نشرت وكالة الانباء الكويتية انه ينتظر ان يصدر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في وقت لاحق من هذا الاسبوع تقريرين جديدين حول مدى التزام كل من ايران وسوريا بمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية. وعلمت وكالة الانباء الكويتية (كونا) من مصادر دبلوماسية رسمية بمقر الوكالة بان التقرير الجديد حول ايران سيكون على غرار التقارير السابقة التي تتهم طهران بمواصلة انشطة تخصيب اليورانيوم وبناء المنشآت النووية الحساسة بما يتعارض مع قرارات مجلس الامن ومجلس محافظي الوكالة. غير ان خضوع ايران للعقوبات الدولية وبقاء ملفها قيد النظر في مجلس الامن الدولي يجبر الوكالة الدولية على تكرار اتهاماتها السابقة لطهران بعدم التعاون وبالتالي عدم غلق ملفها النووي. لكن مصادر الوكالة التي طلبت عدم ذكر اسمائها تشير الى ان علاقة الوكالة بسوريا قد تختلف هذه المرة مرجحين ان تستخدم الوكالة في تقريرها المرتقب لغة اكثر حدة قد تصل الى حد الاعتقاد بان المبنى الذي دمرته اسرائيل العام 2007 في (دير الزور) كان في الواقع مفاعلا نوويا سريا في مرحلة متقدمة من الانشاء بنته دمشق بالتعاون مع كوريا الشمالية. وتوقعت المصادر ذاتها ان تنتهز الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفاؤها الاوروبيين هذه النتائج للضغط من اجل صدور قرار في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي سيعقد بين السادس والعاشر من يونيو المقبل لاحالة الملف السوري الى مجلس الامن وهو اجراء استخدم آخر مرة ضد ايران في اغسطس العام 2006. وكانت الدول العربية قد ادانت العدوان الاسرائيلي على موقع (دير الزور) واعتبرته انتهاكا لسيادة سوريا حيث استخدمت فيه اسرائيل ذرائع مصطنعة ومزورة للاعتداء على دولة عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطرفا في معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية. كما طالبت الدول الاعضاء بممارسة الضغط على اسرائيل للاستجابة للنداءات المتكررة للمدير العام بالتعاون وضرورة قيام اسرائيل بتقديم المعلومات المطلوبة عن طبيعة المواد التي استخدمتها في عدوانها على (دير الزور) والقتها على الموقع والسماح للوكالة بأخذ عينات من تلك المواد. وكان النائب السابق للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المفتش اولي هاينونين قد كشف مؤخرا ان صور الاقمار الصناعية والمعلومات الخاصة بالمشتريات والبنية الاساسية تميل الى الاشارة في اتجاه ان المبنى الذي دمرته اسرائيل في (دير الزور) كان في الواقع مفاعلا نوويا. واتهم هاينونين الذي يعمل حاليا كباحث كبير في مركز (بلفر) للعلوم والشؤون الدولية التابع لجامعة (هارفارد) في تصريحات له مؤخرا سوريا بعدم التعاون مع الوكالة والمشاركة في اي نقاش جوهري لكشف الطبيعة الحقيقية لموقع (دير الزور). وكانت طائرات حربية اسرائيلية قد دمرت الموقع الصحراوي في سبتمبر العام 2007 وسمحت سوريا لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارته مرة واحدة في يونيو 2008 لكنها رفضت بعد ذلك طلبات متكررة من الوكالة للقيام بمزيد من الزيارات