ذكرت صحيفة التلجراف في مقال لها ان ميدان التحرير يشهد مرة اخرى اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب و المتظاهرين. و قد امتلأ الجو بدون سابق انذار بالغازات المسيلة للدموع ودوي صوت اطلاق النيران لتفريق المتظاهرين مما اصاب بعضهم بالاختناق وسقط بعضهم علي الارض متأثرين بجراحهم الناتجة عن الرصاص المطاطي.
و قد اسرع مجموعة من الرجال بتقديم مساعدتهم للجرحي حاملينهم علي اعناقهم الي المستشفيات الميدانية المنتشرة بجميع انحاء الميدان كما انتشرت سيارات الاسعاف بين صفوف الحشود لاسعاف المصابين.
و قد وصلت الهتافات المنددة للشرطة العسكرية الي ذروتها واستانفوا الضرب مرة اخري بعد انسحاب قوات الامن لاستعادة تجميع صفوفهم مرددين شعار الثورة العربية الاكثر شهرة "الشعب يريد اسقاط النظام" تماما مثلما حدث في يناير الماضي و قد عاقبتهم قوات الامن علي وقاحتهم باستخدام العنف و اراقة دمائهم. واستمرت المعركة من اجل مستقبل مصر طوال اليوم معظمها بالميدان و لكن كانت هناك بعض المناوشات في الشوارع المؤدية الي وزارة الداخلية القريبة من الميدان.
و قد دافعت قوات الامن بشراسة عن المبني لحماية رومز القمع منذ عهد مبارك المكروه من كل مصري و لكن جاءت اسوأ انواع العنف قبل الفجر بقليل عندما شنوا هجوما واسع النطاق علي ساحة الميدان في محاولة اخري للتخلص من المحتجين.
و كانت عملية دامية اسفرت عن تضاعف عدد الجثث لدرجة ان المدفن لم يتسع لها جميعا فقد بلغ عدد القتلى مساء الاحد سبعة افراد ووصل يوم الاثنين الي 33 شهيدا كما ذكر مسئولو المشرحة . و ليس هناك شك ان الاشتباكات اكثر دموية الان عما كانت عليه ايام اندلاع الثورة ضد مبارك و تشكل اكبر تحد للقادة العسكرين الذين خلفوه في الحكم لنقلهم الحكم الي سلطة مدنية ديمقراطية. و لا يوجد اي مكان امن في الساحة حتي المستشفى الميداني لم تسلم من الهجوم حيث تعرض ثلاثة من الاطباء المعالجين للجرحي للقصف بالرصاص المطاطي و قد صاحوا "نحن اطباء نحن اطباء" و ابرزوا اوراق هوياتهم ولكن دون جدوي فقد تعرضوا للضرب المبرح و تم اعتقالهم و لم يظهروا منذ ذلك الوقت.
و يقول اسامة ملوك متطوع طبي تم اعتقاله في الهجوم " ليس لدينا بنادق و لا نملك اسلحة نحن مسالمون تماما و هم من بدأوا اطلاق النيران علينا". و برغم وجود اكثر من 1250 مصابا حتي الان الا ان المتظاهرين مصرين علي ثورة ثانية حيث قال احمد علي احد المتظاهرين " ليس لدينا خيارسوي اتمام ما فشلنا في القضاء عليه في الثورة فقد استبلنا مبارك بمبارك اخر ولكن هذه المرة لن نعود لمنازلنا و سنظل في ميدان التحرير حتي تصبح مصر حرة تماما"