أنتابني شعور بالضيق والغضب عندما علمت بصدور هذه الفتوى أول أمس على صفحات الجرائد يقول الخبر.. أصدر رئيس هيئة دينية رسمية بإحدي دول العربية فتوي خاصة بمن يستخدمون موقع التواصل الإجتماعي تويتر جاء فيها:- إن من يستخدم تويتر خسر الدنيا والآخرة ! لافتا إلى أن "تويتز" أصبح سبورة من لا سبورة له.."! أنتهت المصيبة عفوا الفتوي..فيا كل من يستخدمون موقع التواصل الإجتماعي تويتر.. أبشر بالخسران المبين فى الدنيا والأخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله! الآن أستطيع الجزم بأن حالات ونسب الإلحاد المرتفعه التى أنتشرت فى العالم العربي بحسب بعض الصحف -وإن كنت أشكك فى صحة هذه النسب فليست بهذا الكم المبالغ فيه-.. ولكن ولو بنسبة واحد من مئة فى المئة سيكون بسبب هذه النماذج من الفتاوي الغريبة وبسبب هؤلاء الكهنة و الرهبان.. ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ .. ) . صدق الله العظيم هؤلاء يريدون تنفير الشباب من الدين عن طريق تصويره بأنه فى حالة عداء مع العلم الحديث ويظهرونه على أنه تخلفا وجهلا وظلاما ورجعية! هؤلاء يريدون لشباب الأمة أن يكفروا بدينهم – عياذا بالله – ويخرجون منه أفواجا... لكي يعيدوا لنا تجربة العصور الأوروبية المظلمة والتى تسببت بمعاداة الغرب وكفرهم بدينهم " المحرف أصلا" فقد كان القساوسة والرهبان يصدرون صكوك الغفران والفتاوي المماثلة لهذه الفتوي والتى تصادم العلم والعقل وصوروا لهم بأن هذه هى تعاليم " الدين" وأوامر الرب وإن خالفتها وحاولت إعمال عقلك فالويل والثبور وعظائم الأمور وأبشر باللعنة فى الدنيا والأخرة ثم يتم حرقك بسبب الزندقة والكفر والإلحاد ومخالفة "الرب"! نعم فالخطر كل الخطر والكفر كل الكفر أن تستخدم هذه الوسيلة " الشيطانية " المسماة بتويتر ! لأن تويتر سيجعلك تتبادل الأفكار وتناقش كوارث ومصائب وظلم الحكام وولاة الأمر وتفضح ممارساتهم وتسمع صوتك للخارج وهذا إثم عظيم بل كفر مبين لأنك بذلك تحرض العامة الهمج الرعاع على ولى الأمر وتهتك ستره وتفضحه علنا! هذا هو لب القضية وبيت القصيد. فهؤلاء الرهبان يريدون الحجر على عقولنا لكى نصبح قطعان من الخراف والعبيد لهم ولأسيادهم وإذا أردنا التفكير فلابد من إستئذان ولى الأمر أولا وإن أردنا إستعمال "فيسبوك" أو " تويتر" فعلينا إستئذان وأخذ رأى وفتوي من هؤلاء الكهنة أولا! وبسبب جهل البعض من هؤلاء وتخلفهم يتصورون أن ديننا الإسلامي العظيم يحارب العلم أو لا يحث على التفكير والتدبر والإبداع والإبتكار وهذه أكبر جناية وجرم يرتكب بحق الإسلام ويشوه صورته. كما أنك أخي الكريم حينما تستخدم التويتر فالطبيعي ستتبادل الأفكار مع " الثوار" من بلدان أخر وربما يطلعك أحدهم ويهديك رابط لتكتشف مدى خيانة وظلم وعمالة وإفساد ولى الأمر أو الحاكم أو الرئيس فتتلبسك حالة ثورية معدية وهذه الحالة "المرضية" المفزعة تنتقل بسرعة الصاروخ عن طريق هذا اللعين المسمي ب "تويتر"! فالقاصي والداني الآن علم بأن هذا الملعون " تويتر" وصديقه فى السوء والزندقة "فيسبوك" كانوا من أكبر المحرضين والداعمين لما يسمي بثورات الربيع العربي وما هى فى الحقيقة إلا ثورات دمار وتخريب!وإن لم تنصاع وخالفت الفتوي وأصررت على عنادك و "هرطقتك" فالجلد بإنتظارك فى الدنيا واللعنة والخسران فى الأخرة. إذا فالحل هو الحجر على العقول وتكفير وتفسيق تويتر ومن يستخدمون التويتر وملعون تويتر وأبو تويتر والمتوتريين. وكأنهم لم يقرأوا قوله تعالي:- ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ).صدق الله العظيم و لله الأمر من قبل ومن بعد. ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) .