ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الإثنين أن المواطنيين في روسيا يسخرون من رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، مشيرة إلى تجمع العديد منهم خارج مبنى الكرملين يوم السبت الماضي . ونقلت الصحيفة على موقعها الألكتروني عن احدى السيدات، 35 عاما، وتدعى ماريا ميخائلوف وتعمل في أحد البنوك في موسكو وتبدو عليها ملامح الطبقة المتوسطة-من حيث الملابس-أنها لا ترغب في الإنقلاب على حكومة بوتين ولاتريد أي عنف ولكنها في الوقت ذاته ترغب في إجبار النظام السياسي في البلاد ان يضع في حسبانه قلق أفرادالشعب الذين في مثل طبقتها.
وأوردت الصحيفة ان أحد التقارير التي أعدها علماء الإجتماع في روسيا توضح ان سكان موسكو والمدن الروسية الكبيرة الأخرى تميل للتعبير عن إحباطها الكبير من رئيس الوزراء بوتين وحكومته والذين ساعدوا على أن يجعلوهم أثرياء.
واوضحت الصحيفة أن تفسير ذلك يرجع إلى المستوى المرتفع للفساد العام في البلاد والذي يهدد الثروات الشخصية الجديدة،على غرار ما حدث ابان حكم الجنرال أوجوستو بينوشيه في شيلي، حيث النمو الإقتصادي يمكن عن غير قصد أن يقوض من حكم الاستبداد بإنشاء طبقات حضارية متخصصة تثير صخبا حول الحقوق السياسية الجديدة.وأشار المعلق السياسي فيكتور شيندروفيتش أن ما يحدث ليس إحتجاجات جياع، وان تلك المظاهرات خرجت لأسباب سياسية وليست إقتصادية وأن الشعب الذي خرج للشوارع هم أناس ميسوري الحال، مؤكدا على ان خروجهم لللإحتجاج يرجع للازلال الذي تعرضوا له وانه لم يؤخذ برأيهم وأنما تم إخبارهم بأن بوتين سيعود مرة أخرى، وأن الذين يحتجون ليسوا أيضا من النخبة المثقفة التي نهضت ضد الحكومة السوفيتية منذ عقدين من الزمان.
وكان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف قد قد أدلى بتصريح يوم السبت الماضي أعرب فيه عن رفضه للشعارات التي يطلقها المحتجون، مشيرا إلى انه امر بإجراء تحقيقات في التقارير التي وردت بشأن وجود تزوير في الإنتخابات معربا في الوقت ذاته عن تأييده لحرية التعبيير عن الرأي.
وألمحت الصحيفة إلى ان هناك إحباط بالنسبة لبوتين حيث أن أولئك المواطنون الذين يحتجون الأن هم أنفسهم الذين تمتعوا بنمو الثروات خلال الفترة التي كان فيها رئيسا للبلاد ثم رئيسا للحكومة وزادت الأجور بمعدل 15 بالمائة سنويا ولكن الأسعار لا تزال في ازدياد ولكنها تزداد ببطئ بمعدل 3ر1 بالمائة سنويا.
وذكرت الصحيفة، أن منظمي الإحتجاجات طالبوا بأن يتم تنظيم حدث كبير في الشتاء لزيادة الضغط على الحكومة في محاولة منهم لتجريد حزب روسيا الموحدة الحاكم الذي يرأسه بوتين من بعض المقاعد في البرلمان. وأشارت إلى أن تلك الإحتجاجات ليس لها اسباب إقتصادية مثل تلك التي ساعدت على خروج مظاهرات الوقود في روسيا في السابق ولا إندلاع الربيع العربي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ويطالب المدونون بتحول روسي كبير في شهر ديسمبر.