تقرير- وائل الليثي: بعد أن فجرت جماعة الإخوان المسلمين مفاجأتها بترشيح نائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر في انتخابات الرئاسة ومحاولتها الإيحاء بأن الغرب, وخاصة الولاياتالمتحدة لايعارض تولي أحد اعضائها منصب الرئاسة حرصت واشنطن علي توضيح موقفها من التطورات الأخيرة علي الساحة السياسية المصرية, حيث أكدت وقوفها علي الحياد بشأن انتخابات الرئاسة وعدم دعمها مرشحا علي حساب آخر وشددت علي أن الشعب المصري هو من سيختار رئيسه بنفسه, قائلة ان الولاياتالمتحدة لا تؤيد مرشحا علي آخر في أي مكان في العالم وأنها تريد ان يتخذ الشعب المصري قراره بنفسه فيما يتعلق بمرشحه للرئاسة. وحول موقفها بشأن النظر إلي جماعة الإخوان المسلمين علي انها أفضل من الجماعة السلفية التي ظهرت بقوة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة شددت واشنطن علي ان موقف بلادها لايتعلق بتفضيلها أيا من الطرفين, ولكن بمدي التزام كل منهما بمبادئ الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية. وردا علي سؤال بهذا الشأن في واشنطن أمس الأول, قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أوضحت المعايير والمباديء التي تتبناها الولاياتالمتحدة بالنسبة للانتخابات في مصر مشيرة الي انها نفس المبادئ التي توجه المصريون أنفسهم من أجلها إلي ميدان التحرير وكانت كلينتون قد أكدت في تصريحات علي هامش مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول أمس الأول, أن واشنطن ستتابع ماتقوم به الأطراف السياسية الفاعلة في مصر وترصد التزامهم بحقوق وكرامة كل مصري, مؤكدة ان بلادها تريد ان تري مصر تمضي قدما في مسار التحول الديمقراطي, وستتابع ماستقوم به كل الجهات السياسية الفاعلة وستحاسب معهم بناء علي أفعالهم. وأضافت ان ذلك يعني عدم التمييز ضد الأقليات الدينية والنساء والمعارضين السياسيين ويتعين ان تكون هناك عملية تبدأ بانتخابات تحدد المبادئ التي سيتم تطبيقها إيا كان الفائز في الانتخابات هناك, قائلة هذا مانأمل فيه للشعب المصري الذي ضحي بالكثير من أجل حريته وإقامة ديمقراطيته. ويأتي هذا الموقف الأمريكي في ظل متابعة عن كثب من الغرب وقلق لصعود الإسلاميين في مصر, أول دولة عربية تقيم سلاما مع إسرائيل وتحصل علي مساعدات عسكرية أمريكية بمبلغ1.3 مليار دولار سنويا, وحرص المسئولون الغربيون الذين يتوافدون علي مصر يوميا علي لقاء مسئولين بالإخوان منهم الشاطر ربما للحصول علي تطمينات بشأن نواياهم المستقبلية ومواقفهم بشأن إسرائيل والعلاقات الخارجية بالاضافة الي الالتزام بمعايير الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان في حال توليهم السلطة. ولم يقتصر الاهتمام بالأوضاع السياسية في مصر علي المسئولين الرسميين في الدول الغربية, ولكن وسائل الإعلام العالمية تقدم تغطية مستمرة للتطورات المتلاحقة داخل مصر, ونشرت وكالة رويترز تحليلا مطولا عن تحول الإخوان المسلمين من جماعة حذرة في خطواتها علي مدي تاريخها إلي متعجلة بل وطامحة من أجل تولي السلطة مما قد يهدد بانقسام الجماعة وفقدانها مصداقيتها خاصة انها تعهدت في أكثر من مناسبة بأنها لن ترشح احدا للرئاسة. وقالت الوكالة إن القرار المفاجيء لجماعة الإخوان يشير إلي إقدام غير معهود للجماعة ومقامرة من جانبها وينذر بانقسام أصوات الإسلاميين ويخدم منافسين من عهد حسني مبارك, وأضافت انه ينتاب الإخوان القلق من ضياع المكاسب التي حققوها اذا لم يحصلوا علي الرئاسة, حيث يعتقدونا ان الهيمنة علي البرلمان والجمعية التأسيسية لصياغة الدستور الجديد للبلاد لايوفران الحماية الكافية لمستقبلهم, وأشار التحليل إلي أنه بعد عقود من القمع باتت جماعة الإخوان مصممة علي عدم التخلي عن المكاسب السياسية الكبيرة التي جعلتها اكثر قربا للسلطة من اي وقت مضي خلال تاريخها الممتد عبر84 عاما. بينما قالت وكالة الاسوشيتدبرس في تقرير مطول إن قرار الإخوان المفاجيء بترشيح الشاطر يثير المخاوف من أي الجماعة والمجلس العسكري يحاولان المناورة لإقامة نظام جديد في مصر لايختلف عن نظام حسني مبارك السابق وهو نظام سلطوي.