادلي مراسل "وول ستريت جورنال" ما اعتبره تغيرا مفاجئا في مواقف القوى السياسية تجاه الولاياتالمتحدة، وقال إن "صعود محمد مرسي غير المتوقع لرأس السلطة في مصر قلب مفاهيم المصريين عن دور أمريكا في السياسة المحلية، في السابق كان نظام مبارك يتلقى على مدى عقود دعما قويا من الولاياتالمتحدة، ويحصل على مساعدات عسكرية سنوية تقدر ب 1.3 مليار دولار، بينما كانت جماعة الإخوان تنظر للولايات المتحدة بعين الريبة، والولاياتالمتحدة بالمثل كانت تتجنب التعامل مع الجماعة "المحظورة"، والآن يوجه كثير من السياسيين الليبراليين وأنصار ممثل النظام السابق أحمد شفيق، اتهاما للمسؤولين الأمريكيين بأنهم دعموا مرشح الاخوان، الأمر الذي تنفيه الولاياتالمتحدة، وتصر على أنها ساندت عملية انتخابية نزيهة فقط". وأضافت الصحيفة أن "جماعة الإخوان، في الوقت نفسه، عدلت من خطابها تجاه القوة العظمى، هذا التغير المفاجئ، (الواضح من خلال مغازلة الإسلاميين للولايات المتحدة بينما ينتقدها حلفاؤها السابقون من العسكر وأنصار النظام القديم)، يتيح فرصة نادرة للدبلوماسيين الأمريكيين كي يعيدوا تقييم علاقاتهم بمصر". ونقلت الصحيفة عن إيليا زروان، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بلندن قوله إن "الأمور مازالت في حالة سيولة، الجماعة والمؤسسة العسكرية بعد الأول من يوليو سيكونون شركاء في القصر الرئاسي، وعلى صناع السياسة الأمريكية أن يجدوا وسيلة لتقديم الدعم لهما معا". وأضاف برادلي أن "الليبراليون وأنصار الجيش والنظام السابق يشعرون بالتوتر، فقبل إعلان نتيجة الانتخابات عقد سياسيون من الأحزاب الليبرالية واليسارية مؤتمرا صحفيا للتنديد بالإخوان، وفي نفس الوقت اتهموا الولاياتالمتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وأشاروا لتصريحات مسئولين أمريكيين توحي بدعم الولاياتالمتحدة للإخوان، فوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على سبيل المثال، دعت المجلس العسكري، بعد إعلان غير رسمي للنتائج إلى "تسليم السلطة للفائز"، واعتبر معارضون ليبراليين ومسئولون في النظام السابق رسائل الولاياتالمتحدة تأييدا للاخوان، فيقول أسامة الغزالي حرب، مؤسس حزب الجبهة الديمقراطية "إننا نرفض أن تصل جماعة الإخوان إلى السلطة اعتمادا على الدعم الامريكي". وبينما ينفي مسؤولون في السفارة الأمريكيةبالقاهرة اتهامهم بالانحياز للإخوان، يبدو واضحا أن علاقة الولاياتالمتحدة مع الاخوان قد تحسنت كثيرا منذ انتفاضة 25 يناير، حيث أرسلت الجماعة عشرات الوفود للقاء المسؤولين في واشنطن لطمأنتهم بشأن التزامها بالحقوق المدنية وبالديمقراطية وسياسة السوق الحرة، وعقد مسؤولون بوزارة الخارجية وبعض النواب الأمريكيين البارزين لقاءات مع كبار قادة الإخوان في القاهرة، بينما كان الإخوان يثيرون وسائل الإعلام ضد سياسيين من توجهات ليبرالية لمجرد لقائهم بمسئولين أمريكيين سرا".