تبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهامات حول المذبحة الجديدة التي وقعت في منطقة ريف حماة، ليلة أول أمس الأربعاء، وأسفرت عن مقتل العشرات، حيث تضاربت الأرقام حول عدد الضحايا، الذين قالت هيئة الثورة السورية إنهم تجاوزوا مائة شخص، بينهم أطفال ونساء فيما قالت السلطات إنهم عشرة. أدانت المعارضة السورية في الخارج المذبحة الجديدة، واتهمت السلطة بالضلوع فيها عن طريق ميليشيات مسلحة موالية. وقال المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني السوري محمد سرميني إن قوات النظام السوري هي من ارتكبت المذبحة، الأمر ذاته ذهبت إليه جماعة الإخوان المسلمين السورية في بيان صادر عنها أمس، والذي اتهمت فيه أيضا المجتمع الدولي بالتخلي عن نصرة الشعب السوري، مؤكدة في السياق أن النظام السوري بات يستغل ذلك لتصفية حساباته مع المدنيين. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن السلطات السورية منعت وفدا من بعثة المراقبين الدوليين الدخول للمنطقة التي حدثت فيها المذبحة، فيما امتنعت الناطقة باسم المراقبين سوزان غوشة عن التعليق، مكتفية بالإشارة إلى أن هناك مفاوضات مع السلطات السورية من أجل السماح للمراقبين بالدخول للبلدة المعنية، فيما أكدت خبر إطلاق نيران على بعثة المراقبين من مصدر مجهول وهم في طريقهم إلى مكان الحادثة، غير أنها لم تلحق أي أذى بالمراقبين. في المقابل قالت السلطات السورية إن ''جماعات إرهابية نفذت المذبحة''، مشيرة إلى أن حصيلة الضحايا لا تتجاوز عشرة أشخاص، متهمة المعارضة بالسعي إلى التهويل. ورأت روسيا أن من يقف وراء هذه المذبحة يسعى إلى إفشال خطة كوفي عنان ورفض الحوار، وهو نفس الموقف الذي تبنته الصين. من جانبها أدانت هيلاري كلينتون مذبحة ريف حماة، وقالت إن السلطات السورية تستمر في تجاهل دعوات المجتمع الدولي لسحب الآليات العسكرية من المناطق السكنية، وأضافت أن الوضع في سوريا ''يزداد خطورة''، فيما لم تخف قلق الإدارة الأمريكية من ''حقيقة تواجد تنظيم القاعدة الإرهابي وإمكانية توسيع نشاطه في المنطقة''. على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الفرنسية أنها ستستضيف، مطلع شهر جويلية المقبل، قمة أصدقاء سوريا، فيما لم تبد الدبلوماسية الفرنسية أي تعليق على مقترح كوفي عنان الجديد والدعوة الروسية إلى إقامة مؤتمر دولي أشمل من مجموعة أصدقاء سوريا التي ترى فيه موسكو انحيازا للمعارضة السورية وإقصاء للطرف الآخر في النزاع، في الأثناء دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى تصعيد المظاهرات المناهضة للنظام ونقلها إلى العاصمة دمشق من أجل التأكيد على المطلب الشعبي بإسقاط النظام.