تزايدت حدة التراشق اللفظي بين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وحلفائه الغربيين, خاصة بعد وصفه قوات حلف شمال الأطلنطي الناتو بالمحتلين الغزاة. ولوحت واشنطن بورقة المساعدات المالية الأمريكية كورقة ضغط علي الرئيس الأفغاني لوقف انتقاداته. ووجه السفير الأمريكي لدي أفغانستان كارل ايكينبيري تحذيرا إلي كرازي من أن الانتقادات اللاذعة للغرب قد تضر بقوات التحالف والمعونة الضرورية لنجاة الحكومة الأفغانية. وأشار ايكينبيري إلي أن بعض القادة الأفغان- دون الإشارة إلي الرئيس الأفغاني بشكل مباشر- يدلون بتصريحات ضارة وغير مناسبة. وأضاف أن هذه التصريحات جعلته يشعر بالعار وعدم القدرة علي الكلام أمام عائلات ضحايا الحرب الأمريكية. ومن جهتها, أبدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية اهتماما بالتصعيد اللافت للنظر من جانب الرئيس الأفغاني لانتقاداته الولاياتالمتحدة والناتو بوصفه إياهما أخيرا بالمحتلين الغزاة ورد الفعل الأمريكي الغاضب. ووفقا لما ذكرته الصحيفة علي موقعها الالكتروني فإن كرزاي وجه انتقادات حادة في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر للشباب عقد بقصر الرئاسة باتهامه الولاياتالمتحدة والناتو باستغلالهما البلاد. وأكد كرزاي أن دول العالم الموجودة حاليا في أفغانستان إنما جاءت إلي هذا البلد من أجل مصالحها الوطنية متهما إياها بتلويث أفغانستان بمركباتها المدرعة معلنا في الوقت ذاته عن بدء المفاوضات مع طالبان. وأشارت الصحيفة إلي أن تأرجح نزعة كرزاي بين المواقف التي تخلط بين الصديق والخصم علي حد سواء أدي إلي تكهنات بين دبلوماسيين أمريكيين باحتمال أنه ربما يعاني من مرض عقلي. وأضافت أن بعض الأفغان أوضحوا أن المشكلة الرئيسية إنما ترجع إلي أنه جرت العادة ان تستخدم القيادات الأفغانية رسائل تمت صياغتها للكشف عن تحول ولائهم. ووفقا لاعتقاد بابراك شينواري- عضو سابق في البرلمان عن إقليم نانجارهار الأفغاني- فإن كرزاي اعتاد استخدام الخطب المدونة فقط ويحرص علي الالتزام بها, لأنه في حال ما إذا أدلي بأي كلمات تلقائية من وحي اللحظة فإنه قد يجانبه الصواب, وهذا هو السبب وراء حالة عدم الثقة من جانب الدول الإقليمية والمجتمع الدولي حيال كرزاي. وفي هجوم وصف بالنادر والأول علي منطقة كورم القبلية بشمال غرب باكستان, لقي7 أشخاص مصرعهم في هجوم صاروخي أمريكي. وأشار مسئول محلي إلي أن طائرة بدون طيار قصفت سيارة مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وبعد دقائق قصفت منزلا لكن لم يتضح حتي الآن حجم الخسائر البشرية. وفي هجوم وصف بالنادر والأول علي منطقة كورام القبلية بشمال غرب باكستان, قتل سبعة أشخاص يشتبه في أنهم من المسلحين في هجومين شنتهما طائرتان أمريكيتان بدون طيار.وقامت الطائرات بقصف مركبة ومجمع في منطقة كورام القبلية بأربعة صواريخ, وهذه المنطقة معروفة بأنها ملاذ آمن لمسلحي طالبان والقاعدة. وذكر مسئول أن هناك اعتقادا بأن القتلي ينتمون إلي شبكة حقاني وهي جماعة تنشط في منطقة شمال وزيرستان المجاورة. في الوقت ذاته, أعلن وزير الدفاع الأسترالي ستيفن سميث في كانبيرا أن المحادثات بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان تهدف إلي إنهاء العنف المتزايد في البلاد. ونفي سميث أن تتعارض المفاوضات مع الحركة مع المهمة القتالية لقوات التحالف. كما أشار الوزير الاسترالي إلي أن القوات الخاصة التي تقودها أمريكا قتلت جنديا أفغانيا مارقا قتل جنديا أستراليا الشهر الماضي. وقال سميث إن الجندي المارق قتل خلال كمين في الإقليم الذي يقيم به وذلك بعد مطاردة استمرت20 يوما. كما احتجزت قوات التحالف شقيق القتيل لاستجوابه حول الدافع وراء حادث إطلاق النار علي صعيد آخر, أكد وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي ونظيره الأفغاني عبد الرحيم وردك أن طهران وكابول لن تسمحا لأي طرف ثالث بالاستفادة من أراضيهما للاعتداء علي الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي والاستقلال أو النظام السياسي للطرف الآخر. وأكد الوزيران تعزيز العلاقات بين بلديهما. وأشارا في البيان الذي صدر في ختام زيارة وحيدي لأفغانستان التي استغرقت يومين إلي اعتزام قادة البلدين تعزيز العلاقات وتأكيد انعقاد اللجنة الدفاعية المشتركة, سنويا في عاصمتي البلدين طهران وكابول بالتناوب.