حذر مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية اليوم اسرائيل من رفضها مقترحات السلام التي وضعها الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه الذي القاه يوم امس الأول قائلا ان هذا الامر قد يقود الى تأييد دول العالم للاعلان عن دولة فلسطينية في اطار الاممالمتحدة. وقال المسؤول الذي لم يذكر في تصريح خاص لصحيفة (هآرتس) نشر في عددها اليوم ان رد فعل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو على خطاب الرئيس اوباما ربما يقود الى الى تصويت 187 دولة لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة وهو الامر الذي ستعارضه دولتان فقط. واكد ان الرئيس اوباما يشعر بخيبة امل نحو رد فعل نتنياهو بشأن سياسته ازاء الشرق الاوسط. واعتبر المسؤول الأمريكي "ان نتنياهو ارتكب خطأ بتركيزه على قضية حدود عام 1967 بدلا من النظر الى مجمل سياسته بصورة عامة". واشار الى ان الرئيس الامريكي يعتقد ان البديل عن سياسة نتنياهو هذه وما قدمه من مقترحات هو "اعلان الفلسطينيين اقامة دولة فلسطينية مستقلة من جانب واحد في الاممالمتحدة". وقال "ان خطاب اوباما الاخير احتوى على الكثير من الامور التي تؤكد دعمه لاسرائيل وانه حذر كذلك من المصالحة التي جرت بين حركتي (فتح) و(حماس) ودان الهجمات التي ترتكبها الاخيرة عدا عن دعوته للفلسطينيين لوقف خطواتهم الخاصة بالاعتراف الدولي بدولتهم". وذكر المسؤول الامريكي ايضا ان الرئيس اوباما "يعترف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي" مشيرا الى ان تركيز نتنياهو على قضية حدود 1967التي وردت في الخطاب "يعني انه ابتعد كثيرا عن التقاط الفكرة التي وردت فيه". وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو كرر رفضه القوي للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين على اساس العودة الى حدود العام 1967 في بيانات اصدرها يومي الخميس والجمعة الماضيين مؤكدا "ان هذه الخطوط غير دفاعية لاسيما في ظل الحقائق الديمغرافية والامنية القائمة الان في المنطقة". واكد المسؤول للصحيفة ان الرئيس اوباما اعرب عن استيائه بشأن الطريقة التي يجرى فيها التعاطي مع عملية السلام لافتا الى ان الرئيس اوباما قدم نظرته في خطابه لكيفية البدء في هذه العملية بما في ذلك المساهمة في تجنب ما سيحدث في سبتمبر القادم. وقال ان الهدف من ذلك تجنب تكرار وضع مشابه لذلك الذي جرى في شهر فبراير الماضي اذ صوت مجلس الامن الدولي على مشروع قرار يدين الاستيطان الاسرائيلي وهو الامر الذي عارضته الولاياتالمتحدة في اشارة الى رغبة الاخيرة تجنب وضع محرج كهذا. ونبه الى ان "الامر قد يصل في نهايته الى الجمعية العامة للامم المتحدة باعتراف 187 عضوا فيها بدولة فلسطينية مستقلة ومعارضة دولتين وهو الامر الذي سيكون سيئا بالنسبة لاسرائيل والولاياتالمتحدة ايضا". وشدد على ان رد فعل نتنياهو "دفعت بصراحة الى تفاقم الوضع مع الادارة الامريكية وهو الوضع الذي لا يعرف احدا كيف يمكن ان ينتهي". واوضح كذلك ان الرئيس الامريكي ذكر حدود 1967 في خطابه اضافة الى تبادل اراض كأساس للمفاوضات التي يمكن ان تجرى وليس كحل نهائي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وشدد على القول "لا نرى اي فرق بين ما تفعله حركة (حماس) وما تقوم به اسرائيل" مضيفا "ان الولاياتالمتحدة تعترف بأن (حماس) "منظمة ارهابية" وانها حذرة من المصالحة الاخيرة التي جرت بين الحركتين. وحذر ايضا "لا نستطيع استبعاد خيار التفاوض مع السلطة الفلسطينية اذا ما قبلت الأخيرة شروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط" في اشارة الى اعتراف (حماس) باسرائيل كشرط لقبولها كمفاوض. وفي رده على سؤال حول مدى قدرة الادارة الامريكية على التأثير في الفلسطينيين وهم يمارسون شكل من اشكال "التحايل" على المفاوضات مع اسرائيل بتحويل قضيتهم الى المجتمع الدولي اعترف المسؤول ان الفلسطينيين يشعرون الان بخيبة امل. وقال انه يتعين "عليهم ان يدركوا ان قرار الاممالمتحدة المتوقع صدوره لن ينتج دولة فلسطينية وهم يعرفون انه لا يستطيعون تحقيق هذا الهدف دون استغلال العلاقة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل". ورأى "ان الرئيس اوباما كان واضحا على حد سواء في موقفه مع الفلسطينيين والاسرائيليين بشأن مسؤوليتهم في تحقيق السلام". وأضاف ان رد فعل نتنياهو والفلسطينيين على خطابه الاخير لم يكن مفاجئا وان الولاياتالمتحدة تشعر بخيبة امل.