قال الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام السياسي ورئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج إن التاريخ سيسجل موعد إعلان الثورة المضادة عن نفسها بموعد ترشح عمر سليمان لانتخابات الرئاسة. أضاف قائلا: ظهر للجميع ما كان يُسمى ب " اللهو الخفي" الذي يدير الثورة المضادة باقتدار، وأعوانه من الفلول والبلطجية وبعض الأحزاب والتيارات السياسية والإعلامية والصحفية ويدافعون عن ترشح سليمان في محاولة يائسة لخداع الشعب الذي استفاق منذ 25 يناير2011. وصف حارص قرار ترشح سليمان بأنه إنقاذ للثورة المضادة من الموت الذي كان يعتريها بعد انتخابات الرئاسة والدستور باعتبارهما نهاية للمناخ المضطرب الذي سمح بالانفلات الأمني والإعلامي والفئوي،مؤكدا أن الثوار الذين أسقطوا عمر سليمان نائباً لا يمكن أن يرضوا به رئيساً، وأن اتجاهات الرأي العام بمختلف أطيافها باتت على قناعة بأن مجيء سليمان هو تحقيق لأهداف الثورة المضادة وليس لأهداف الثورة الحقيقية كما يعد هذا الثعلب الذي ينطبق فيه قول الشاعر ( برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين-حسب كلامه-. ) . وقال حارص أن هذا الأسلوب الذي يقوم على خداع الجماهير وتزييف وعيها يشبه تماما أسلوب المنحل الذي يقدم الشر على أنه خير ويشوه الخير ليقلبه إلى شر، كما كان يحدث مع قوى المعارضة الوطنية والإسلامية إبان نظام مبارك، وأكد حارص بوصفه رئيسا لوحدة بحوث الرأي العام أن الباعة الجائلين والسائقين وعمال التراحيل وغيرهم الذين يمكن أن نخاف عليهم من الخداع وتزييف إرادتهم باتوا على قناعة كبيرة بألاعيب الثورة المضادة خلال يومين فقط من ترشح سليمان. وتنبأ حارص بأن سليمان سيلقى مصيراً أسوأ من مصير مبارك نفسه، لأن ترشيحه بعد إعلان اعتزاله مرتين الحياة السياسية بمثابة ارتداد عن الثورة وكفر بها واعتناق جديد للثورة المضادة ، وهو مؤشر واضح لغضب الرب عليه خاصة بعد إعلان مجرم الحرب وزير الدفاع الإسرائيلي بأن سليمان هو المرشح المناسب لإسرائيل. وأضاف حارص أن الله عزّ وجلّ لن يترك أبداً من كان أداة لمبارك في تدمير الأمن القومي المصري ، والقضاء على القضية الفلسطينية ، وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة ، وتدمير البنية التحيتية والمعلوماتية لحركات الجهاد الإسلامي ، ومهندس صفقة بيع الغاز المصري لإسرائيل بثمن بخس. أكد حارص أن ترشح عمر سليمان يشبه تماماً موقعة الجمل التي أدت إلى إشعال الثورة من جديد بعد أن كان معظم الثوار تركوا الميدان وعادوا إلى منازلهم. قد