تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الاربعاء عددا من القضايا المهمة. ففى عموده ( نقطة نور) بصحيفة "الاهرام" تحدث الكاتب مكرم محمد أحمد عن الانتخابات البرلمانية وقال عزف المصريون في افتتاحيتهم الديمقراطية علي مدي اليومين الماضيين بخروجهم الحاشد الذي ضم كل فئات الشعب المصري ، عزفا فاصلا مدهشا من لحن رائع، لم يعكر روعته من أقصي الشمال إلي أقصي الجنوب الا بعض المخالفات المحدودة . و يضيف الكاتب أن البلطجة اختفت وامتنعت أعمال العنف ، وساد الأمن والنظام كل اللجان الانتخابية، وانتهت المرحلة الأولي بخير وسلام، يؤكدان أن باقي مراحل الانتخابات سوف تستمر إن شاء الله، علي هذا النهج الرائع. ونوه الكاتب بانه في ظل هذا الخروج الحاشد تمتنع بالضرورة عمليات التزوير وتسويد البطاقات وتقفيل اللجان ، ويمتنع اكراه الناخبين علي تزييف ارادتهم، ويصبح الشعب هو السيد الأوحد الذي يملي ارادته علي الجميع ، لأنه يقدر علي التمييز بين الخطأ والصواب، وبين الزيف والجوهر، لا يحتاج إلي وصاية من أحد لأنه يعرف مقاصده وأهدافه، وأيا تكن نتائج هذه الانتخابات، فإن أحدا لا يملك سوي الاعتراف بأنها ارادة الشعب الحرة، وعلي الجميع قبول حكم الشعب. وفي مقاله بجريدة "الشروق" ، رأى الكاتب فهمي هويدي أننا نجحنا بتفوق في الفصل الدراسي الأول .. وقال الكاتب "كان مفهوما الحماس الذي دب في النفوس في الأشهر الأولى للثورة ودفعهم إلى الإقبال على المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية بقدر ما كان مستغربا أن يتزايد ذلك الحماس أو على الأقل لاتتراجع مؤشراته بعد مضي تسعة أشهر". وقال الكاتب "في تفسير هذه الملاحظة سألت .. هل كان الدافع إلى ذلك هو الشوق إلى الديمقراطية التي ظللنا طوال أكثر من نصف قرن نسمع بها ولا نرى لها في حياتنا أثرا؟ ، هل يمكن أن نقول إن جرعة الحيوية التي دبت في أوصال المجتمع المصري لاتزال تتدفق بذات القدر من القوة على العكس مما توحيه لنا وسائل الإعلام التي دأبت على إشاعة اليأس والإحباط بيننا؟". كما تساءل الكاتب "هل يمكن أن نرجع ذلك الحماس إلى شعور الناس بأن الثورة في خطر ، وأنهم أدركوا أن عليهم أن يهبوا للدفاع عنها وإنقاذها؟". وختم الكاتب مقاله قائلا "لا أستطيع أن أصدر حكما في ظل خبرة يوم واحد في حي واحد بالقاهرة .. لكنني مع ذلك لا أتردد في القول بأننا حتى في حدودنا الضيقة نجحنا .. زفوا الخبر لشهدائنا".
وتحت عنوان "هذا الشعب مدهش حقا" ، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في مقاله بجريدة "المصري اليوم" "بعد أن كان البعض يخشى من تحول الانتخابات البرلمانية إلى ساحة قتال تسفك فوقها الدماء ويعلو فيها صوت البلطجة والعنف ويسود قانون الغاب، إذا بالعالم كله يفاجأ بمشهد مختلف تماما : فها هم الناخبون المصريون يصطفون في طوابير وينتظرون لساعات طويلة قبل أن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم".
وقال الكاتب "المشهد كان بالغ التحضر وعميق الدلالة بدت من خلاله مصر وكأنها دولة تمارس الديمقراطية منذ قديم الأزل، على الرغم من أنها كانت قد تخلصت بالكاد من نظام بالغ الفساد والاستبداد جثم على صدرها عشرات السنين .. فكيف حدثت تلك المعجزة؟" ، مضيفا "أظن أننا إزاء واحدة من تلك اللحظات الوطنية أو القومية الفريدة التي تتجلى فيها قدرات شعب لا يكف عن دهشتنا!".
ورأى الكاتب أن هذه اللحظة صنعها شباب ميدان التحرير أولا، وجيش مصر الوطني ثانيا، والشعب أولا وأخيرا .. فقد عبر الشباب، باحتشاده في ميدان التحرير، عن إصراره على حماية الثورة مهما كان الثمن، وعبر الجيش، بإقدامه على حراسة صناديق الاقتراع بنفسه وعدم ترك مسئوليتها لقوات الأمن وحدها، عن إصراره على حماية الشرعية الدستورية، بصرف النظر عن تحفظات لهذا الفريق أو ذاك أو عن أخطاء وقعت هنا أو هناك، غير أن شعب مصر، وكما اعتدنا منه دائما، كان فى النهاية هو البطل الحقيقي.
وأضاف "لم يكن لنزول الشعب الكثيف وتوجهه بهذا الحجم الكبير إلى صناديق الاقتراع سوى معنى واحد وهو أنه قرر أن يمسك بنفسه زمام الأمور وألا يترك للأحزاب والجماعات السياسية المنظمة أن تقرر وحدها مصير البلاد ومستقبلها".