بون (رويترز) - خيمت على مؤتمر بون الذي يستهدف اظهار وحدة الحكومات لدعم افغانستان أجواء الخلاف بين الولاياتالمتحدةوايران بعد ان قالت طهران يوم الاحد انها اسقطت طائرة استطلاع امريكية بدون طيار في مجالها الجوي. وتعرض المؤتمر لانتكاسة عندما انسحبت باكستان جارة افغانستان من المؤتمر ردا على هجوم شنته قوات حلف شمال الاطلسي عبر الحدود اسفر عن مقتل 24 من جنودها على الحدود مع افغانستان في 26 نوفمبر تشرين الثاني وعمق الازمة التي تشهدها العلاقات الامريكيةالباكستانية.
ونقل التلفزيون الايراني عن مصدر عسكري قوله ان طهران اسقطت طائرة تجسس امريكية في شرق ايران.
وقال المصدر العسكري "رد الجيش الايراني على انتهاك طائرة التجسس الامريكية بدون طيار لمجالنا الجوي لن يكون بعد الان مقصورا على داخل الحدود الايرانية." ولم يذكر تفاصيل.
واتهم دبلوماسيون غربيون ايران في الماضي بتقديم دعم سري لتمرد طالبان في افغانستان.
وتنفي ايران التي تخوض مواجهة مع الولاياتالمتحدة بسبب برنامجها النووي تقديم اي مساعدات لطالبان.
وعقد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي محادثات في بون مع نظيره الالماني يوم الاحد لكنه لم يدل بتصريحات للصحفيين.
وقال متحدث باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي ان "بعض العناصر تحاول التشويش على نجاح مؤتمر بون الخاص بأفغانستان."
لكن المتحدث ايمال فايزي اكد على ان حادث الطائرة بدون طيار لا علاقة له بالمؤتمر.
ويبدأ المؤتمر الذي تستضيفه مدينة بون الالمانية يوم الاثنين ويأتي بعد عشر سنوات من اول مؤتمر تعقده ألمانيا بشأن افغانستان والذي اختتم وسط امال عريضة لمستقبلها.
وفي ظل القلق بشأن الامن بعد رحيل القوات الدولية بحلول نهاية 2014 والفقر الذي يمثل مشكلة كبرى للكثير من الافغان وتجارة المخدرات التي لا تزال مزدهرة غابت البهجة عن المزاج العام للمشاركين في المؤتمر.
ومن المتوقع ان يستغل كرزاي هذا المؤتمر لطلب الدعم المالي والعسكري لعشر سنوات بعد انسحاب القوات القتالية الاجنبية من بلاده.
وقال كرزاي في حديث لمجلة دير شبيجل الالمانية "ستحتاج افغانستان بالتأكيد الى المساعدة لعشر سنوات قادمة حتى حوالي عام رر2024. سنحتاج الى تدريب قواتنا. سنحتاج الى عتاد للجش والشرطة ومساعدات لاقامة مؤسسات الدولة."
وحذر كرزاي قائلا "اذا خسرنا هذه المعركة فسنكون مهددين بالعودة الى وضع يشبه الذي كان قائما قبل 11 سبتمبر 2001." في اشارة الى حكم حركة طالبان.
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان محادثات بون ستركز على ثلاثة مجالات هي الامن بعد تسليم المسؤولية للقوات الافغانية والمصالحة الداخلية والدعم من المجتمع الدولي على الامد الطويل.
وقال كرزاي ان بلاده في حاجة الى تعهدات من الدول بتقديم مساعدات مالية كبيرة لها.
واوضحت دراسة للبنك الدولي نشرت الشهر الماضي ان افغانستان ستحتاج على الارجح الى نحو سبعة مليارات دولار سنويا من المجتمع الدولي لمساعدتها على دفع تكاليف الامن وتكاليف اخرى بعد رحيل القوات الاجنبية.
وانتقد كرزاي باكستان لعدم تقديم المساعدة فيما يتعلق بتحقيق المصالحة. وقال كرزاي لدير شبيجل "رفضوا حتى الان المساعدة في المحادثات مع قيادة طالبان" مضيفا ان بعض الاشخاص يرغبون في ان تظل طالبان ذات نفوذ في افغانستان. وقال "اذا لم يتغير ذلك فلن تكون هناك محادثات."
وتلاشت الامال في مشاركة ممثلين عن طالبان في مؤتمر بون وحدوث انفراجة في عملية المصالحة.
لكن وزير الخارجية الالماني قال ان باكستان لا تزال تريد تحقيق الاستقرار في افغانستان رغم مقاطعتها للمؤتمر.
وقال في حديث لاذاعة دوتشلاند فونك "أعتقد ان باكستان لا تريد فحسب التعاون في عملية الاستقرار بافغانستان بل ايضا من اجل مصلحتها الخاصة."
وقال واجد شمس الحسن سفير باكستان لدى بريطانيا ان بلاده ترغب في تحقيق السلام في افغانستان.
وكتب في رسالة بالبريد الالكتروني "(رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا) جيلاني...أكد مجددا ان باكستان تدعم بقوة الاستقرار والسلام والرخاء في افغانستان وما زالت ملزمة بالجهود الدولية الرامية الى تحقيق التنمية في افغانستان."
وقال السفير لرويترز الاسبوع الماضي ان الهجوم الذي شنته طائرات حلف الاطلسي على باكستان وضع الحكومة في مأزق.
وقال "اصبحت الحكومة والقوات المسلحة في مأزق" مضيفا ان الهجوم اثار غضب الامة كلها.
وتحدثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى جيلاني يوم السبت وقدمت تعازيها في قتلى الهجوم وأكدت على تعهد الولاياتالمتحدة بالتنسيق مع باكستان في المستقبل.