نشرت صحيفة الفايننشال تايمز اليوم تقريرا تناولت فيه احداث الربيع العربى وتحدثت عن آخر تطورات الربيع العربي وانعكاساته على مستقبل المنطقة وتعيدنا إلى مطلع العام الجاري الذي "بدأ برجاء مثير وبطموح وثاب في العالم العربي، إذ أطاحت سلسلة من الانتفاضات بطغاة لطالما حكموا لفترات طويلة من الزمن: سقط أربعة منهم حتى الآن في تونس ومصر وليبيا واليمن، وآخر ملطخ بالدماء في دمشق بالتأكيد لن يطول به الزمن". وتضيف الصحيفة قائلة: "لكن هنالك الكثير من التبرم والقلق والإحساس بالكرب بشأن الكيفية التي بدأت تؤول إليها الأمور: سلسلة من الانتصارات التي حققها الإسلاميون في الانتخابات، لاسيما مصر، وتزاحم على السلطة، مقرون بنعرات طائفية (لا سيما في مصر وسورية)".
بعدها تعود بنا الصحيفة فجأة لتعقد مقارنة سريعة بين الأمس واليوم، فتمر بنا على اليقظة العربية الأولى التي شهدها العالم العربي في القرن الماضي، إذ اصطدمت محاولات بناء الدولة العربية الحديثة بمصالح الغرب وإسرائيل لاحقا مع أحلام وطموحات النخب الثورية ودعاة الإصلاح الذي لم يأتِ.
وتمضي الافتتاحية إلى القول: "على أولئك الذين تعتريهم المخاوف الآن بشأن الوجهة التي سيأخذها الربيع العربي أن يسألوا أنفسهم إلى أين يتجه العديد الآن من تلك البلدان على أية حال، أي في ظل النظم الاستبدادية التي أنجبت الصحوة الإسلامية، بكفاءة الحاضنات".
ومن النظرة السوداوية التي ترسمها لكل من ليبيا، التي تراها صومالا أخرى، وسورية، التي لا تراها عراقا جديدا آخر، تنقلنا إلى تصوير المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة العربية، و"تتسم بالفوضى".
وتخلص بنا إلى نتيجة مفادها أن: "الإسلاميين سيكونون في مركز الجاذبية السياسية العربية، أو قريبين منه".
وتعتقد الصحيفة أن نشطاء الربيع العربي يرقبون الآن تجارب إسلامية ثلاث ماثلة أمامهم: إيران الشيعية والسعودية وتركيا السنيتين.
وفي حين تستخلص أن أيا من التجربتين السعودية والإيرانية لن تغري الطامحين إلى مستقبل أفضل بتقليدهما، فإنهم قد يرون في التجربة التركية احتمالا قد يحلو لهم اقتباسه، وذلك لا لأنه صورة للديمقراطية المنشودة، بل قصة نجاح واضحة للعيان.