1 0226:م يأمر الله تعالى بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها و حفظ حدودها وأدائها في أوقاتها كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أي العمل أفضل ؟ قال : الصلاة في وقتها قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين قال : حدثني بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – و لو استزدته لزادني . و خص تعالى من بينها بمزيد التأكيد الصلاة الوسطى و قد اختلف السلف و الخلف فيها أي صلاة هي فقيل إنها الصبح حكاه مالك في الموطأ بلاغا عن علي و ابن عباس و هو الذي نص عليه الشافعي رحمه الله محتجا بقوله تعالى ( و قوموا لله قانتين ) و القنوت عنده في صلاة الصبح . وقيل إنها صلاة العصر قال الترمذي و البغوي رحمهما الله : و هو قول أكثر علماء الصحابة وغيرهم . قال الإمام أحمد : عن علي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ( شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارا ) ثم صلاها بين العشاءين المغرب والعشاء . و كذا رواه مسلم من حديث أبي معاوية عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله وقد رواه مسلم أيضا من طريق شعبة عن علي بن أبي طالب وأخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وغير واحد من أصحاب المسانيد والسنن والصحاح من طرق يطول ذكرها . و عن سعيد بن المسيب قال : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا و شبك بين أصابعه و كل هذه الأقوال فيها ضعف بالنسبة إلى التي قبلها وإنما المدار ومعترك النزاع في الصبح و العصر وقد ثبتت السنة بأنها العصر فتعين المصير إليها ومن هنا قطع القاضي الماوردي بأن مذهب الشافعي رحمه الله أن صلاة الوسطى هي صلاة العصر وإن كان قد نص في الجديد وغيره أنها الصبح لصحة الأحاديث أنها العصر وقد وافقه على هذه الطريقة جماعة من محدثي المذهب . وقوله تعالى ( و قوموا لله قانتين) أي خاشعين ذليلين مستكينين بين يديه وهذا الأمر مستلزم ترك الكلام في الصلاة لمنافاته إياها و لهذا لما امتنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرد على ابن مسعود حين سلم عليه وهو في الصلاة اعتذر إليه بذلك وقال ( إن في الصلاة لشغلا ) وفي صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاوية بن الحكم السلمي حين تكلم في الصلاة ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وذكر الله ) وقال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال : كان الرجل يكلم صاحبه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحاجة في الصلاة حتى نزلت هذه الآية ( وقوموا لله قانتين ) فأمرنا بالسكوت رواه الجماعة سوى ابن ماجه 0 حافظوا -أيها المسلمون- على الصلوات الخمس المفروضة بالمداومة على أدائها في أوقاتها بشروطها وأركانها وواجباتها, وحافظوا على الصلاة المتوسطة بينها وهي صلاة العصر, وقوموا في صلاتكم مطيعين لله, خاشعين ذليلين. (حافظوا على الصلوات) الخمس بأدائها في أوقاتها (والصلاة الوسطى) هي العصر أو الصبح أو الظهر أو غيرها أقوال وأفردها بالذكر لفضلها (وقوموا لله) في الصلاة (قانتين) قيل مطيعين لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل قنوت في القرآن فهو طاعة" رواه أحمد وغيره ، وقيل ساكتين لحديث زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام ، رواه الشيخان في الصلوات والصلاة الوسطى الحمد لله المتفرد بالكمال والكبرياء والجلال والبقاء والعز الذي لا نفاد له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى (صلاة العصر)، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الذي أرسله إلى أمة غافلة، فأوضح لهم نهج الشريعة، وأظهر لهم أعلامها، ودمر حزب الشيطان بالأدلة والبراهين والمكافحة والمناضلة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد. فقد قال الله تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين). أيها المسلمون. في هذه الاية الكريمة أمر الله- تعالى- عباده المؤمنين بالمحافظة على الصلوات عموما والصلاة الوسطى خصوصا، وبين كيف يقومون بين يدييها خاشعين ذليلين له، راجين فضله خائفين من عقابه، واستهلها- سبحانه- بكلمة (حافظوا)، وهذه الكلمة من الرحمن الرحيم عظيمة المعنى عميقة الحكم، جاءت تقرع قلوبنا مبشرة ومنذرة من عزيز منتقم جبار متكبر، لتكون هدى ومقدمة لأمر هام، فى حفظه سلامتنا الدينية وسعادتنا الدنيوية والأخروية، (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم). فمن يسمع وأطاع وحفظ الله فى أوامره ونواهيه فقد اقتضت حكمته- سبحانه- في كل زمان ومكان أن يحفظ من يحفظه ويتولى من يتولاه وينصر من ينصره، يؤكد ذلك ما ورد عن الصادق المصدوق محمد-صلى الله عليه 0 قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) أي واظبوا وداوموا على الصلوات المكتوبات بمواقيتها وحدودها وإتمام أركانها ثم خص من بينها الصلاة الوسطى بالمحافظة عليها دلالة على فضلها والوسطى تأنيث الأوسط ووسط الشيء : خيره وأعدله واختلف العلماء من الصحابة ومن بعدهم في الصلاة الوسطى فقال قوم : هي صلاة الفجر وهو قول عمر وابن عمر وابن عباس ومعاذ وجابر وبه قال عطاء وعكرمة ومجاهد ، وإليه مال مالك والشافعي ، لأن الله تعالى قال : ( وقوموا لله قانتين ) والقنوت طول القيام وصلاة الصبح مخصوصة بطول القيام وبالقنوت لأن الله تعالى خصها في آية أخرى من بين الصلوات فقال الله : " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " ( 78 - الإسراء ) يعني تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار فهي مكتوبة في ديوان الليل وديوان النهار ولأنها بين صلاتي جمع وهي لا تقصر ولا تجمع إلى غيرها 0 حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ يأمر الله تعالى بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها و حفظ حدودها وأدائها في أوقاتها كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أي العمل أفضل ؟ قال : الصلاة في وقتها قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله قلت ثم أي ؟ قال بر الوالدين قال : حدثني بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – و لو استزدته لزادني . و خص تعالى من بينها بمزيد التأكيد الصلاة الوسطى و قد اختلف السلف و الخلف فيها أي صلاة هي فقيل إنها الصبح حكاه مالك في الموطأ بلاغا عن علي و ابن عباس و هو الذي نص عليه الشافعي رحمه الله محتجا بقوله تعالى ( و قوموا لله قانتين ) و القنوت عنده في صلاة الصبح . وقيل إنها صلاة العصر قال الترمذي و البغوي رحمهما الله : و هو قول أكثر علماء الصحابة وغيرهم . قال الإمام أحمد : عن علي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ( شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارا ) ثم صلاها بين العشاءين المغرب والعشاء . و كذا رواه مسلم من حديث أبي معاوية عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله وقد رواه مسلم أيضا من طريق شعبة عن علي بن أبي طالب وأخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وغير واحد من أصحاب المسانيد والسنن والصحاح من طرق يطول ذكرها . و عن سعيد بن المسيب قال : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا و شبك بين أصابعه و كل هذه الأقوال فيها ضعف بالنسبة إلى التي قبلها وإنما المدار ومعترك النزاع في الصبح و العصر وقد ثبتت السنة بأنها العصر فتعين المصير إليها ومن هنا قطع القاضي الماوردي بأن مذهب الشافعي رحمه الله أن صلاة الوسطى هي صلاة العصر وإن كان قد نص في الجديد وغيره أنها الصبح لصحة الأحاديث أنها العصر وقد وافقه على هذه الطريقة جماعة من محدثي المذهب . وقوله تعالى ( و قوموا لله قانتين) أي خاشعين ذليلين مستكينين بين يديه وهذا الأمر مستلزم ترك الكلام في الصلاة لمنافاته إياها و لهذا لما امتنع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرد على ابن مسعود حين سلم عليه وهو في الصلاة اعتذر إليه بذلك وقال ( إن في الصلاة لشغلا ) وفي صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاوية بن الحكم السلمي حين تكلم في الصلاة ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وذكر الله ) وقال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال : كان الرجل يكلم صاحبه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحاجة في الصلاة حتى نزلت هذه الآية ( وقوموا لله قانتين ) فأمرنا بالسكوت رواه الجماعة سوى ابن ماجه 0 . أي حافظ على الصلوات الخمس وأكد الله على الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر لأنها فترة الراحة واسترخاء فيجلب ذلك كسل عند إقامة الصلاة قد يهمك أيضًا حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين [البقرة:238]