بقلم - حنان جبران الأخلاص فى الزرع -- و عدم التسرع فى الحصاد كن على يقين أن من يخذل الله يخذله ومن لا يقوم بحق التمكين يسلب منه و لن ينوله أبدا . فهل نعتبر ونتعظ ونتعلم من سنن الله - فالظاهرة الفرعونيَّة لها وجهان : -- فرعون الطاغيّة من جهة --والأمة السلبية العبيد من جهة اخرى "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ" هل آن لنا أن نأخذ بالأسباب : "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ". الإعداد : 1- ما استطعتم من قوة. 2- ومن رباط الخيل. والغاية: 1- ترهبون به عدو الله وعدوكم. 2- وآخرين من دونهم لا تعلمونهم. من أنواع التمكين: أن يتولى أهل التوحيد والإيمان أعباء الحكم لدولة غير مؤمنة - كما في قصة يوسف عليه السلام, قال تعالى:"اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" فقد تقدم يوسف عليه السلام بهذا الطلب إلى ملك مصر المشرك من أجل عقيدته ودعوته وتقديم الخير للناس، ولقد تحرك يوسف عليه السلام وفق الإمكانات والظروف التي مرّ بها واستفاد من الفرصة التي سنحت له. التمكين لأمة الإسلام ليس سهلا و ليس مستحيلا -- علينا أن نحقق شروطه و أسبابه بصدق فالصادق يوقن بوعد الله بوراثة الأرض والتمكين : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} وقوله صلى الله عليه وسلم: «بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض» و هاتان الآيتان من سورة النور أشارتا إلى شروط التمكين ولوازم بقائه واستمراره، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} فالشروط: الإيمان الصادق بالله وتصديقه بالعمل الصالح، وتحقيق العبودية له، ومحاربة الشرك بكل أنواعه وأشكاله ---- وقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ولوازم الاستمرار: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم علينا بغربلة حقيقية للصفوف و النفوس: ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) فالأمر ليس بهين -- اصبروا -- وأبشروا -- و أعملوا