الدكتور انس ابو سعدة بعد ترشيحه لمنصب وزير الثقافة الفلسطيني وزارة الثقافة والتعليم العالي هم اهم وزارتين في اي دولة متقدمة انوي اقامة مدينة انتج اعلامي فلسطينية علي ارض مصر الاعلام الفلسطيني رائد .... والاعلاميين الفلسطينيين يملاون الشاشات العربية مصر تتفهم موقف عرب 48 ... والجنسية الاسرائيلية فرضت عليهم ارتباطي بفلسطين ارتباط مقدس ولا يمنعني عنها سوي عملي بهولندا اتمني ربط مصر وفلسطين اعلاميا وثقافيا
مواطن عربي فلسطيني الأصل ييحمل الجنسية الهولندية ،يعيش في هولندا منذ أكثر من سبعة عشر عاما،. تخرج في أوائل عام 1994 من كلية الهندسة – جامعة بير زيت – فلسطينالمحتلة وأكمل دراستي العليا في هولندا في مجال تخطيط وتصميم الموانئ ، شارك في تصميم ميناء غزة ، لديه موهبة الكتابة في الشؤون الفلسطينية و النصوص الأدبية وله محاولات شعرية مختلفة ، وقع عليه الاختيار ليكون وزير الثقافة الفلسطيني القادم ، انه الدكتور انس ابو سعدة الذي كان لنا معه هذا اللقاء .
ما هي احلامك التي تود ان تحققها في حالة استلامك مهمة وزير الثقافة الفلسطيني ؟
انا كأي مهتم بالقضية الفلسطينية هو أن أكون أولا عنصراً يدعم الوحدة الوطنية الفلسطينية وعاملا مساعداً على توفير الأجواء لمصالحة اجتماعية فلسطينية خاصة بعد ما سببه الانقسام بالإضافة للاحتلال وما يفرضه من ضغوطات على الإنسان الفلسطيني بشكل عام. أحلامي لو تحقق هذا أن أضع ما لدي من خبرة اكتسبتها من عملي ونشاطاتي في أوروبا وشبكات من المعارف لصالح تطوير المؤسسات الفلسطينية مما سوف ينعكس على جميع قطاعات المجتمع الفلسطيني ايجابياً وعلى المواطن الفلسطيني بشكل خاص.، ومن اهم احلامي الشخصية هو أقامة مدينة إنتاج أعلامي وفني فلسطينية ، لأني أعتبر أنتاج الإعلام والدراما صناعة من أهم الصناعات التي تدر المال وترفع من الدخل القومي لأي بلد في العالم ، واتمني ان تكون في مصر وان اصل الي اتفاق مع الحكومة المصرية لتسهيل المهمة .
لماذا مصر بالتحديد التي وقع عليها اختيارك لاقامة مدينة للانتاج الاعلامي الفلسطيني ؟
اخترت أن تكون مصر لإقامة مدينة للإنتاج الإعلامي فذلك لان مصر بلد رائد بهذا المجال ولعل مدنية الإنتاج الإعلام المصرية هي نموذج متقدم لأي مدنية أعلام تقام في أي بلد آخر. كما أن الثورة المصرية أعطت زخماً قويا لدعم أي مبادرة لإنشاء مدينة أنتاج إعلامية فلسطينية بأيادي فلسطينية لديها الخبرة لكن الاحتلال وضع أمامها الكثير من العقبات وسوف يتخلص هذا الكادر من هذه العقبات من خلال إقامة هذه المدينة على الأراضي المصرية التي من المؤكد أن تقدم كل الدعم والتسهيلات لمثل هكذا فكرة.
ما هو حجم تلك المدينة المتوقع ؟ والامكانيات التي ستقوم عليها ؟
فلسطينالمحتلة غزيرة بالمواد الإعلامية لأسباب عدة ومن أهمها وجود الاحتلال وبالتالي وجود المعلومة والمادة الإعلامية الصالحة للإنتاج الإعلامي وكذلك الفني. فالدراما الفلسطينية غنية بالقصص والحكايات التي تعكس الواقع الفلسطيني لذلك نحن بحاجة إلى مدينة أعلام متكاملة وتصلح لإنتاج كل الأعمال والبرامج والأفلام الوثائقية وأفلام الدراما والمسلسلات المتنوعة وبنفس الوقت صالحة لإنتاج البرامج الإعلامية والإخبارية والسياسية بشكل عام.
هل هناك اعمال معينة ستكون هي خطة المدينة الاعلامية ؟
ليس هناك أعمال محددة يمكن أن تكون خطة مسبقة لمدينة الإعلام لكن هناك أفكار محددة تصلح من وجهة نظري الشخصية أن تكون أساساً لخطة عمل هذه المدينة وهي عبارة عن إنتاج مجموعة من الأفلام الدرامية والوثائقية وكذلك مجموعة من البرامج المتخصصة بالشأن الفلسطيني وواقع الحياة الفلسطينية تحت الاحتلال. كيف تري مستقبل الاعلام الفلسطيني ؟
الإعلام الفلسطيني رائد في الساحة العربية بالرغم من الإمكانيات المحدودة التي يملكها والمعيقات التي يفرضها الاحتلال على تحركات طواقمه وإعلاميه وبالرغم من فقدانه للمؤسساتية التي تنقص معظم وسائل الإعلام العربية لكنه مع كل ذلك يثبت وجوده ومصداقيته. الإعلاميون الفلسطينيون أيضا متواجدون في كل وسائل الإعلام العربية كمذيعين أخبار وبرامج حوارية سياسية واجتماعية وغيرها وهم أيضا موجودون في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة في كل أنحاء الوطن العربي والعالم.
أنا أعتبر وزارة التعليم ووزارة الثقافة أهم وزارتين في أي حكومة في أي دولة. لأنه بدون التعليم الصحيح لا تصلح الدولة المبنية على مجتمع متعلم و بدون وزارة الثقافة التي تعتبر المنهل الأساسي في الثقافة الايجابية التي تكون مصدر للمعرفة والثقافة المستنيرة لا نمكن أن نبني دولة لها هوية وطنية وتراث وطني تحافظ عليه. فكما أن التعليم يبني الإنسان المتعلم ليقاوم فيه الجهل فأن الثقافة هي الزاد الذي يحافظ فيه الإنسان على هويته وتاريخه وتراثه من الضياع والنسيان. الدولة التي لديها وزارة ثقافة قوية وفاعلة ترفع مستوى هوية أبناءها الوطنية إلى مصافي الدول العريقة وتمنحها التميز ما بين دول العالم والدولة التي لا تهتم بثقافة أبنائها تفقد هويتها الوطنية وتحرم أبناءها وهويتهم من التميز وتكون عرضه لضياع هويتها واندثارها.
اعلم جيدا انك كنت تتمني وزارة اخري غير الثقافة ماهي ولماذا ؟
عندما فكرت جيدا بموضوع ترشيحي كنت أؤد لو رُشحت لوزارة تحتاج لعلاقات أكثر مع أوروبا ومع جامعاتها بشكل خاص لأني أستطيع في هكذا حال أن أقدم أكثر للشباب الفلسطيني الذي يود إكمال مسيرته التعليمية كما أن علاقاتي الواسعة من الممكن أن تخدم فلسطين في مجال تطوير البنىة التحتية بحكم أني عملت مع شركات كبيرة واشتغلت في جامعات عريقة ومنها جامعة دلفت التقنية المعروفة بشكل كبير في مجالات الهندسة المختلفة.
ما هو شكل التعاون الاعلامي والثقافي بين مصر وفلسطين من وجهة نظرك ؟
هناك مجالات واسعة ومتعددة للتعاون الثقافي والإعلامي بين كل من جمهورية مصر العربية وفلسطين فهناك الكثير من الاهتمامات المشتركة والخبرة التي تتوفر بالجانب المصري ويمكن لفلسطين أن تستفيد منها كما أن التبادل الثقافي والإعلامي مهم جدا للبلدين وهو بالمناسبة موجود حاليا لكن يمكن تطويره بشكل كبير لتزيد الفائدة المشتركة ولتعميق الأواصر بين الدولتين الشقيقتين واللتان تشتركان بالحدود واللغة وحتى المصير.
شاركت في تصميم ميناء غزة فكيف تراه من وجهة نظر وزير الثقافة ؟
الميناء البحري شأنه في ذلك كما الميناء الجوي هو بوابة الدولة للعالم الخارجي وهو مورد كبير لاقتصاد البلد وللدخل القومي. في نفس الوقت. يشكل ميناء غزة لو أقيم فعلا نافذة ثقافية للفلسطينيين وللعالم على حد سواء فركوب البحر وسيلة ثقافية مميزة تعرف المسافر على البحر وأسراره كما توصله بالعالم الأخر بوسيلة جميلة ومريحة ومليئة بالمغامرة والمعرفة والتسلية في نفس الوقت. لكن حلم بناء ميناء غزة الذي طالما حلمت وحلم معي الكثيرون بانجازه لم يكتمل فبعد أن شرعت الشركات الهولندية في بناءه أقدم الاحتلال الغاشم على هدم وتدمير ما بني ومعه الحلم الفلسطيني في بناء مرفأ تكون السيادة فيه للفلسطيني وكبوابة للعالم الخارجي.
هولندا وكأي بلد أوروبي أخر تحترم الإنسان وتحترم قدراته وإمكانياته. تحترم مواطنها وحريته الشخصية كما أنها دولة مؤسسات أتمنى أن انقل التجربة الهولندية والأوربية لفلسطين خاصة من ناحية احترام الرأي واحترام الرأي الآخر وكذلك المؤسسة ودورها في تنظيم الأولويات وأي عمل يقوم فيه الفرد.
هل تنوي العودة الي فلسطين في حالة الاختيار الرسمي كوزير للثقافة ؟
ارتباطي بفلسطين هو ارتباط مقدس ولا يبعدني عنها سوى انشغالي بعملي ومسؤولياتي ومع كل ذلك أنا أزورها بين الحين والأخر فلا أستطيع أن أبعد عنها ولا عن أهلها أكثر من ستة شهور سواء كنت في موقع مسؤولية أو كمواطن عادي. لي فيها ذكريات طفولة لا تنسى مع الأيام ولا مع الغربة ولي فيها أحباب وأصدقاء ومعارف لا يفارقون مخيلتي. فلو صدقت المعلومات أو الترشيح بأن أكون وزيرا في حكومة للوحدة فبالتأكيد سوف أنتقل للعيش هناك بشكل دائم لأكون قريبا من عملي ومسؤولياتي.
ü أيهما يفيد الأخر العمل في الجامعة أو العمل كوزير او العمل كصاحب شركات سياحة ؟
كل عمل يفيد ما دام صاحبه يجد ذاته فيه أو يجد نفسه منتجاً وليس فقط كوجود مفروغ منه. وجود الإنسان في عمل يحبه ويحترمه يجعله يقدم لهذا العمل كل طاقته ومخزون الإنتاج الذي في داخله. العمل الناجح أيضا هو ما يكسب صاحبه الخبرة الايجابية والقدرة على إفادة الآخرين من هذه الخبرة في المستقبل.
تم اختيارك لتمثل فلسطين في مؤتمر لجنة المغتربين العرب فماذا تقول ؟
يسعدني ذلك وأتمنى أن أكون عند حسن من اختارني ومن أمثلهم من المغتربين العرب أينما وجدوا.
ما هي أصعب القرارات التي تخشاها في حالة توليك وزارة الثقافة ؟
أكثر ما أخشاه أن يصطدم طموحي في النهوض بأي عمل لفلسطين بمعوقات يضعها الاحتلال في وجه هذا الطموح وهذا العمل فيكون قراري الصعب رفض هذه المعوقات والتصدي لها.
ايهما يؤثر اكثر في الوزير من وجهة نظرك الشعب ام السلطة ام الاحتلال؟
كل الإطراف تؤثر على العمل وإنجازه سواء بطريقة إيجابية أو سلبية فقد يكون هناك دعم معنوي يقدمه الشعب يطور عملك ويقويه وقد يكون هناك نقص بالإمكانيات التي تحتاجها من السلطة وهي غير متوفرة فتأثر على العمل وانجازه وقد يكون هناك عوائق من الاحتلال وهذه موجودة دائما مما يؤثر على العمل بشكل جدي ويمكن أن يقضي عليه.
ماذا تقول عن عرب 48 ؟
هم ليسوا عرب 48 بل هم ضحايا نكبة العام 48 وهو أخوة فلسطينيون أبا عن جد لكن ضم دولة الاحتلال لهم في العام 48 وفرض الجنسية الإسرائيلية عليهم جعلهم في موقف صعب. أصبحوا في صراع دائم للمحافظة على هويتهم العربية الفلسطينية وعدم سلخهم عن مجتمعهم الفلسطيني والعربي والاحتلال يحاول بكل الوسائل التضييق عليهم في حياتهم وبقائهم على أرضهم.
ماذا تنوي ان تفعل لهم في وزارتك ؟
يجب علينا جميعا وليس أنا أو أي وزير في الحكومة الفلسطينية أن يساعد في مد الجسور بين أخوتنا في المناطق المحتلة عام 48 وبين العرب بشكل عام ومع أخوتهم الفلسطينيين أينما وجدوا. علينا تقوية الأواصر الثقافية والأدبية والعلمية والاجتماعية فيما بين الإخوة سواء في الداخل أو في أي مكان نتواجد فيه وهذا برأيي ضرورة أخلاقية وإنسانية ووطنية.
الم تخشى معاداة مصر في حالة وقوفك الي جوارهم نظرا لحصولهم علي جواز سفر اسرائيلي ؟
الجواز الذي نحمله لا يهم كثيرا بالمقارنة بالهوية التي نحملها. نحن كلانا نحمل الهوية الوطنية الفلسطينية إن لم نكن بجوازات سفرنا ففي قلوبنا. مصر تفهم ذلك جيدا وتتفهم الظروف التي فرضت على هؤلاء الناس أن يحملوا جوازات سفر إسرائيلية وهي تتعامل معهم من هذا المنطلق ولا أظن أنهم يواجهون أي مشكلة معها في تنقلاتهم وفي زياراتهم لمصر.
أنت كواحد ممن شاركوا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى ما هو الشكل الذي ستضعه حيال المقاومة ؟
أنا أومن بالمقاومة بشكل كبير خاصة إن كانت من النوع الشعبي، كما أؤمن أن أشكال المقاومة متعددة ومختلفة فقد تكون المقاومة بالعلم والدراسة. قد تكون بالمسيرات السلمية أو بالعمل بالأرض وزراعتها وحصادها. المقاومة تختلف حسب الظروف والاهم أن تستخدم في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
أرى مستقبل فلسطينالمحتلة بدون احتلال. أراها دولة مستقلة ذات سيادة بفضل أبنائها وبناتها، شيوخها وشبابها وأطفالها. أراها دولة ناجحة بمؤسساتها المبنية على أكتاف هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم لآجل أن يروا فلسطين حرة أبية شامخة بدون احتلال ولا انقسام ولا مظاهر سلبية.