اكد وزير التعليم العالى د حسين خالد فى كلمته خلال مؤتمر مجمع اللغه العربيه على بجب اسبعاده اللغه العربيه المكانه الدوليه التى كانت علبها من قبل، " ، وعلاقاتِها بتكنولوجيا الاتصالِ والمعلومات، وتعاطيها مع الترجمةِ والتعريب، وموقفِ المُجتمعاتِ العربيةِ منها، ومُلاءَمَتِها لِمُتَطَلَّباتِ العَصْر، ومدى إمكانيةِ فتحِ بابِ الاجتهادِ في ذلك كُلِّه.. وهي قضايا تحتاجُ إلى تَضَافُرِ جهودِ حضراتِكم وكافَّةِ المُؤسَّسَاتِ والأفرادِ ذوي الصلةِ بموضوعِ اللغة، لكي نستطيعَ الوصولَ بشأنِها إلى أُطُرٍ مُحَدَّدَةٍ للتحركِ، تُساهِمُ في إضفاءِ مزيدٍ من الحيويةِ على اللغة، وتَجعلُها أكثرَ مُواكَبَةً للمتطلباتِ المجتمعيةِ والعلميةِ والإبداعية. وعن رايه فى تدهور اللغه العربيه اكد على ان ذلك مَرهونٌ بِشَيْءٍ آخَر، لا يَقِلُّ أهميةً عن الاجتهادِ اللغويِّ للعُلَمَاءِ والباحثينَ المتخصصينَ في علومِ اللغة.. وأعني بهِ مَكانتَنَا نَحْنُ في العَالَم.. وَهُوَ ما يَحتاجُ إلى صراحةٍ ووضوح، واعترافٍ بما نُعانِيه، فَكما نقولُ نحن الأطباء، إنَّ أوَّلَ طَرِيقِ الشِّفَاءِ أن نعترفَ بالمَرَض. لقد ظُلِمَت اللغةُ العربيةُ خِلالَ القَرْنَيْنِ الماضِيَيْن، بِسَبَبٍِ مِنَّا، نحنُ المتكلمينَ بها، حيثُ لم نُقَدِّمْ للعالمِ ما يُمْكِنُ أن يجعلَ من بلادِنَا قبلةً لطُلاَّبِ العلم.. وكانَ من أَسْوَأِ نتائجِ ذلكَ أنَّ لُغَتَنَا لَمْ تَعُدْ هَدَفًا لِلتَّعَلُّمِ مِنْ الباحثينَ حَوْلَ الْعَالَم.. ثُمَّ رُحْنَا نَنْعَى حَظَّ لُغَتِنَا، وَنَبْكِي على ماضيها الْمُزْدَهِر.. بَلْ رَاحَ الْبَعْضُ يُطالِبُ بِهَجْرِهَا وَتَعَلُّمِ لُغَاتِ الآخَرِين.. بينما الحقيقةُ التي لا شَكَّ فيها، أنَّ المشكلةَ تَكْمُنُ في قُدُرَاتِنَا الإبداعيةِ التي هَبَطَتْ إلى أدنى مستوياتِها.. وأنَّ الْحَلَّ لَنْ يَكُونَ إلاَّ في عَوْدَةِ الإبداعِ إلى ذُرْوَةِ اهتمامِنا، وَعِنْدَها سَتَعُودُ لِلُغَتِنَا مَكَانَتُهَا إنَّنَا نَحْتَاجُ إلى مُساهماتٍ إبداعيةٍ لبلادِنَا في النسيجِ الإبداعيِّ الإنسانيّ.. بِحَيْثُ تَزِيدُ حَاجَةُ العالَمِ إلى مَا نُنْتِجُهُ في شَتَّى العلومِ والفنون، يُصاحِبُهُ إقبالٌ على اللغةِ التي تَمَّ الإبداعُ بها.. وإذا كانتْ هذه المحاورُ تُعالجُ العديدَ من القضايا التي تَرتبطُ بواقعِ لغتنا الجميلة وَمُسْتَقْبَلِها، فإنني أَوَدُّ أن أَعْرِضَ عَلَى حَضَراتِكُم طَرْحًا أَحْسَبُهُ يَرتبطُ بموضوعِ المؤتمر، وَأَثِقُ أَنَّهُ إِنْ أَمْكَنَ تَنْفِيذُ فِكْرَتِه، فَسَيَكونُ لَها مَردودٌ إيجابيٌّ عَظِيمٌ على اللغةِ العربيةِ وعُلُومِها وآدابِها.. وهذه الفكرةُ هي: "استخدامُ تِقْنِيَةٍ حاسوبيَّةٍ في تحقيقِِ المخطوطاتِ العربية"... تَمتلكُ البلادُ العربيةُ والإسلاميةُ رصيدًا هائلاً من الإبداعِ العلميِّ والأدبيّ، وَضَعَهُ أجدادُنا بلغتِنا.. وهوَ رصيدٌ جديرٌ بأن يَرَى النورَ ويعرفَهُ العالم.. وقد استطاعَ عُلَماءُ غربيون في السنواتِ الماضية، التَّوَصُّلَ إلى تقنيةٍ حاسوبية، يَتِمُّ فيها استخدامُ المَسْحِ الضوئيِّ المُرتبِطِ بقاعدةِ بياناتٍ تَحْمِلُ كافَّةَ إمكاناتِ الكتابةِ اليدوية لِكُلِّ حَرْفٍ من الحروفِ اللاتينية، بحيثُ ينتهي عَرْضُ المخطوطِ على هذه التقنية إلى تحويلِها إلى نَصٍّ مكتوبٍ على أَحَدِ بَرامجِ مُعَالَجَةِ النُّصوص، في خُطْوة جَبَّارَةٍ على طريقِ تحقيقِ المخطوطاتِ اللاتينية.. وهي تَجْرِبَةٌ تَحتاجُ مِنَّا إلى مُحاولَةٍ جادَّةٍ لِنَقْلِها إلى بلادِنا.. مِنْ خِلالِ فريقِ عَمَلٍ يُشْرِفُ عَلَيْهِ المَجْمَعُ الْمُوَقَّر، بالتعاونِ مع دارِ الكُتُبِ والوثائقِ الْقَوْمِيَّة، بِمَا لَهَا مِن تَجارِبَ مُتَقَدِّمَةٍ في التعامُلِ مع المخطوطات، بحيثُ نَسْتَطِيعُ، في أَقْرَبِ وَقْت، امتلاكَ هذهِ التقنية.. أَعلَمُ أنَّ هذا الأمرَ يحتاجُ إلى جُهْدٍ ضَخْم، بالنَّظَرِ إلى الْعَدَدِ الهائِل من الْخُطُوطِ العربيَّةِ التي كُتِبَتْ بِهَا المخطوطات، واستخدامِ التشكيلِ في كثير منها، وَغَيْرِ ذلكَ من التعقيداتِ الفنية.. إلا أَنَّنِي أَثِقُ في قُدْرَةِ عُلَمَائِنَا الأَجِلاَّءِ عَلَى حَمْلِ هذه المسئولية، ولا سيما مع ما يُمْكِنُ أَنْ يُسْفِرَ عنه ابتكارُ مِثْلِ هذه التِّقْنِيَةِ من تيسيرِ تَحقيقِ مِئاتِ الآلافِ من المخطوطاتِ العربية.. فَضْلاً عن هدفٍ آخرَ، لا يَقِلُّ أَهَمِّيَّةً، يَتَمَثَّلُ في تَوْجِيهِ جُهُودِ قِطَاعٍ عَرِيضٍ مِنْ باحثينا الْمُنْخَرِطِينَ في حَقْلِ التحقيق، إلى مَجَالاتٍ أُخْرَى أكثرَ إبداعًا... الحضور الكرام..